«إفتاء مصر» تحذر من خطورة «التعصب الديني» على مواقع التواصل

دعت إلى نشر ثقافة الاختلاف في الرأي

TT

«إفتاء مصر» تحذر من خطورة «التعصب الديني» على مواقع التواصل

حذرت دار الإفتاء المصرية من «خطورة (التعصب الديني) على مواقع التواصل الاجتماعي». وقالت «الإفتاء» أمس إن «المتابع لصفحات (السوشيال ميديا) يلحظ انتشار ظاهرة (التشنج) و(التعصب الديني)، ويبدو ذلك جلياً في مشاركات وتعليقات رواد هذه المواقع؛ حيث نرى في التعليقات على أي قضية خلافية بسيطة اعتراضاً في صورة سب لصاحب الرأي المخالف بأفظع الألفاظ وأقبح الأساليب، دون التزام أدب الخلاف في الإسلام، أو عرض رأي آخر يتسم بالعقل والحجة والدليل». وقالت دار الإفتاء في وقت سابق إن «تداول الأنباء دون التأكد منها هو (نوع من الإفساد)»، لافتة حينها أن «المساهمة في نشر الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، دون التحقق منها يضر بالدولة المصرية»، داعية إلى «الحرص قبل نشر الأخبار أو مشاركتها على مواقع التواصل».
وأضافت «الإفتاء» في فيديو «موشن غرافيك» أنتجته وحدة الرسوم المتحركة بالدار، أمس، أنه «لا بد من التصدي لظاهرة (التعصب الديني) على مواقع التواصل، وذلك بربط الدين ربطاً كاملاً بالأخلاق، وبالممارسة القولية والفعلية، فضلاً عن إشاعة ثقافة الاختلاف في الرأي والبحث الذي يثري العقول ويهذب النفوس ويرتقي بالأذواق»، مشيرة إلى أن «رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اختصر رسالته الشريفة كلها في قضية الأخلاق وحدها، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)».
في سياق آخر، قلل الأزهر من تهديدات «تنظيم داعش» الإرهابي بتنفيذ «هجمات إرهابية» بـ«السيوف» و«الصواعق النارية» داخل القارة الأوروبية، في أعقاب نشر عدد من المنشورات على إحدى منصات التنظيم الإعلامية. وقال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في القاهرة أمس، إن «تهديد التنظيم الإرهابي لأوروبا (إفلاس)»، مضيفاً: «سبق أن نشر (داعش) تهديدات مماثلة لإسبانيا في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، محاولاً من ورائها (إثبات وجوده والعودة للمشهد من جديد بعد خفوت لأشهر)». فيما شدد المرصد في الوقت ذاته على أنه «لا ينبغي الاستهانة بهذه التهديدات، ولا سيما في ظل وجود (محاولات إرهابية) تمت بالفعل في عدد من الدول الأوروبية، الأمر الذي يستوجب ضرورة التأهب الأمني المتواصلة لمنع وقوع (أعمال إرهابية) داخل المجتمعات الغربية».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.