جهود لعقد اجتماع للرباعية الدولية

يناقش إمكانية توسيعها ودفع عملية السلام قدماً

رياض منصور مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك
رياض منصور مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك
TT
20

جهود لعقد اجتماع للرباعية الدولية

رياض منصور مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك
رياض منصور مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك

قال مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، رياض منصور، إن جهوداً أممية كبيرة تبذل لعقد اجتماع للجنة الرباعية الدولية على المستوى الوزاري، يناقش إمكانية توسيعها ودفع عملية السلام قدماً.
وأضاف منصور، في تصريحات بثّتها الإذاعة الرسمية، أن الاجتماع يستهدف إطلاق دور الرباعية في رعاية عملية السلام. وأكد أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «تواصل مع هيئات عليا في واشنطن لعقد اجتماع للرباعية على المستوى الوزاري»، متابعاً: «بذلنا كفلسطينيين جهداً في اتجاه عقد هذا الاجتماع بمساعدة الأشقاء العرب».
وسبق أن طلب عباس، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر (أيلول) الماضي، من الأمين العام، بدء التحضير مع اللجنة الرباعية الدولية والأطراف الدولية لعقد مؤتمر دولي للسلام في النصف الأول من العام الجاري، وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وجّه عباس رسالة مكتوبة إلى غوتيريش تؤكد على المطلب الفلسطيني بشأن انعقاد المؤتمر، لإيجاد آلية دولية لرعاية مفاوضات السلام مع إسرائيل المتوقفة أصلاً بين الجانبين منذ العام 2014.
وقال منصور إنه إضافة إلى تحرك الأمين العام، بدأت الهيئة الرئاسية للمجموعة العربية في نيويورك، التواصل مع أطراف الرباعية للقاء معهم، وحثهم على بذل الجهود لتفعيل دور اللجنة في عملية السلام. وبحسب الدبلوماسي الفلسطيني، فإنه تمت مناقشة ذلك في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد مؤخراً، وفي اجتماع السفراء العرب في نيويورك، وتم الاتفاق على «تنفيذ المهمات المطلوبة من الجميع».
وأعرب منصور عن أمله في الوصول لعقد الاجتماع في أقرب وقت ممكن، مؤكداً استعداد الجانب الفلسطيني للقاء مع اللجنة الرباعية الدولية، في «اجتماعات موسعة بمشاركة الطرف الإسرائيلي، في حال تمت الدعوة لمثل نشاط كهذا». واعتبر المندوب الفلسطيني أن عقد أي اجتماع على مستوى عالٍ للرباعية «سيفتح الطريق لاتخاذ خطوات عملية حول مبادرة الرئيس محمود عباس».
وتضم اللجنة الرباعية الدولية كلاً من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، لكن ثمة محاولات لتوسع هذه اللجنة وضم الأردن ومصر إليها، ودول أخرى محتملة. وقالت مصادر مطلعة، لـ«الشرق الأوسط»، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتفق مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لحشد موقف عربي واحد يدعم طلب فلسطين عقد مؤتمر دولي للسلام وإطلاق مفاوضات جديدة، ترعاها الرباعية الدولية، بمشاركة الأردن ومصر ودول أخرى إذا أمكن.
وتعول السلطة الفلسطينية على قبول إدارة الرئيس الأميركي الجديد، جو بايدن، لدفع عملية سلام جديدة في المنطقة. وشجع فوزه، السلطة على الضغط والتنسيق مع دول مؤثرة، من أجل إطلاق مؤتمر دولي.
وأكد منصور وجود «جهود متواصلة من مكونات اللجنة الرباعية بهدف توسيعها»، وأضاف: «هذا مطروح في إطار التداول والمشاورات»، معرباً عن أمله في تفعيل اللجنة نفسها، ليس فقط على مستوى المندوبين، وإنما وزراء الخارجية وما يتبع ذلك من خطوات عملية يتم الاتفاق عليها.


مقالات ذات صلة

كيف تساهم السعودية في مكافحة الجوع على المستوى الدولي؟

الخليج سلال غذائية سعودية تجد طريقها إلى محتاجين في تشاد (واس)

كيف تساهم السعودية في مكافحة الجوع على المستوى الدولي؟

تستمر الجهود السعودية لمكافحة الجوع في العالم في وقتٍ يواجه فيه 343 مليون شخص حول العالم جوعاً حاداً إذ أنفقت ما يربو على ملياري دولار خلال عقدين.

غازي الحارثي (الرياض)
يوميات الشرق الدكتور عبد العزيز الشيباني خلال افتتاح الورشة التحضيرية في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية أنموذجاً عالمياً في إدارة الموارد المائية

اختارت «لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية» السعودية أنموذجاً عالمياً رائداً في تحقيق مؤشر الإدارة المتكاملة لموارد المياه.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ أوتونباييفا خلال إحاطتها لمجلس الأمن وبدا على يمينها المندوب الروسي (صور الأمم المتحدة)

صورة أممية قاتمة حول أوضاع أفغانستان تحت حكم «طالبان»

رسمت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان، روزا أوتونباييفا، صورة قاتمة عن الوضع في هذا البلد.

علي بردى (واشنطن)
آسيا نساء وأطفال أفغان لاجئون رُحّلوا من باكستان في مخيم «مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» على مشارف كابل يوم 9 يناير 2024 (أ.ف.ب)

تقرير أممي: باكستان تستضيف أكثر من 2.1 مليون لاجئ أفغاني

تستضيف باكستان أكثر من 2.1 مليون لاجئ أفغاني، يقيم معظمهم في إقليم خيبر بختونخوا، وفقاً لـ«المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين».

«الشرق الأوسط» ( إسلام آباد)
المشرق العربي سيارة محترقة بعد الاشتباكات بين قوات الأمن السورية ومسلحين في القرداحة (أ.ب) play-circle

الأمم المتحدة: عائلات بأكملها قتلت في أحداث الساحل السوري

قالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم (الثلاثاء)، إن عائلات بأكملها، بما في ذلك نساء وأطفال، قُتلت في منطقة الساحل السوري.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

وفيات الكوليرا في اليمن ترتفع 37 %

نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)
نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)
TT
20

وفيات الكوليرا في اليمن ترتفع 37 %

نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)
نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)

زادت الوفيات بالكوليرا في اليمن بنسبة 37 في المائة، في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات حكومية وأخرى أممية ارتفاع عدد الإصابات بمرض حمى الضنك إلى أكثر من 1400 حالة خلال أول شهرَيْن من العام الحالي، إذ احتلّت محافظة حضرموت الصدارة في عدد الإصابات المسجلة.

ووفق بيانات منظمة الصحة العالمية، تمّ رصد 1456 حالة اشتباه بحمى الضنك في المحافظات الجنوبية الشرقية من اليمن منذ بداية هذا العام، ولهذا دشنت حملة جديدة لمكافحة الحمى في 8 محافظات بدعم من إدارة الحماية المدنية وعمليات المساعدات الإنسانية التابعة للاتحاد الأوروبي، وبهدف القضاء على مواقع تكاثر البعوض الناقل للمرض.

وتظهر بيانات المنظمة أن المحافظات الجنوبية الشرقية من اليمن سجلت العام الماضي 9901 حالة إصابة بحمى الضنك، من بينها 9 وفيات، في حين أكدت دائرة الترصد الوبائي في مكتب الصحة في منطقة ساحل حضرموت تسجيل 331 حالة اشتباه بالإصابة بحمى الضنك والكوليرا والحصبة، منذ بداية هذا العام وحتى 4 مارس (آذار) الحالي.

وحسب بيان دائرة الترصد الوبائي، فإن أغلب حالات الإصابة كانت بحمى الضنك بعدد 167 حالة، وتصدّرت مدينة المكلا عاصمة المحافظة القائمة في عدد الإصابات المسجلة بـ68 حالة، تلتها مديرية بروم ميفع بـ40، وغيل باوزير بـ19، ثم حجر بـ15، وأرياف المكلا 14، وتوزّعت بقية الحالات على مديريات الديس وغيل بن يمين، والشحر.

التصدي للكوليرا في اليمن يتطلّب تدخلات عاجلة وشاملة (الأمم المتحدة)
التصدي للكوليرا في اليمن يتطلّب تدخلات عاجلة وشاملة (الأمم المتحدة)

وأظهرت البيانات الحكومية ارتفاع حالات الاشتباه بالكوليرا إلى 81 حالة، سجلت أغلبها في مديرية حجر بعدد 36 حالة، ثم مديرية بروم ميفع 32، ومدينة المكلا 4 حالات، ومثلها في غيل باوزير، في حين بلغت حالات الاشتباه بالحصبة 83 حالة، أغلبها في عاصمة المحافظة 23 حالة، ثم مديرية غيل باوزير بـ21، ثم مديرية الديس بـ17، والشحر 11 حالة، وتوزّعت بقية الحالات على بقية مديريات ساحل حضرموت.

