انفجار فضائح الاستغلال الأبوي لأطفال شخصيات شهيرة في فرنسا

ابنة الممثل والمخرج ريشار بيري تتهمه بالتحرش بها في صغرها

ريشار بيري
ريشار بيري
TT

انفجار فضائح الاستغلال الأبوي لأطفال شخصيات شهيرة في فرنسا

ريشار بيري
ريشار بيري

على غرار حملة «مي تو» الأميركية للتنديد بالرجال المعروفين المتحرشين بالنساء، بدأت في فرنسا حملة ذات وقع أكثر حميمية، لأنها تتعلق بفضح مشاهير مارسوا الاعتداء على الأطفال داخل الأسرة الواحدة. وإذا كان ما يسمى بـ«زنا المحارم» قضية تجري في الأرياف العميقة، ويتم التكتم عليها بتواطؤ أفراد الأسرة، فإن الحملة الحالية تشمل محامين بارزين ونجوم سينما ومنتجين يتمتعون بحصانة معنوية من تقدير الجمهور واحترامه.
آخر هذه الفضائح ما كشفته كولين بيري، ابنة الممثل والمخرج المعروف ريشار بيري، من أن والدها كان يستغلها في «ألعاب جنسية» بمشاركة زوجته الثالثة، المغنية الأميركية جين مانسون. وفي مقابلة مع صحيفة «لوموند» أدلت المدعية البالغة من العمر حالياً 45 عاماً بتفاصيل مطولة عما كان يقوم به أبوها من مداعبات حين كانت صغيرة. وكشفت أنه كان يدعوها وأختها غير الشقيقة لمشاركته الفراش مع زوجته الأميركية، ويتنقل عارياً داخل البيت، ويتحرش بصديقاتها. ومن جهته، أصدر الممثل بياناً نفى فيه مزاعم ابنته والشهود الذين استعانت بهم، وقال في مقابلة مضادة مع «لوموند» إن كل ما قالته لا يعدو كونه أوهاماً وتخيلات، وإنها تحتاج لعلاج نفسي.
وتثير القضية ضجة في أوساط الرأي العام، ومن المرجح أنها ستؤثر بشكل حاسم على موقع الممثل البالغ من العمر 70 عاماً، والذي يملك في رصيده 100 فيلم. كما تأتي الفضيحة بمثابة صدمة في أوساط النخبة الباريسية اليسارية، ولا سيما بعد الكتاب الذي أصدرته، الشهر الماضي، كاميل كوشنير، ابنة الوزير السابق ومؤسس منظمة أطباء بدون حدود، برنار كوشنير، وفيه تتهم زوج والدتها الخبير الدستوري المرموق أوليفييه دوهاميل بالتحرش بشقيقها التوأم، عندما كان طفلاً في الثالثة عشرة من العمر. ونظراً لمكانة الأسماء الواردة في الكتاب، من مثقفين ومحامين وأساتذة جامعات وسياسيين ممن اعتادوا التردد على حفلات دوهاميل، وكلهم من الصفوة اليسارية، فإنه أثار ضجة أشبه بالقنبلة على المستويين الشعبي والإعلامي؛ خصوصاً أن المتهم لم ينفِ الوقائع، واكتفى بالتنحي عن مناصبه. أما الوزير برنار كوشنر فقد ساند ابنته في موقفها، وأيدها في كشف تصرف مشين، ولو بعد فوات الأوان.
«هي قمة جبل الجليد فحسب». هذا ما علق به أحد المغردين من عشرات الآلاف من التعليقات والتغريدات التي تزدحم بها وسائل التواصل في فرنسا. ويبدو أن ما خفي كان أعظم، لأن قضية دوهاميل وبيري شجعت نساء ورجالاً آخرين على كسر حاجز الصمت والعيب والمبادرة لفضح شخصيات معروفة واتهامها، لا بالتحرش بالنساء، بل بالأطفال القاصرين ضمن محيط الأسرة. ومن المنتظر أن تقود الجمعيات النسائية ومنظمات رعاية الطفولة حملة لتوفير الحماية للضحايا ولتعديل التشريعات وتشديد العقوبات في مثل هذه القضايا.


مقالات ذات صلة

ضحية حادث الاغتصاب الجماعي في فرنسا تتحدث عن «محاكمة جبانة»

أوروبا جيزيل بيليكو (أ.ف.ب)

ضحية حادث الاغتصاب الجماعي في فرنسا تتحدث عن «محاكمة جبانة»

انتقدت ضحية حادث الاغتصاب الجماعي، جيزيل بيليكو، بشدة شهادة عدد من المتهمين في المحاكمة المتعلقة بعدد من جرائم الاغتصاب في جنوب فرنسا.

«الشرق الأوسط» (أفينون (فرنسا))
الولايات المتحدة​ بيت هيغسيث خلال مقابلة سابقة مع ترمب في 2017 (رويترز)

فريق ترمب يراجع ترشيح بيت هيغسيث لمنصب وزير الدفاع

استُبعد هيغسيث من حفل تنصيب بايدن في عام 2021، بسبب وشم لشعار يرفعه متطرفون بيض.

إيلي يوسف (واشنطن)
شمال افريقيا محمد الفايد (رويترز)

3 نساء يتهمن شقيق محمد الفايد باغتصابهن

اتهمت 3 نساء كنّ يعملن في متجر «هارودز» في لندن، صلاح الفايد، شقيق محمد الفايد، باغتصابهن عندما كان الرجلان يملكان المتجر الشهير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم محمد الفايد (أ.ف.ب)

موظفة سابقة في «هارودز» تتهم الفايد بالاتجار بالبشر

في سياق الاتهامات الأخيرة المثيرة للجدل ضد الملياردير الراحل محمد الفايد، رفعت موظفة سابقة دعوى قضائية أمام محكمة فيدرالية في الولايات المتحدة، تتهم فيها…

العالم  
المديرة التنفيذية لـ«يونيسف» كاثرين راسل (الأمم المتحدة)

«يونيسف»: تعرّض واحدة من كل 8 نساء لاعتداء جنسي قبل ‏بلوغها 18 عاماً

تعرّضت أكثر من 370 مليون فتاة وامرأة في مختلف أنحاء العالم للاغتصاب أو لاعتداءات جنسية خلال طفولتهن أو مراهقتهن.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.