رغم تحرير مساحات واسعة في محافظة نينوى من تنظيم داعش، إلا أن هناك عودة خجولة لسكانها النازحين لا تتجاوز في بعض الحالات واحد أو اثنين في المائة.
وقال سيدو جتو، رئيس كتلة التآخي والتعايش في مجلس محافظة نينوى، لـ«الشرق الأوسط» إن «عدم وجود الخدمات الأساسية من أمن وكهرباء وماء يحول دون عودة أهالي هذه المناطق». وتابع «من خلال زياراتنا إلى المناطق المحررة اتضح لنا أن نسبة العائدين من أهالي ناحية سنوني لم تتجاوز حتى الآن واحد في المائة في حين لا تتعدى نسبة العائدين إلى ناحية ربيعة 2 في المائة».
وقال قائمقام سنجار ميسر حجي صالح، لـ«الشرق الأوسط» إن «مما حال دون عودة عدد أكبر من سكان ناحية سنوني هو أن تنظيم داعش دمر البنية التحتية فيها بالكامل، علما أنها كانت تعاني قبل سيطرة (داعش) عليها من نقص حاد في الخدمات». ومن الأسباب الأخرى أشار صالح إلى أن العائلات النازحة لا يمكنها العودة الآن لأن أبناءها مرتبطون بالدراسة في المناطق التي نزحوا إليها، إضافة إلى أن هذه الناحية تابعة لسنجار وكما تعلمون لا يزال تنظيم داعش يسيطر على نصف قضاء سنجار، ونتوقع أن تشهد الناحية عودة سكانها في الربيع لا سيما وأن 90 في المائة من الناحية تم تطهيرها من العبوات الناسفة التي زرعها تنظيم داعش قبل أن ينسحب.
لكن الوضع يبدو مختلفا في ناحية زمار القريبة، إذ شهدت في الآونة الأخيرة عودة عدد كبير من سكانها رغم أنها لا تزال تعاني من نقص في الخدمات. وقال صالح ميراني، مسؤول الحزب الديمقراطي الكردستاني في الناحية، لـ«الشرق الأوسط» إن «الوضع الأمني في مركز ناحية زمار مستتب حاليا، لأن قوات البيشمركة تمكنت من تحريرها بالكامل وتطهيرها من المتفجرات، وعادت كل المؤسسات الحكومية إلى الناحية، وعاد إليها حتى الآن نحو 18 ألف عائلة». وأضاف «الخدمات شبه معدومة بسبب تدمير (داعش) البنية التحتية، لكن هناك مساعي متواصلة من قبل رئاسة الإقليم والحكومة والمنظمات الدولية لإعادة الخدمات إليها».
أما ناحية القوش التابعة لقضاء تلكيف، شمال شرقي الموصل، فلم يسيطر عليها تنظيم داعش لكن سقوط مركز قضاء تلكيف بيد التنظيم أدى إلى نزوح أهالي الناحية المسيحيين نحو محافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان، وعاد إليها السكان بعد أن أحرزت قوات البيشمركة تقدما ملحوظا في تلك المنطقة.
وقال غزوان إلياس، من أهالي ناحية القوش، لـ«الشرق الأوسط» إن «الحياة في ألقوش طبيعية الآن وهي الناحية الوحيدة في قضاء تلكيف التي عاد إليها سكانها. وبالنسبة لناحية تلسقف فعلى الرغم من تحريرها، إلا أن سكانها لم يعودوا حتى الآن لأنها منطقة عسكرية ومحاذية للمناطق التي يسيطر عليها (داعش)». وتابع «عدد العائدين من عائلات القوش بلغ نحو 850 عائلة، وهناك نحو 460 عائلة نازحة من مناطق سهل نينوى الأخرى موجودة حاليا في الناحية». واستدرك قائلا: «لكن لدينا مشكلة في الخدمات، فنحن لم نستلم منذ يونيو (حزيران) الماضي الحصة التموينية لأن ناحيتنا تابعة لمحافظة نينوى، كذلك لم يستلم الموظفون رواتبهم منذ شهرين، ولم نستلم مادة النفط الأبيض المستخدمة للتدفئة، والبطالة منتشرة».
عودة خجولة للنازحين إلى بلدات محافظة نينوى المحررة
نسبة العائدين لا تتجاوز في بعض الحالات 2 %
عودة خجولة للنازحين إلى بلدات محافظة نينوى المحررة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة