رئيس الحكومة الليبية المُكلف: الفشل ليس خياراً

دبيبة يتعهد إعادة الإعمار وإجراء الانتخابات... ويتلقى دعماً مصرياً

رئيس الوزراء الليبي الجديد مستقبلاً السفير ‏البريطاني أمس (الخارجية البريطانية)
رئيس الوزراء الليبي الجديد مستقبلاً السفير ‏البريطاني أمس (الخارجية البريطانية)
TT

رئيس الحكومة الليبية المُكلف: الفشل ليس خياراً

رئيس الوزراء الليبي الجديد مستقبلاً السفير ‏البريطاني أمس (الخارجية البريطانية)
رئيس الوزراء الليبي الجديد مستقبلاً السفير ‏البريطاني أمس (الخارجية البريطانية)

اعتبر رئيس الحكومة الليبية المكلف عبد الحميد دبيبة أن اشتراط رئيس الحكومة الموازية في شرق البلاد عبد الله الثني حصول الحكومة الجديدة على موافقة مجلس النواب، «أمر منطقي»، قائلاً إن «الخيار هو خيار الشعب الليبي، فالشعب فرح بهذه الحكومة، وأعتقد أنهم (مجلس النواب) جزء من الشعب الليبي ولا أعتقد أنهم سيختارون أي خط آخر غير خط الشعب».
وقال في مقابلة نشرتها وكالة الأناضول التركية إن «حكومتنا يجب أن تحصل على موافقة من برلمان طبرق، والثني تعهد وأعلن أنه سينتظر حتى اعتماد هذه الحكومة، وأعتقد أن الموضوع منطقي، وأعتقد أن مجلس النواب رحب بنتائج الحوار السياسي»، مشيراً إلى أنه سيتم تشكيل الحكومة بعد 3 أسابيع، وبعدها ستُطرح لأخذ ثقة البرلمان.
ولمح إلى إمكانية تعيين شخصيات من الحكومة السابقة، قائلاً: «سنكون حكومة تكنوقراطية وكل من أثبت فعاليته وجديته وقوته في الأداء سيكون ضمن فريق الحكومة». وشدد على أهمية إرساء السلم الاجتماعي لحل الأزمة الليبية، قائلاً: «سنشكل لجان مصالحة داخلية ليبية - ليبية للتصالح مع الشعب والقبائل والطوائف المتخاصمة والمتحاربة».
وقال إن حكومته «تتضامن» مع تركيا التي وصفها بـ«الصديقة والحليفة». وأضاف: «لدينا تضامن كبير مع الدولة والشعب التركيين، تركيا حليفة وصديقة وشقيقة وعندها من الإمكانيات الكثيرة لمساعدة الليبيين في الوصول إلى أهدافهم الحقيقية. وتركيا تعتبر من الشركاء الحقيقيين لنا». واعتبر أن «تركيا التي فتحت مطاراتها ولم تغلق سفارتها في طرابلس فرضت وضعها ووجودها».
وكان دبيبة قد تعهد بإعادة إعمار البلاد الغارقة في الفوضى والانقسام، وأكد استعداده «للاستماع للجميع والعمل مع الجميع باختلافهم من أجل الوطن». كما أكد في كلمة متلفزة مساء أول من أمس التزامه التعاون بإيجابية مع المجلس الرئاسي وكل مؤسسات الدولة «من أجل رفع المعاناة عن كاهل المواطن وتحسين جودة الخدمات». وشدد على حرصه على الوفاء بالتزاماته تجاه الاستحقاق الانتخابي والدستوري «كما هو منصوص عليه في خريطة طريق المرحلة الانتقالية».
وخاطب مواطنيه قائلاً إن «الفشل ليس خياراً في هذه المرحلة الحساسة... نحن لا نملك عصا سحرية والمهمة صعبة جداً ولا نريد طائفة دون طائفة، وسنسافر لكل الليبيين»، مؤكداً أن حكومته «لديها القدرة على التحرك داخل ليبيا».
وأشار إلى سعي حكومته لإيجاد «حلول لمختنقات الشعب الليبي المسكين الذي يعاني من الكهرباء والكورونا والسيولة ومشاكل أخرى»، موضحاً أن لديه التزاماً أخلاقياً وأدبياً بحل أزمة الكهرباء قبل انتهاء ولايته.
من جهته، قال رئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد المنفي الذي توجه إلى طرابلس، أمس، إنه وبقية أعضاء المجلس، وبالتعاون مع رئيس الحكومة الجديدة سيعملون «كفريق عمل متناغم واضعين أمام أعيننا صعوبة الأوضاع الراهنة وما تحتاجه من تقديم التنازلات في سبيل المطالب الوطنية العليا والبحث عن القواسم المشتركة».
وجدد التزامه في كلمة لأعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف، ببرنامج عمله، خصوصاً التقيد بمواعيد الانتخابات وإنجاز المصالحة الوطنية. وأكد أن مجلسه «سيكون ممثلاً حقيقياً للجميع، وسنسعى من دون توقف إلى خدمة هذا الشعب إلى أن تسلم الأمانة إليه عقب الانتخابات المقبلة».
وقال السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند إنه شجع دبيبة خلال اتصال هاتفي بينهما، أمس، لتهنئته بفوزه برئاسة الحكومة، على «تحديد فريق حكومي مصغّر وكفء وتكنوقراطي يمكنه أن يحظى بسرعة بثقة مجلس النواب وفقاً لخريطة طريق ملتقى الحوار السياسي الليبي، وكذلك البدء في العمل على تلبية الاحتياجات الملحة لليبيين في جميع أنحاء البلاد التي تتعلق بقضايا ملحّة مثل الكهرباء، والاستجابة لجائحة فيروس كورونا، والتحضير للانتخابات في ديسمبر (كانون الأول) المقبل».
وأوضح نورلاند في بيان أن بلاده التي «تتمنى النجاح للسلطة التنفيذية المؤقتة الجديدة خلال هذه الفترة الانتقالية المحورية» تقف «على استعداد لمساعدة ليبيا في سعيها لتحقيق مستقبل مستقر ومزدهر وديمقراطي».
ورحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باختيار السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، وأكد في تصريحات تلفزيونية، مساء أول من أمس، دعم بلاده لها وإجراء مزيد من التواصل معها خلال الفترة المقبلة بعد تشكيل الحكومة وحصولها على ثقة مجلس النواب.
وفي أول ظهور عقب اختيار السلطة التنفيذية الجديدة في ملتقى جنيف، أدلى رئيس حكومة «الوفاق» فائز السراج بصوته في انتخابات مجلس طرابلس البلدي، وأشاد بأجواء الانتخابات لدى اجتماعه مع رئيس اللجنة المركزية للانتخابات البلدية سالم بن تاهية.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.