الحنين إلى الزمن الجميل دفع اثنين من الفنانين في البصرة إلى إحياء الملامح الرمزية لمدينتهم في جداريتين ضخمتين بالمدينة التي تقع في جنوب العراق. يبلغ طول كل جدارية منهما 88 مترا، وقد أقيمتا في المنطقة العامة الرئيسية بالمدينة.
وقال الرسام حسين علي إن هذه الجدارية شيء جديد في البصرة.
وأضاف: «هذه اللوحة الجدارية هي اللوحة الجدارية الأولى من نوعها بالبصرة، من حيث الموضوع، ومن حيث الحجم أيضا. من حيث الموضوع تناولنا الفلكلور وتناولنا التراث وتناولنا الحضارة. هذه كلها تناولناها بهذه الجدارية. أيضا من حيث الحجم، فحجمها كبير جدا بالنسبة للجداريات الموجودة بالبصرة. فكل جدار طوله 88 مترا وارتفاعه يبدأ بمترين وينتهي بأربعة أمتار». وأوضح علي أن الجدارية ستساعد الجيل الأصغر على معرفة كيف كان أسلوب حياة آبائهم وأسلافهم.
وقال الفنان حسين علي: «هذه الجدارية بالوقت الحالي بدأت توعي الطفل. توعي الشاب. تعيد المواطن. تعيد بذاكرته التراثيات القديمة.. الأمور التي كان يعملها سابقا هو أو أبوه أو جده. هذه كلها بدأ الإنسان يستذكرها من جديد. المواطن البصري يستذكرها من جديد، وبدأ يقصها ويعيدها ويصوغها بصياغة أخرى إلى أطفاله. يذكرهم بها».
وتعيد رسوم الجدارية مشاهديها لا سيما الجيل القديم في رحلة سريعة إلى الماضي، وتأخذهم في رحلة إلى رموز البصرة الخشبية القديمة، وإلى وسائل النقل الرئيسية وزيارة البيوت التقليدية التي تعرف باسم «شناشيل»؛ بنوافذها الشرقية المميزة التي كانت تمثل طرازا معماريا سائدا في البصرة فيما مضى.
وقال الفنان الرسام علي عاشور سلمان المشارك مع حسين علي في رسم الجداريتين: «هذا العمل هو تذكير لأهل البصرة بماضي البصرة ونكهة الماضي لهذه المفردات الجميلة التي نفتقدها، والتي منها ما انقرض، ومنها ما يكاد ينقرض. تمثل فلكلور البصرة. تراث البصرة. (شناشيل) البصرة القديمة».
ومن بين الصور القديمة الرائعة التي تُرسم في الجدارية كاميرا كبيرة على شكل صندوق ورسوم لألعاب شعبية للأطفال وللحواري الضيقة والملتوية في المدينة وأخرى لمقهى شعبي، حسب «رويترز».
مشاهد من تراث البصرة في جداريتين ضخمتين بالمدينة
مشاهد من تراث البصرة في جداريتين ضخمتين بالمدينة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة