انفراجة في قضية «خلق بنك» بعد نقلها إلى تركيا

TT

انفراجة في قضية «خلق بنك» بعد نقلها إلى تركيا

شهدت قضية «خلق بنك» التركي المتهم بانتهاك العقوبات الأميركية المفروضة على إيران في الفترة من 2010 إلى 2015 انفراجة جديدة مع رفض القضاء في الولايات المتحدة قضية مرفوعة ضد البنك من مئات المدعين ونقلها إلى تركيا شريطة التصالح بين الأطراف.
ووافق قاضي المحكمة الجزئية الأميركية دينيس كوت، على رفض القضية المرفوعة ضد «خلق بنك» من 876 من المدّعين الذين كانوا ضحايا أو على صلة بضحايا «هجوم إرهابي خارجي ارتكبته مجموعة مرتبطة بإيران». وقَبِلت المحكمة طلب البنك التركي رفض القضية، قائلة إن القضية يمكن أن تنظر فيها محكمة في تركيا. وأمرت الجانبين بتقديم اتفاق بحلول 2 مارس (آذار) المقبل لمواصلة التقاضي في تركيا، حسبما ذكرت وكالة «رويترز»، أمس (الأربعاء). وقالت المحكمة إن «الفصل يجب أن يكون مشروطًا بموافقة (بنك خلق) على قبول الخدمة في تركيا، والخضوع للاختصاص القضائي للمحاكم التركية، والتنازل عن أي دفاع بالتقادم قد يكون نشأ منذ رفع هذا الإجراء».
وكانت قضية «خلق بنك» في قلب نزاع كبير بين أنقرة وواشنطن منذ عام 2017، حيث وُجهت إليه في قضية منفصلة في نيويورك عام 2019 تهمة مساعدة إيران في التهرب من العقوبات الأميركية، بعد القبض على نائب مديره التنفيذي السابق محمد هاكان أتيلا، في نيويورك في 2017، واتهم مدّعو العموم الأميركيون، في حينها، البنك باستخدام مزودي خدمات الأموال و«شركات واجهة» في إيران وتركيا والإمارات العربية المتحدة، للتهرب من العقوبات المفروضة على طهران، ما يتيح إنفاق عائدات النفط والغاز على مشتريات الذهب والأدوية وغيرها.
واستندت القضية إلى وقائع كشفت عنها تحقيقات في جرائم فساد ورشوة أُجريت في تركيا في 17 و25 ديسمبر (كانون الأول) 2013، وكان أبرز المتورطين فيها تاجر الذهب التركي من أصل إيراني رضا ضراب، مع رئيس «خلق بنك» وعدد من مساعديه ووزراء في حكومة رئيس الوزراء (رئيس الجمهورية الحالي) رجب طيب إردوغان، كما طالت عائلته أيضاً، إلا أنه أمَر بوقف التحقيقات التي رأى أنها كانت محاولة مدبَّرة من حركة «الخدمة» التابعة لحليفه الوثيق السابق الداعية المقيم بمنفى اختياري في بنسلفانيا منذ عام 1999 فتح الله غولن، الذي نَسب إليه لاحقاً تدبير محاولة انقلاب عسكري فاشلة ضده في 15 يوليو (تموز) 2016.
ودفع البنك بأنه غير مذنب في تهم الاحتيال المصرفي وغسيل الأموال والتآمر في عام 2019، حيث كان يواجه عقوبات أميركية، قد تصل إلى 10 مليارات دولار، في قضية انتهاك العقوبات الأميركية على إيران عبر التحايل المصرفي. وفي مارس 2017 أُلقي القبض على نائب المدير التنفيذي السابق للبنك محمد هاكان أتيلا، المقرب من إردوغان، في إطار هذه القضية وحُكم عليه بالسجن في نيويورك، وسعت تركيا للإفراج عنه بالعديد من السبل منها الإفراح عن أميركيين وموظفين في البعثات الدبلوماسية الأميركية لديها، إلا أن واشنطن لم تتخذ خطوة مماثلة بشأن أتيلا.
وأصدر القضاء الأميركي عقوبة بالحبس لمدة 32 شهراً على أتيلا، إلا أن الادعاء عدّ العقوبة غير رادعة، وأمهلت المحكمة الادعاء العام حتى 6 ديسمبر (كانون الأول) 2019، لعرض حيثيات طلب الاستئناف الذي يتضمن مطالبة بزيادة العقوبة، لكن الادعاء لم يقدم الحيثيات، وتراجع عن طلب الاستئناف، ليتم الإفراج عن أتيلا وإعادته إلى تركيا، حيث استقبله في المطار وزير الخزانة والمالية السابق صهر إردوغان برات ألبيراق، وتم تعيينه رئيساً لبورصة إسطنبول.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.