«حماس» و«الجهاد» تلوّحان بالتصعيد {إذا لم يصل اللقاح}

السلطة تطلب تدخل «الصحة العالمية»... وإسرائيل تدرس خياراتها

«حماس» و«الجهاد» تلوّحان بالتصعيد {إذا لم يصل اللقاح}
TT

«حماس» و«الجهاد» تلوّحان بالتصعيد {إذا لم يصل اللقاح}

«حماس» و«الجهاد» تلوّحان بالتصعيد {إذا لم يصل اللقاح}

لوحت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» بتصعيد محتمل إذا لم تغير إسرائيل موقفها القاضي بمنع إدخال لقاحات «كورونا» إلى قطاع غزة، في وقت دعت فيه الحكومة الفلسطينية منظمة الصحة العالمية للتدخل من أجل تأمين نقل مجموعة من اللقاحات إلى القطاع.
وحملت حركة «حماس» إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات منع إدخال لقاح «كورونا»، واصفة ذلك بجريمة عنصرية وتمييز يمثل امتدادا للعدوان المتواصل على القطاع.
وقال القيادي في «حماس» عاطف عدوان: «قرار الاحتلال بمنع اللقاحات، جريمة تمييز عنصري ضد الشعب الفلسطيني الذي يطالب بحقه في أرضه وكأنه يريد أن يقول للعالم أن هذا الشعب غير موجود وأنا لست مسؤولا عنه». وأضاف: «منع الاحتلال لإدخال التطعيمات يؤكد على مدى وحشية هذا العدو المجرم، هذه الدولة اللقيطة». ودعا عدوان «المقاومة الفلسطينية للضغط على العدو الصهيوني من أجل إدخال لقاحات (كورونا) إلى سكان غزة».
ودعوة عدوان جاءت في سياق مفهوم بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليين بعدما كادت مستلزمات «كورونا» تفجر مواجهة في السابق عندما لجأت الفصائل الفلسطينية إلى الضغط على إسرائيل عبر التصعيد وإطلاق الصواريخ من أجل الحصول على هذه المستلزمات.
وقال يوسف الحساينة عضو المكتب السياسي لـ«حركة الجهاد الإسلامي» إن منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، دخول لقاحات فيروس «كورونا» إلى قطاع غزة، «يكشف الوجه الوقح والبشع والحقيقي لهذا الكيان المجرم وجريمة حرب لا يمكن لشعبنا وقواه الحية أن يسكت عنها». وأضاف أن «مواصلة الحصار على قطاع غزة، وحرمان مواطنيه من مقومات الحياة والصحة العامة، جريمة حرب يرتكبها المحتل أمام نظر العالم وسمعه، ما ينذر بحدوث مأساة محققة ومضاعفة بحق أبناء شعبنا».
وتابع الحساينة: «أمام هذه الجريمة، فإن ما يسمى بالمجتمع الدولي ومؤسساته الدولية، مطالبة أكثر من أي وقت مضى لردع الكيان ووقف جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، وإلا فإنها بذلك تتخلى عن دورها وقيمها ورسالتها، وتعتبر شريكاً في هذه الجريمة التي لا يمكن لشعبنا وقواه الحية أن تسكت عنها».
وتهديد «حماس» و«الجهاد» بتصعيد محتمل جاء بعد أن أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة أن سلطات الاحتلال منعت إدخال 2000 جرعة من لقاح سبوتنيك الروسي المضادة لفيروس «كورونا» إلى غزة.
وأوضحت الكيلة أن هذه الجرعات كانت مخصصة للطواقم الطبية العاملة في غرف العناية المكثفة المخصصة لمرضى «كورونا»، والطواقم العاملة بأقسام الطوارئ.
وحمّلت الوزيرة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا «الإجراء التعسفي المنافي لجميع الأعراف والقوانين والاتفاقيات الدولية». وكانت هذه الدفعة التي تم تجهيزها الاثنين هي الأولى من لقاحات «كورونا» إلى غزة التي يئن قطاعها الصحي تحت وطأة الحصار ونقص المستلزمات الطبية.
وأدانت الحكومة الفلسطينية منع إسرائيل سلطات الاحتلال إدخال الشاحنة المحملة باللقاحات إلى قطاع غزة الاثنين.
وقال الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم في مؤتمر صحافي أمس (الثلاثاء): «يمثل ذلك انتهاكا للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني». وأضاف «ندعو منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية لإدانة إسرائيل وتحميلها كامل المسؤولية عن المخاطر الناجمة عن منع دخول اللقاحات إلى القطاع والعمل مع المجتمع الدولي للسماح بإدخال اللقاحات لأهلنا في القطاع فورا».
ولم تعقب إسرائيل على الاتهامات الفلسطينية، لكن مسؤولا أمنيا إسرائيليا قال لـ«تايمز أوف إسرائيل» إن الطلب يخضع لفحص مجلس الأمن القومي، وهو هيئة أمنية تابعة لمكتب رئيس الوزراء.
ورفص مسؤولون إسرائيليون فعلا فكرة نقل اللقاحات، وقال عضو الكنيست تسفي هاوزر، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست إن «اللقاحات ستصل إلى قيادة (حماس) على الأرجح». وأضاف ساخرا: «لا أرى يحيى السنوار يعطي لقاحه لممرضة لطيفة في غزة».
وقال عضو الكنيست عن حزب «الليكود»، آفي ديختر، إن هناك تفاعلا ضئيلا نسبيا بين الإسرائيليين وسكان غزة، رافضا وجود أي مصلحة إسرائيلية وبائية في توفير اللقاحات لقطاع غزة. وقال ديختر: «غزة انفصلت وعُزلت عن إسرائيل… الاعتبارات مختلفة تماما».
أما عضو الكنيست أليكس كوشنير، من حزب «يسرائيل بيتنو»، فقال إن «على الكنيست أن يضع شرطا واضحا بأن أي لقاح يمر إلى قطاع غزة يتطلب عودة الإسرائيليين الأربعة».
ورفض المسؤول في مجلس الأمن القومي ران بنياميني التعقيب على كل ذلك، كما رفض الإدلاء بتصريح بشأن ما إذا كان مجلس الأمن القومي سيوافق في النهاية على الطلب الفلسطيني أو لا.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».