التردد في إقبال اللبنانيين على «لقاح كورونا» يثير القلق

التردد في إقبال اللبنانيين على «لقاح كورونا» يثير القلق
TT

التردد في إقبال اللبنانيين على «لقاح كورونا» يثير القلق

التردد في إقبال اللبنانيين على «لقاح كورونا» يثير القلق

مع بدء العد العكسي في لبنان لحملة التلقيح ضد «كورونا» التي ستنطلق الاثنين المقبل، يبدو واضحاً أن هناك تردداً لدى اللبنانيين لجهة الحصول عليه رغم الارتفاع المستمر في عدد المصابين يومياً؛ وهو ما أدى بالمعنيين إلى حث المواطنين على التجاوب والتسجيل في المنصة المخصصة لهذا الأمر، بهدف الوصول إلى أكبر نسبة مناعة ممكنة.
وفي هذا الإطار، كشف رئيس «اللجنة العلمية لمكافحة (كورونا)»، عبد الرحمن البزري، عن أن «العدد المسجّل في منصة التلقيح تخطى خمسمائة ألف شخص»، موضحاً أن «الحملة ستطال بالدرجة الأولى القطاع الصحي والمسنين، لتتوسّع تدريجاً إلى القطاعات التي أُعطيت لها الأولوية».
وأشار في حديث إذاعي إلى أن «الدفعة الأولى من اللقاحات تضم 28 ألف جرعة؛ على أن تصل دفعات لاحقة أسبوعياً»، متوقعاً أن «تزداد أعداد الراغبين في تلقي اللقاح تباعاً».
ودعا البزري اللبنانيين إلى «الاطلاع على مسار الوباء في بريطانيا والولايات المتحدة؛ حيث تراجعت نسبة الإصابات بـ(كورونا) نتيجة تزاوج الإجراءات المشددة والتلقيح، وهو ما يصبو إليه لبنان»، معلناً أن «اللقاحات التي ستصل إلى لبنان هي (فايزر) و(أسترازينيكا)، مع إمكان وصول اللقاح الروسي لاحقاً».
من جهته، قال مدير «مستشفى رفيق الحريري الجامعي»، فراس أبيض، عبر حسابه على «تويتر» إنه «رغم ارتفاع أعداد الوفيات اليومية، بما في ذلك مرضى صغار في العمر، فإن التردد في أخذ اللقاح في لبنان لا يزال قوياً». وأوضح: «في استطلاع حديث، يرغب 33 في المائة فقط من المستجيبين ممن يزيد عمرهم على 65 عاماً (خطورة عالية) في أخذ اللقاح. وسجل على المنصة فقط 4.5 في المائة من السكان في 10 أيام».
من هنا أضاف: «المسألتان الواضحتان وراء هذا التردد هما: الافتقار العام للثقة، والخوف من الآثار السلبية للقاح، علماً بأن حملة التطعيم ستبدأ في غضون أيام قليلة، ويتوقف النجاح على مشاركة عامة واسعة»، مؤكداً أنه «ستكون للمشاركة المتدنية نتائج وخيمة».
وشرح أبيض في محاولة منه لتشجيع اللبنانيين على التسجيل، بأن «اللقاح يمكن أن يساعد بطرق مختلفة؛ أهمها أنه فعال للغاية في الوقاية من الإصابة بالمضاعفات الشديدة للعدوى. وهذا يعني عدداً أقل من مرضى العناية المركزة ووفيات أقل. ويعني أيضاً عدم الانتظار في غرف الطوارئ، والأكسجين في المنزل، وإرهاقاً أقل للعاملين. كما يمكن أن تساعد اللقاحات أيضاً في منع انتقال العدوى»، مع تأكيده على أن «هذا الأمر لا يحدث مع كل المرضى، واللقاحات أقل فاعلية في القيام بذلك من الوقاية من المرض الشديد. ولذلك، فسنكون بحاجة إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة حتى يصبح انتشار المرض منخفضاً جداً». وختم: «باختصار؛ هناك بعض العلامات المبكرة المقلقة بشأن حملة التطعيم، والوقت يداهمنا. أي شيء أقل من حملة منظمة بشكل جيد سيزيد من تآكل ثقة العامة ويعرقل العملية برمتها».
ولا تزال إصابات «كورونا» تسجل أرقاماً مرتفعة بشكل يومي في لبنان مقارنة مع نسبة الفحوصات. وكانت وزارة الصحة قد أعلنت، أول من أمس، عن تسجيل 2879 إصابة جديدة بـ«كورونا»، و60 حالة وفاة، خلال 24 ساعة؛ ما رفع عدد الإصابات التراكمي إلى 324 ألفاً و859، وعدد الوفيات إلى 3737.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.