تعافي الحالات

مع ذلك، أكدت دائرة الترصد الوبائي أن نحو 99 في المائة من حالات الإصابة المسجلة بهذه الأمراض تماثلت للتعافي، بعدد 329، في حين تبيّن أن 57 في المائة من حالات الحصبة كانت لمصابين غير مطعّمين ولم يتلقوا أي جرعة من اللقاحات.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد ذكرت أن اليمن يتحمّل العبء الأكبر من حالات الإصابة بالكوليرا على الصعيد العالمي، مشيرة إلى أن البلاد عانت من سريان الكوليرا بصفة مستمرة لسنوات عديدة، وسجلت بين عامي 2017 و2020 أكبر فاشية للكوليرا في التاريخ الحديث.

57 % من حالات الإصابة بالحصبة في اليمن كانت لأطفال غير مطعّمين (الأمم المتحدة)
57 % من حالات الإصابة بالحصبة في اليمن كانت لأطفال غير مطعّمين (الأمم المتحدة)

وبيّنت أنه حتى 1 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أبلغ اليمن عن 249 ألف حالة مشتبه في إصابتها بالكوليرا، وحدوث 861 وفاة مرتبطة بهذا المرض منذ بداية العام الماضي. وذكرت أن هذا العدد يشكّل 35 في المائة من العبء العالمي للكوليرا، و18 في المائة من الوفيات المبلغ عنها عالمياً.

وقالت المنظمة الأممية إن عدد الحالات والوفيات المبلغ عنها ارتفع قبل نهاية العام الماضي بنسبة 37 في المائة و27 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الذي سبقه، وأعادت أسباب ارتفاع أرقام الإصابات والوفيات إلى إضافة بيانات أكثر تفصيلاً من جميع المحافظات اليمنية.

نقص التمويل

أكد ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس بعثتها لدى اليمن، أرتورو بيسيغان، أن فاشيات الأمراض المنقولة بالمياه، مثل الكوليرا والإسهال المائي الحاد، تفرض عبئاً إضافياً على النظام الصحي الذي يعاني بالفعل من فاشيات أمراض متعددة.

وقال إن على المنظمة والجهات الفاعلة في مجال العمل الإنساني أن تبذل جهوداً مضنية لتلبية الاحتياجات المتزايدة في ظل النقص الحاد في التمويل. ونبه إلى أن «عدم الحصول على مياه الشرب المأمونة، وسوء ممارسات النظافة العامة في المجتمعات المحلية، ومحدودية فرص الحصول على العلاج في الوقت المناسب؛ تزيد من عرقلة الجهود الرامية إلى الوقاية من المرض ومكافحته».

صغار السن أكثر عرضة للإصابة بالإسهالات الحادة والكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)
صغار السن أكثر عرضة للإصابة بالإسهالات الحادة والكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)

وذكر المسؤول الأممي أن التصدي للكوليرا في اليمن يتطلّب تدخلات عاجلة وشاملة تشمل التنسيق، والترصد، والقدرات المختبرية، والتدبير العلاجي للحالات، ومبادرات المشاركة المجتمعية، والمياه والصرف الصحي والنظافة العامة، والتطعيمات الفموية ضد الكوليرا، مشيراً إلى أن الاستجابة للكوليرا في اليمن تواجه فجوة تمويلية قدرها 20 مليون دولار.

تدريب وتطعيم

وفق بيانات المنظمة الأممية، أُغلق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية الفموية، بسبب نقص التمويل خلال العام الماضي، وقد دعّمت المنظمة أكثر من 25 ألف بعثة لفرق الاستجابة السريعة لاستقصاء الإنذارات وبدء تدابير المكافحة على المستوى المحلي، ووفّرت الكواشف واللوازم المختبرية لدعم جهود تأكيد حالات العدوى في 12 مختبراً مركزياً للصحة العامة.

وقالت المنظمة إنها اشترت الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية وإمدادات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة والوقاية من العدوى ومكافحتها ووزّعتها على المرافق الصحية، ومنها مراكز علاج الإسهال الثمانية عشر المدعومة من المنظمة.

وإلى جانب ذلك، درّبت منظمة الصحة العالمية أكثر من 800 عامل، ودعّمت وزارة الصحة العامة والسكان بحملة تطعيم فموي ضد الكوليرا لتوفير الحماية لنحو 3.2 مليون شخص في 34 مديرية في ست محافظات يمنية.