باحثون: الالتهاب الرئوي يشير لمدى خطورة «كورونا» على المريض

عالم يوصي بإعطاء الأولوية في الحصول على اللقاح للفئات الأكثر ضعفاً

مصاب بكورونا في وحدة للرعاية المركزة بمستشفى قرب باريس (أ.ف.ب)
مصاب بكورونا في وحدة للرعاية المركزة بمستشفى قرب باريس (أ.ف.ب)
TT

باحثون: الالتهاب الرئوي يشير لمدى خطورة «كورونا» على المريض

مصاب بكورونا في وحدة للرعاية المركزة بمستشفى قرب باريس (أ.ف.ب)
مصاب بكورونا في وحدة للرعاية المركزة بمستشفى قرب باريس (أ.ف.ب)

قال باحثون من جامعة هارفارد ببريطانيا، إن الحالات التي أصيبت في السابق بالالتهاب الرئوي، تعد مؤشرا قويا بصورة كبيرة، على ما إذا كان الشخص المصاب بفيروس كورونا المستجد يواجه خطرا أكبر للإصابة بالمرض والوفاة.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن ثاني أكبر عامل خطر عام مسبب للوفاة إثر الإصابة بمرض «كوفيد-19» الناتج عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد، هو الإصابة في السابق بالالتهاب الرئوي، بحسب دراسة السجلات الطبية الخاصة بما يقرب من 17 ألف مريض. أما أهم أكبر عامل للخطر، فهو السن، حيث يزداد الخطر كلما تقدم سن الشخص المصاب.
وحذر الباحثون من أن الإصابة بالالتهاب الرئوي في حد ذاته، ربما لا تعرض الشخص لخطر كبير، ولكن، من المرجح أن تكون مؤشرا على وجود مرض مزمن كامن - مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن، أو مرض الالتهاب الرئوي الخلالي - لم يتم تشخيصه، بحسب قولهم.
وكان المسؤولون في قطاع الصحة قد أعطوا الأولوية - على نطاق واسع - لكبار السن وللعاملين في مجال الصحة، ليكونوا في مقدمة الأشخاص الذين يجب تطعيمهم باللقاح المضاد لمرض «كوفيد-19»، والذي من المحتمل أن ينقذ حياتهم، بسبب الخطورة العالية لحدوث الوفاة بالنسبة لهم، أو تعرضهم للإصابة بالمرض.
ومن الممكن أن يساعد تحليل التعلم الآلي لأنماط حالات الوفاة، في تحديد الأشخاص الآخرين الأكثر عرضة للخطر، وتنبيه الأطباء والمسؤولين والمرضى لاتخاذ رد فعل تجاههم، بحسب ما يقوله العالم حسين استيري قائد فريق إعداد الدراسة، وهو أستاذ مساعد في «مختبر علوم الكومبيوتر» بمستشفى ماساتشوستس العام بجامعة هارفارد.
ونقلت «بلومبرغ» عن استيري قوله في مقابلة معه: «يمكننا إنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح، من خلال إعطاء الأولوية في الحصول على اللقاح للفئات الأكثر ضعفا».
وقد نشرت الدراسة الحديثة يوم الخميس الماضي بمجلة «إن بي جيه ديجيتال ميديسن»، وهي إحدى المجلات التابعة لمجموعة الدوريات الصادرة عن مجلة «نيتشر».
وقد تم حتى مطلع الأسبوع الماضي، تطعيم نحو 108 ملايين شخص ضد الإصابة بمرض «كوفيد-19» في جميع أنحاء العالم، من بينهم 35 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها، بحسب إحصاءات وكالة «بلومبرغ» للأنباء.
ويشار إلى أن الاستخدام واسع النطاق للقاحات لا يعد مهما من أجل إنقاذ الأرواح فحسب؛ ولكن من شأنه أن يوقف ظهور سلالات الفيروس الجديدة سريعة الانتشار، وأن يساعد في استعادة القوة للاقتصادات التي تواجه فرض إجراءات تقييد خانقة من أجل مكافحة انتشار الوباء.
ومع ذلك، يوجد في الولايات الأميركية مستويات متفاوتة من نسب النجاح في توزيع اللقاح، وذلك بسبب أمور تتراوح بين عمليات التوزيع، ووجود مشاكل في الوصول إلى المواطنين المؤهلين للحصول على اللقاح.
ويقول الباحثون إنه من الممكن أن تساعد التوعية بمستوى الخطر للسكان بناء على أوضاعهم الطبية الحالية، في أن يصير هؤلاء الذين يحتاجون إلى الحصول على اللقاح أقل تحفظا بشأن تحصينهم ضد الإصابة.
ومن جانبه، يقول شون ميرفي، وهو طبيب أعصاب في «مستشفى ماساتشوستس العام» والمدير المساعد لـ«مختبر علوم الكومبيوتر» الذي ساعد في إعداد الدراسة: «فلنجعل الناس يقومون بالإبلاغ عن أنفسهم والذهاب إلى عيادات حقن اللقاح... فلندعهم يدركوا أنهم بحاجة إلى الحصول على اللقاح».
ومع ذلك يقول الخبراء إنه ربما لا يكون من الضروري التحقق من إصابة شخص بمرض رئوي مزمن، كي يتم تصنيف حالته بأنها عالية الخطورة، ولكن إصابة حالات في السابق بمرض الالتهاب الرئوي يعد مؤشرا قويا على خطورة الإصابة بالمرض.
ويقول الباحثون إن الحالات الأخرى التي من المحتمل أن يكون لها دور أكبر في تسجيل الوفيات المرتبطة بالإصابة بمرض «كوفيد-19» أكثر مما يعتقد حاليا، تتضمن تلك المصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى المزمنة. أما بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و65 عاما، فقد ارتبطت الحالات المصابة بـ«النزيف المعوي» أو «سرطان الثدي»، بزيادة خطر الوفاة إثر الإصابة بمرض «كوفيد-19».
وقد شملت الدراسة مرضى ثبتت إصابتهم بمرض «كوفيد-19» خلال الفترة من مارس (آذار) وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2020 وقال الباحثون إن الدراسات السابقة تضمنت عددا محدودا من المرضى.
وقالوا إن أنظمة السجلات الطبية الإلكترونية منتشرة على نطاق واسع، ويجب أن تقوم المزيد من المستشفيات والأنظمة الصحية بفحصها لمعرفة أي من مرضاها الأكثر عرضة للوفاة إثر الإصابة بمرض «كوفيد-19».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الإمارات تطور مركبة هبوط لاستكشاف كويكب «جوستيشيا»

الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي وزير الدفاع والدكتور أحمد الفلاسي وزير الرياضة رئيس وكالة الإمارات للفضاء وفيصل البناي مستشار رئيس الإمارات للأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة ممثل معهد الابتكار التكنولوجي خلال توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي وزير الدفاع والدكتور أحمد الفلاسي وزير الرياضة رئيس وكالة الإمارات للفضاء وفيصل البناي مستشار رئيس الإمارات للأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة ممثل معهد الابتكار التكنولوجي خلال توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
TT

الإمارات تطور مركبة هبوط لاستكشاف كويكب «جوستيشيا»

الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي وزير الدفاع والدكتور أحمد الفلاسي وزير الرياضة رئيس وكالة الإمارات للفضاء وفيصل البناي مستشار رئيس الإمارات للأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة ممثل معهد الابتكار التكنولوجي خلال توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي وزير الدفاع والدكتور أحمد الفلاسي وزير الرياضة رئيس وكالة الإمارات للفضاء وفيصل البناي مستشار رئيس الإمارات للأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة ممثل معهد الابتكار التكنولوجي خلال توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)

أُعلن في الإمارات توقيع اتفاقية تطوير مركبة الهبوط لمهمة استكشاف حزام الكويكبات، حيث تأتي هذه المهمة لتنفيذ وتطوير مركبة الهبوط على كويكب «جوستيشيا» ضمن مساعي البلاد إلى جمع بيانات لأول مرة عن 7 كويكبات في الحزام الرئيسي.

وأكد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس الأعلى للفضاء، أن اتفاق تطوير مركبة الهبوط على كويكب «جوستيشيا» ضمن مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات يعدّ ثمرة تعاون استثنائي بين المؤسسات الوطنية، ويعكس فلسفة البلاد في تحويل التحديات إلى فرص لبناء مستقبل مشرق تقوده المعرفة.

وقال خلال حضوره توقيع الاتفاقية: «مسيرة الإمارات في استكشاف الفضاء تُعدّ تجسيداً لرؤية قيادتنا لجعل دولة الإمارات مركزاً عالمياً للابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، وشريكاً رائداً في قطاع الفضاء. الإنجازات المتتالية التي نحققها في قطاع الفضاء، تعكس طموحنا اللامحدود نحو تعزيز تنافسية الدولة عبر خطوات رائدة تجمع بين الرؤية الوثابة للمستقبل والابتكار العلمي».

وأضاف: «إننا اليوم نضع بصمةً إماراتيةً خالصةً في رحلة استكشاف الفضاء، ونؤكد التزامنا بمواصلة دعم العقول الإماراتية الواعدة، وتحفيز القطاع الخاص ليكون شريكاً استراتيجياً في مشروعاتنا المستقبلية، بما يُجسِّد طموحاتنا الكبيرة في تحويل أحلامنا إلى إنجازات تُسهم في تقدم البشرية، ونؤمن بأن هذا الإنجاز الجديد سيُلهِم أجيال المستقبل في الإمارات للوصول بها إلى قمم تنافسية جديدة».

وكانت «وكالة الإمارات للفضاء» قد اختارت «معهد الابتكار التكنولوجي (TII)» لتنفيذ وتطوير مركبة الهبوط على كويكب «جوستيشيا»، التي ستقلّها مركبة «المستكشف محمد بن راشد» الخاصة بمهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات.

وقالت: «هذه الاتفاقية تتماشى مع استراتيجية وكالة الإمارات للفضاء لتمكين الشركات الخاصة والناشئة، وفتح آفاق اقتصادية واسعة من خلال خلق مجالات جديدة للشركات الإماراتية والدولية العاملة في الدولة؛ وذلك ضمن خطتها لتخصيص 50 في المائة من مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات لصالح شركات القطاع الخاص».

وسيتولى «معهد الابتكار التكنولوجي» الإشراف على مراحل تصميم وتطوير واختبار مركبة الهبوط، مع توزيع المهام على الشركات الناشئة المشارِكة وفقاً للأهداف الاستراتيجية للمشروع. وسيتم تطوير المركبة داخل دولة الإمارات بمساهمة مؤسسات أكاديمية، وعدد من الشركات الناشئة في القطاع الخاص.

يذكر أن مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات تمتد على مدار 13 عاماً، تنقسم إلى 6 سنوات لتصميم وتطوير المركبة الفضائية، و7 سنوات لاستكشاف حزام الكويكبات الرئيسي بين المريخ والمشتري، وإجراء سلسلة من المناورات القريبة لجمع بيانات لأول مرة عن 7 كويكبات في حزام الكويكبات الرئيسي مع إنزال مركبة هبوط على الكويكب السابع «جوستيشيا».