قمة بين برشلونة وسان جيرمان... واختبار صعب لليفربول أمام لايبزيغ

دوري الأبطال يعاود نشاطه اليوم بمواجهات ربع النهائي وسط حالة من الارتباك بسبب الموجه الثانية لـ«كوفيد ـ 19»

TT

قمة بين برشلونة وسان جيرمان... واختبار صعب لليفربول أمام لايبزيغ

وسط حالة من التوتر والقيود الصارمة بسبب الموجة الثانية من «كوفيد 19» تتجه الأنظار إلى ملعب «كامب نو»، حيث القمة المرتقبة بين برشلونة الإسباني وضيفه باريس سان جيرمان الفرنسي، فيما يتواجه لايبزيغ الألماني مع ليفربول الإنجليزي في العاصمة المجرية بودابست اليوم في افتتاح ذهاب الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا.
واضطر الاتحاد القاري إلى تكييف شروط استئناف هذه النسخة من دوري أبطال أوروبا مع قيود الحركة الصارمة الموضوعة في ألمانيا وبعض دول أوروبا الأخرى، فتم نقل بعض من مباريات ربع النهائي لدول أخرى وسط أجواء مرتبكة ودون حضور أي جماهير.
لكن رغم ذلك ستكون هناك بالتأكيد متعة مع القمة المرتقبة بين برشلونة وباريس سان جيرمان وصيف بطل النسخة الأخيرة التي تعيد الأذهان إلى «الريمونتادا» الرائعة للفريق الكاتالوني أمام فريق العاصمة الفرنسية قبل أربعة أعوام، عندما حوّل خسارته برباعية نظيفة ذهاباً إلى فوز كاسح 6 - 1 إياباً.
من المتوقع أن يوجد الأرجنتيني ليونيل ميسي، أفضل لاعب في العالم ست مرات، في ملعب كامب نو، لكن الأمر لن يكون كذلك بالنسبة إلى مواطنه أنخل دي ماريا وزميله السابق في النادي الكاتالوني والحالي في سان جيرمان البرازيلي نيمار، بسبب الإصابة، ومع ذلك يضع الباريسيون ثقتهم على سرعة وتألق النجم الثالث كيليان مبابي.
ويعوّل سان جيرمان على مدربه الجديد الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو لفك عقدته أمام برشلونة. وبعد بداية موسم متقلبة، أقال سان جيرمان مدربه الألماني توماس توخيل الذي قاده إلى نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه الموسم الماضي، وعيّن بوكيتينو الذي بنى سمعته التدريبية قارياً مع توتنهام الإنجليزي وأوصله أيضاً إلى نهائي دوري الأبطال.
وستكون مواجهة اليوم التاسعة بين الطرفين في آخر ثماني سنوات ضمن المسابقة القارية الأولى، ويقف التاريخ مع النادي الكاتالوني، وبحال توديع أي من الطرفين من دور الـ16، ستُعدّ خيبة كبيرة لفريق من الصفّ الأول.
وكانت أفظع مواجهات سان جيرمان برشلونة في دور الـ16 من نسخة 2017، عندما تقدّم ذهاباً برباعية نظيفة على ملعب «بارك دي برانس»، لكن مباراة الإياب شهدت أشهر «ريمونتادا» في السنوات الأخيرة، عندما قلب الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه النتيجة في الثواني القاتلة إلى فوز تاريخي 6 – 1، وبعد هذا الموسم انتقل نجم المباراة البرازيلي نيمار إلى صفوف سان جيرمان، بصفقة هي الأغلى في تاريخ كرة القدم، بلغت 222 مليون يورو. لكن آمال سان جيرمان، المهيمن في السنوات الأخيرة على الدوري الفرنسي، بالثأر من برشلونة، تعرّضت لضربة قاسية مع إصابة لنيمار، أصبحت اعتيادية في الأدوار الإقصائية من دوري الأبطال.
وقد تبعد الإصابة أيضاً النجم البرازيلي عن مباراة الإياب المقررة في 10 مارس (آذار) المقبل.
برغم ذلك، يعوّل فريق العاصمة على حنكة بوكيتينو الذي كان خياراً طبيعياً للحلول بدلاً من توخيل منتصف الموسم، حيث كان مدرباً حراً من أي تعاقد بعد مشوار ناجح في توتنهام، كما أنه كان قائدا سابقا لدفاع سان جيرمان.
ولعب بوكيتينو أيضاً مع إسبانيول النادي المنافس لبرشلونة في إقليم كاتالونيا وقاده إلى لقب الكأس المحلية مرتين في 2000 و2006، قبل أن يقوده بعد ذلك كمدرب وأثبت جدارته سريعاً بانتصار على برشلونة ومدربه آنذاك جوسيب غوارديولا 2 - 1 في ملعب كامب نو في إنجاز لم يتحقق على مدى 39 عاماً.
لكن قمة عمله التدريبي تحققت في 2019 عندما قاد توتنهام، دون أن يكون مرشحاً، إلى نهائي دوري الأبطال قبل أن يخسر أمام ليفربول في مباراة نهائية باهتة.
ويعلم بوكيتينو صعوبة مواجهة برشلونة في اختباره القاري الأول مع سان جيرمان، وأن الإقصاء على يد ميسي ورفاقه سيشكّل صفعة كبيرة له. وحقق بوكيتينو في عشر مباريات مع فريقه الباريسي حتى الآن، الفوز 8 مرات وتعادل مرة، لكن خصومه لا يمكن مقارنتهم ببرشلونة الذي استعاد مستوياته بعد بداية موسم مخيبة.
وأمام غياب نيمار ودي ماريا يأمل بوكيتينو أن يكون مبابي في أفضل أيامه وقال: «نريد أن يكون الفريق واثقاً من اللعب بعدة خطط، لكن ليس سهلاً أن تقوم بعمل كبير في غضون أربعين يوماً فقط، لكن سنكون جاهزين برشلونة».
في المقابل، أسهمت الانتصارات السبعة المتتالية لبرشلونة في الدوري في الإبقاء على آماله بمنافسة أتلتيكو مدريد المحلّق في الترتيب، إذ يبتعد عنه بفارق 8 نقاط. وحقق الفريق آخر انتصاراته على ضيفه ألافيس السبت 5 – 1، في مباراة تألق فيها ميسي، أفضل لاعب في العام ست مرات، ودفع فيها المدرب الهولندي رونالد كومان بالموهبة الصاعدة في خط الوسط إيلايش موريبا (18 عاماً). ويسعى ميسي لقيادة برشلونة للقب سادس في المسابقة وأول منذ 2015، في ظل التكهنات المتزايدة حول انتقاله الصيف المقبل عندما يصبح لاعباً حراً إلى مانشستر سيتي الإنجليزي، أو سان جيرمان ليلعب مجدداً مع صديقه نيمار.
وقال كومان: «ليو في كامل تركيزه، هو سعيد ولقد وجد التسديدة القاتلة مجدداً».
وفي المباراة الثانية، يتطلع مدرب لايبزيغ الشاب يوليان ناغلسمان (33 عاماً) لتعميق جراح مواطنه يورغن كلوب مدرب ليفربول الإنجليزي. ويتمتع كلوب بهالة الأسطورة في ليفربول بعد أن أنهى صياماً دام 30 عاماً لم يحرز خلالها الفريق لقب الدوري الإنجليزي، قبل أن يقوده إلى التتويج الموسم الماضي، وذلك بعد موسم واحد من قيادته الفريق إلى لقب دوري أبطال أوروبا.
لكن ليفربول يمر بأزمة حقيقية، حيث لم يحقق الفوز سوى في 3 من آخر 11 مباراة خاضها في مختلف المسابقات. في المقابل، يعتبر ناغلسمان نجماً صاعداً في معترك التدريب، فقد فرض لايبزيغ بإشرافه منافساً صعباً في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي ببلوغه الدور نصف النهائي قبل السقوط أمام باريس سان جيرمان، قبل أن ينجح في انتزاع بطاقة التأهل إلى الأدوار الإقصائية هذا الموسم على حساب مانشستر يونايتد الإنجليزي، مع العلم بأن الأخير ألحق به خسارة قاسية ذهاباً بخماسية نظيفة.
وأكد ناغلسمان غياب جناحه السويدي إميل فورسبرغ الذي يعاني من إصابة في ركبته بقوله أمس: «للأسف لن يتمكن إميل من المشاركة. لا يزال يواجه مشكلة لدى تغيير الاتجاه لدى الركض».
كما قلل من المشاكل المحلية التي يواجهها ليفربول موضحاً: «الفريق لا يواجه أي أزمة في دوري الأبطال، الأمر يتعلق فقط بالدوري الإنجليزي الممتاز، سيكون تركيزهم بالكامل على دوري الأبطال. سيحاولون نفض غبار الأمور السلبية».
ويتميّز المدربان بحراكهما المتواصل في المنطقة الفنية على أرضية المستطيل الأخضر وعدم ترددهما في توجيه الملاحظات للاعبيهما وحتى الدخول في مهاترات مع المدربين المنافسين.
وكلاهما يدين بالنجاح إلى المدرسة الألمانية المتمثلة بالضغط المتواصل على حامل الكرة والحيوية لكنهما حاولا الابتكار أيضاً. فقد قام كلوب بتعيين مدرب خاص لتنفيذ رميات التماس في ليفربول مثلاً، في حين وضع ناغلسمان شاشة عملاقة في مقر التدريب من أجل مراجعة التحركات خلال التمارين.
ويرى ناغلسمان أن خبرة ليفربول ترجح كفته في مواجهة اليوم، لكن لايبزيغ أثبت قدرته في الصمود في وجه مثل هذه الفرق العام الماضي وخلال الموسم الحالي وقال: «بالتأكيد لقد تطورنا كفريق».


مقالات ذات صلة

هل يمارس محمد صلاح الضغط على ليفربول بصورة «الثلاثي»؟

رياضة عالمية صورة «الثلاثي» الذي تنتهي عقودهم مع ليفربول بنهاية الموسم (حساب محمد صلاح في «إنستغرام»)

هل يمارس محمد صلاح الضغط على ليفربول بصورة «الثلاثي»؟

نشر محمد صلاح تغريدة غامضة أثارت تكهنات من بعض الجماهير بأنه قد يغادر.

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية أولمو لايزال محط أنظار أندية في أوروبا (أ.ف.ب)

أندية أوروبا تترقب وضع أولمو مع برشلونة

أثار فشل نادي برشلونة الإسباني لكرة القدم، المتجدِّد، في تسجيل داني أولمو لعام 2025، وسط المشاكل المالية، ردود أفعال سلبية من وسائل الإعلام الإسباني.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية مسؤولو النادي اللومباردي أبلغوا فونسيكا بقرارهم بعد المباراة (أ.ف.ب)

ميلان يتخلى عن مدربه فونسيكا

يعتزم ميلان ثامن الدوري الإيطالي لكرة القدم الانفصال عن مدربه الحالي البرتغالي باولو فونسيكا، عقب التعادل أمام ضيفه روما 1-1 الأحد ضمن المرحلة الثامنة عشرة.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (د.ب.أ)

غوارديولا: لم أتوقع هذا التراجع الرهيب... الإصابات السبب!

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي، إنه شعر بالارتباك خلال سلسلة النتائج الصادمة لفريقه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر (المملكة المتحدة))
رياضة عالمية غوارديولا في مرحلة حرجة مع السيتي (رويترز)

غوارديولا: مانشستر سيتي قد لا يتأهل إلى دوري أبطال أوروبا

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي إن فريقه يواجه خطر الغياب عن دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الموسم المقبل بسبب تراجع مستواه في الآونة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.