انفجار «مخلفات حربية» في حلب وتبادل قصف جنوب إدلب

TT

انفجار «مخلفات حربية» في حلب وتبادل قصف جنوب إدلب

أفادت وسائل الإعلام الرسمي السوري بأن الانفجارات التي وقعت داخل الكليات العسكرية في منطقة الراموسة على أوتوستراد الحمدانية الرئيسي في محيط مدينة حلب نتجت عن تفجير قذائف من «مخلفات الإرهابيين» في إشارة إلى المعارضة السورية، بالتزامن مع تدريبات عسكرية في المنطقة.
وسمع دوي 3 انفجارات في المنطقة الليلة قبل الماضية سبقها سماع إطلاق نار دون معرفة الأسباب في حينها.
وجاءت هذه الانفجارات بعد أسبوع من مقتل شخص وجرح آخرين بانفجار عبوة ناسفة في شاحنة في مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي في المنطقة الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها.
وتشهد مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل في حلب سواء في المنطقة المعروفة باسم «درع الفرات» أو ما يسمى بمنطقة «غصن الزيتون» انفلاتا أمنيا متواصلا.
وكشف «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس (الأربعاء) عن وقوع اقتتال داخلي جديد ضمن مناطق النفوذ التركي في ريف حلب بين الفصائل الموالية لأنقرة، حيث دارت اشتباكات بين عناصر من فصيلي «الحمزة» و«الجبهة الشامية» عند مدخل منطقة بزاعة بريف حلب الشرقي، على خلفية اعتراض الجبهة الشامية لسيارة معدة للتهريب تابعة لفرقة الحمزة، وسط معلومات عن وقوع خسائر بشرية بين الطرفين.
وأول من أمس، اغتال مسلحون مجهولون يستقلون سيارة مواطنا نازحا من أبناء دير الزور، في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، في إطار استمرار الانفلات الأمني في مناطق نفوذ الفصائل الموالية لتركيا في منطقة «درع الفرات».
وكان المرصد رصد عثور بعض الأهالي على جثة رجل في أحد شوارع مدينة مفصول الرأس عن الجسد ومكبلا بإحدى ساحات المنطقة، ووضعت لافتة على جثته كتب عليها: «هذا مصير كل مجرم قام بإراقة دماء الأبرياء في المناطق المحررة حيث عمل مع الخلايا الإرهابية ونفذ عدة تفجيرات في المناطق المحررة بين المدنيين وجزاء من جنى العمل» مع توقيع «كتائب الثأر».
على صعيد آخر، وثق «المرصد» مقتل مواطنة، متأثرة بجراح، أصيبت بها جراء قصف صاروخي نفذته قوات النظام على مناطق في بلدة البارة بريف إدلب الجنوبي، في وقت قصفت قوات النظام بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، أماكن في الفطيرة وسفوهن وكنصفرة وفليفل والرويحة وبينين جنوبي إدلب، والعنكاوي بسهل الغاب شمال غربي حماة.
وكان سجل قصفاً صاروخياً نفذته قوات النظام على بلدة البارة بريف إدلب، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين في البلدة، كما استهدفت بعدة قذائف محيط بلدة تقاد بريف حلب، وجدت قصفها البري على مواقع سهل الغاب والسرمانية ودوير الأكراد بريف حماة الشمالي الغربي، إضافة إلى محاور جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي.
تواصلت الاشتباكات والقصف في مناطق التماس بين قوات النظام والمعارضة في إدلب. كما استهدفت بعدة قذائف محيط بلدة تقاد بريف حلب، وجددت قصفها البري على مواقع سهل الغاب والسرمانية ودوير الأكراد بريف حماة الشمالي الغربي، إضافة إلى محاور جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي.



لا موعد لعودة هوكستين ولا مكان للتقدم لتطبيق الـ1701

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين قبل اجتماعهما في مكتب رئيس الوزراء في القدس (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين قبل اجتماعهما في مكتب رئيس الوزراء في القدس (د.ب.أ)
TT

لا موعد لعودة هوكستين ولا مكان للتقدم لتطبيق الـ1701

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين قبل اجتماعهما في مكتب رئيس الوزراء في القدس (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين قبل اجتماعهما في مكتب رئيس الوزراء في القدس (د.ب.أ)

الترويج لمعاودة الوسيط الأميركي آموس هوكستين تحركه بين بيروت وتل أبيب للتوصل لوقف النار يبقى في إطاره الإعلامي، ما دام رئيسا المجلس النيابي نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لم يتبلغا بموعد عودته ولا بتحقيق بعض التقدم في زيارته الأخيرة لإسرائيل، وإلا فلماذا اضطر للعودة إلى واشنطن بدلاً من أن يعرج على بيروت لإطلاعهما على الأجواء التي سادت اجتماعه برئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو؟

وتقول مصادر سياسية إن مواصلته للوساطة الأميركية بين لبنان وإسرائيل للتوصل إلى وقف للنار تمهيداً لنشر الجيش اللبناني، إلى جانب قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل» في جنوب الليطاني لتطبيق القرار الدولي 1701 بعد الاتفاق على آلية تنفيذه، تبقى عالقة على نتائج السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض بين الرئيس السابق دونالد ترمب ومنافسته كامالا هاريس، والتي ستظهر تدريجياً في الساعات المقبلة.

