«الوطني الحر» يهاجم الحريري ويتهمه بعدم احترام الدستور

TT

«الوطني الحر» يهاجم الحريري ويتهمه بعدم احترام الدستور

شن «التيار الوطني الحر» الموالي للرئيس اللبناني ميشال عون، هجوماً على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بقوله إنه «يستعمل الوقت الثمين في التجوال، ويعود بزيارة رفع عتب إلى رئيس الجمهورية من دون أي مقترح جدي»، متهماً إياه بتجاوز الدستور، فيما حمل نائب رئيس «تيار المستقبل»، مصطفى علوش، الرئيس عون، مسؤولية «دمار لبنان».
وفي بيان بعد اجتماع الهيئة السياسية في «التيار الوطني الحر»، برئاسة النائب جبران باسيل، أسفت لما وصفته بـ«الأسلوب الذي يعتمده الرئيس المكلف للحكومة في مقاربة ملف التشكيل، إذ يستعمل الوقت الثمين في التجوال خارج لبنان طيلة أسابيع، ثم يعود ليقوم بزيارة رفع عتب لرئيس الجمهورية، من دون أن يتقدم بأي مقترح جدي يحترم الأصول والقواعد البديهية المعمول بها لتأليف أي حكومة». ورأت أن «الجديد هو إعلانه من قصر بعبدا أنه هو من يقرر منفرداً شكل الحكومة وعددها وأسماء وزرائها وحقائبها، كأن لبنان ليس جمهورية برلمانية، ومن دون أن يقيم وزناً للدستور وصلاحيات رئيس الجمهورية وشراكته الكاملة في تأليف الحكومة وليس فقط التوقيع عليها، وهذا ما يجعلنا نعتبر أن أمراً خفياً لا يزال يعيق تشكيل الحكومة، مما يجعلنا نحذر من نتائجه».
ولم يسلم البرلمان ورئيسه من هجوم «التيار» الذي شددت هيئته السياسية «على المسؤولية المحورية لمجلس النواب في إصدار منظومة التشريعات المعنية بمكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة والموهوبة والمحولة من دون وجه حق، فضلاً عن قانون (الكابيتال كونترول) لضبط تحويل العملات الأجنبية إلى الخارج»، معتبرة «أن التأخير في إصدار هذه القوانين يشكل تهديداً للمصالح الحيوية للشعب وضرباً لحقوقه، ويعطي للخارج إشارة سلبية جداً عن عدم وجود أي إرادة إصلاحية في لبنان، وهذا ما يدفع اللبنانيون ثمنه غالياً».
كذلك دعا حكومة تصريف الأعمال «إلى القيام بواجباتها بلا تردد، لجهة وقف الهدر المالي الناتج من سياسة الدعم العشوائي، واتخاذ قرارات جريئة وصائبة».
في المقابل، قال علوش إن الرئيس المكلف لا يعلق على التفاهات الصادرة بحقه، معتبراً في الوقت عينه أنه بات من واجبه «أن يعلن للبنانيين الأسباب الحقيقية وراء هذا التخبط، التي تؤخر إنشاء الحكومة، وما هو مستجد على الصعيد الدولي». ورأى علوش أن «الحريري زار بعبدا لكسر حلقة الجمود بحلقة الكلام الذي يقال إن الحريري لم يزر الرئيس عون وكلام الحريري واضح، وهو تشكيل حكومة من 18 وزيراً من الاختصاصيين من دون ثلث معطل».
وأكد أن لقاء الحريري مع الرئيس ماكرون أكد على الثوابت الفرنسية بقرار مساعدة لبنان، معتبراً أن «مسؤولية دمار الجمهورية اللبنانية تقع على رئيس الجمهورية، فمن دون دعم دولي لبنان ذاهب إلى التفكك، ومسؤولية تفكك لبنان الكبير الذي أنشأه البطريرك الحويك هي عند عون». ورأى علوش «أن (حزب الله) يترك سواد الوجه للآخرين ويقف متفرجاً»، مضيفاً أن «الواقع هو أن إيران اليوم في مرحلة انتظار وترتقب ماذا سيحل مع الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة الأميركية».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.