موسيقار سوري يخصص ريع ألبومه لأطفال المخيمات

«طلع البدر علينا» تنويع موسيقي لمالك جندلي في «كونشيرتو البيانو»

غلاف ألبوم «كونشرتو البيانو»
غلاف ألبوم «كونشرتو البيانو»
TT

موسيقار سوري يخصص ريع ألبومه لأطفال المخيمات

غلاف ألبوم «كونشرتو البيانو»
غلاف ألبوم «كونشرتو البيانو»

أطلق المؤلف الموسيقي السوري مالك جندلي، ألبومه الجديد، «كونشيرتو البيانو»، بالتعاون مع الفرقة الفيلهارمونية الملكيّـة بلندن، وبتكليف من جامعة كوينز الأميركية. وهذا الإصدار، هو الحادي عشر منذ ألبومه الأول «أصداء من أوغاريت» عام 2009 الذي أعاد فيه توزيع أقدم تدوين موسيقي في العالم.
وكالعادة، يستلهم الفنان المقيم في الولايات المتحدة، من موروثه الخاص، ويتضمن الألبوم الجديد ستة مؤلفات سيمفونية: «كونشيرتو البيانو» وهو من ثلاث حركات، الأخيرة منها مبنية على لحن «رقصة ستي» من التراث السوري، ومقطوعة «ضوء القمر»، المستوحاة من إحدى أقدم الأغاني في الثقافة الإسلامية، وهي «طلع البدر علينا»، وفيها أعاد جندلي توزيع اللحن الأساسي الذي يعود تاريخه إلى 1400 عام، ساعياً إلى إبراز جمال الموسيقى العربية. وينتهي الألبوم بمرثاة تؤديها الفرقة الفيلهارمونية الملكية، ببراعة، بقيادة المايسترو البريطاني ديفيد فيرمان. ويرى جندلي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن كونشيرتو البيانو، هو حصيلة محاولاته للحفاظ على الهوية الثقافية السورية، وتقديمها عالمياً، من خلال توظيف نظريات علوم الموسيقى الأكاديمية ومزج المقامات الشرقية مع النظرية الهارمونية للموسيقى الكلاسيكية.
اعتاد جندلي في الإصدارات السابقة، إطلاقها يوم أمسيته السنوية في قاعة كارنيغي بنيويورك، التي يدعو إليها عادةً الفائزين بمسابقة «مالك جندلي البيانو للشباب»، لكن لا أمسية هذا العام بسبب إغلاق القاعة كما في كل موقع فني في العالم الآن. لذا يأتي هذا الإنتاج السيمفوني الضخم في زمن التباعد الاجتماعي بسبب جائحة كورونا، «ليزيدنا أملاً رغم عتمة مسارح العالم»، على حد قوله.
يتحدث الفنان عن التحديات التي واجهها في تسجيل هذا العمل الفني، في ظروف استثنائية، كون العمل يتطلب وجود أكثر من 100 موسيقي في استوديو التسجيل، بالإضافة إلى البيانو وقائد الأوركسترا مع فريق الإنتاج من مهندسي الصوت والتسجيل. إنتاج الألبوم كان على مرحلتين، تطلبت المرحلة الأولى التسجيل مع الفرقة الفلهارمونية الملكية بلندن، والمكونة من 95 عازفاً مقيماً بالمملكة المتحدة، بالإضافة لحضور مهندسي التسجيل ومديرة الأعمال وفريق العمل الذي رافقه إلى العاصمة البريطانية، كل ذلك تم قبل انتشار الجائحة، وهو ما كان محظوظاً به. أما مرحلة «ما بعد الإنتاج»، التي اعتمدت على العمل مع مهندسي الصوت والمكساج والماسترينغ، وتصميم الغلاف وكتابة محتوى الكتيب المرفق بالأسطوانة، إلى آخره من تفاصيل متممة للعمل، فقد تمت خلال الجائحة، في مكان إقامته بالولايات المتحدة. «لولا ذلك لما استطعنا إصدار الألبوم، في هذا الوقت الذي توقفت فيه الفعاليات الفنية والموسيقية وأُغلقت المسارح والمهرجانات العالمية».
كما هو الحال في إصدارات سابقة للجندلي، خُصص الريع الكامل لمبيعات هذا الألبوم لمساعدة الأطفال السوريين في مخيمات اللجوء، خصوصاً خلال جولته «صوت أطفال سوريا الأحرار» التي جابت القارات الخمس، فإن الريع الكامل من مبيعات وتحميل الألبوم الأخير، سيذهب أيضاً على شكل مساعدات إنسانية للأطفال السوريين.
يُذكر أن مالك جندلي هو المؤسس والرئيس لتنفيذي للمنظمة الخيرية «بيانو من أجل السلام». حصل مؤخراً على إقامة فنية من جامعة كوينز الأميركية كمؤلف وباحث موسيقي في التراث الموسيقي العربي. نال الجندلي لقب «المهاجر العظيم» من مؤسسة «كارنيغي» بنيويورك، تقديراً لمساهمته في إغناء الثقافة وتطوير المجتمع في عام 2015. يعمل حالياً على كتابة أوبرا كاملة وتسجيل سيمفونيته السادسة في العاصمة النمساوية فيينا، ضمن رحلته الموسيقية في توظيف القوة الناعمة للفن، لطرح المأساة السورية عالمياً.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.