وساطة هوكستين وسباق الرئاسة الأميركية

وتؤكد مصادر سياسية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» أن مصير الوساطة التي يتولاها هوكستين لنزع فتيل التفجير بين إسرائيل و«حزب الله» يتوقف على من سيحسم السباق الرئاسي الأميركي. وتقول إن انتخاب هاريس من شأنه أن يسهّل مهمته ويتيح له الاستقواء بوصولها إلى البيت الأبيض على نحو يمكّنه من وضع حد للابتزاز الذي يمارسه نتنياهو؛ لأنه سيكون في وسعها الاستعانة بالرئيس الحالي جو بايدن لوضع تطبيق الـ1701 على نار حامية، حتى قبل أن تبدأ ممارسة صلاحياتها الرئاسية في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، هذا في حال أنها حسمت أمرها وقررت إخراج الوساطة من المراوحة، أسوة بتلك التي أصابت مفاوضات غزة.

وترى المصادر ذاتها أن فوز ترمب بالرئاسة قد يؤدي إلى تمديد أمد المراوحة التي يحاول نتنياهو الإفادة منها لمواصلة تدمير القرى الأمامية التي لم تعد صالحة للإقامة فيها.

فوز ترمب يمدد فترة تفلت نتنياهو

وتخشى المصادر نفسها أن انشغال ترمب في تشكيل إدارته بالبيت الأبيض سيؤدي حتماً إلى تمديد فترة «السماح» لنتنياهو لترتيب الوضع في القرى الأمامية الحدودية، ولكن على طريقته، بما يمكّنه من انتزاع موافقة الحكومة اللبنانية للتسليم بتفسيره لتطبيق القرار الدولي استباقاً لإعادة ترتيب الوضع في المنطقة، آخذاً بعين الاعتبار إطباق الحصار على إيران والقضاء على أذرعها، بدءاً بـ«حزب الله»، بقطع كل أشكال الإمداد العسكري والمالي له، بالتلازم مع استهدافه للبنية الاقتصادية، ليس للحزب فقط، وإنما للطائفة الشيعية، وهذا ما يفسّر تدميره للأسواق والمصانع والمؤسسات والمرافق الحيوية التي لا غنى عنها للنهوض مجدداً بهذه المناطق.

وفي هذا السياق، تسأل المصادر عمّا إذا كان وصول ترمب يشكل محطة لاختبار مدى جديته بإنهاء الحروب، بدءاً بإعادة الهدوء المستدام إلى الجنوب، انسجاماً مع وعوده التي قطعها في لقاءاته مع الاغتراب اللبناني. فهل يضغط على إسرائيل لتطبيق الـ1701 بكل مندرجاته؟

استعصاء نتنياهو

وتستغرب المصادر السياسية وضع اللائمة على لبنان بتحميله مسؤولية إضاعته للفرص التي أتيحت لتطبيق الـ1701، وتقول إن نتنياهو هو من يستعصي ويتمرّد على الإدارة الأميركية برفضه التجاوب مع الإطار العام الذي اتفق عليه هوكستين مع بري لتسهيل تنفيذ القرار، وذلك بمطالبته بإدخال تعديلات عليه غير قابلة للتنفيذ، من وجهة النظر اللبنانية، كونها تجيز له استمرار تحليق الطيران الحربي والاستطلاعي في الأجواء اللبنانية، وتعطيه الحق بالتوغل في منطقة جنوب الليطاني ولو من باب الشبهة، بذريعة أن هناك من يعدّ لتحرك يراد منه تهديد أمن إسرائيل.

وتكشف المصادر عن أن هوكستين كان قد أبلغ مسؤولين لبنانيين، وهو في طريقه إلى تل أبيب للقاء نتنياهو، أن الأجواء إيجابية وتفتح الباب أمام التوصل لوقف النار. وتقول إنه تحدث لاحقاً عن حصول تقدُّم بقي إعلامياً، مع أنه، كما نُقل عنه، أمهل نتنياهو بعض الوقت نزولاً عند رغبته، ما أوحى له بأن للبحث صلة على طريق إنهاء الحرب.

نتنياهو يسعى لترتيبات أمنية

لكن، تبين بحسب المصادر أن لا أساس للتقدم الذي تحدث عنه هوكستين، وإلا فلماذا يوسع نتنياهو تدميره وحرقه للقرى؟ ما يدعو للتساؤل عمّا إذا كان يود خوض المفاوضات على طريقته، وتحت النار، للضغط على لبنان للتسليم له بإدخال «ترتيبات أمنية» على الـ1701، يمكن أن تسمح له بتفريغه من مضامينه، مع أن لبنان أقر بأن لا مفر من تطبيقه على قاعدة الاعتراف بالاستعداد للدخول في مرحلة سياسية جديدة غير تلك القائمة حالياً، وأدت إلى تعطيل تنفيذ القرار.

وترى المصادر أنه لم يعد من مبرر للربط بين جبهتي غزة والجنوب، وأنه لا بد من الفصل بينهما لعدم توفير الذريعة لنتنياهو للتفلت من وقف حربه على لبنان بتطبيق الـ1701، مع أنه لم يكن من ضرورة لإسناد «حزب الله» لغزة، الذي شكل بتفرُّده بقرار السلم والحرب إحراجاً للحكومة عربياً ودولياً، باعتبارها صاحبة الصلاحية في اتخاذه، فيما افتقد الحزب إلى من يناصره، بخلاف وحدة الساحات التي يدعو لها محور الممانعة بقيادة إيران، وهذا ما ألقى عليه عبء المواجهة منفرداً.