مطالبات بمحاكمة الجنوبيين المشاركين في اجتماعات الحوثيين بصنعاء

الحوثيون يتجهون نحو الجنوب.. ولقاءات «سرية» لإسقاط مدينة عدن

مطالبات بمحاكمة الجنوبيين المشاركين في اجتماعات الحوثيين بصنعاء
TT

مطالبات بمحاكمة الجنوبيين المشاركين في اجتماعات الحوثيين بصنعاء

مطالبات بمحاكمة الجنوبيين المشاركين في اجتماعات الحوثيين بصنعاء

دعا خطيب ساحة الاعتصام في ساحة العروض «الشابات» بحي خور مكسر في مدينة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، إلى محاكمة الأشخاص الذين سيشاركون في اجتماع موسع دعا إليه عبد الملك الحوثي وبدأت أعماله في صنعاء، أمس، باعتبارهم «خونة»، وقال محمد رمزو، خطيب الجمعة، إن على الجنوبيين المقيمين في المحافظات الشمالية منذ ما بعد الوحدة اليمنية عام 1990. العودة إلى الجنوب، وكذلك الحال بالنسبة للشماليين، كما دعا إلى ما سماه «مواصلة الفعاليات حتى تحقيق ما سماه (التحرير والاستقلال)».
وينظم أنصار بعض فصائل «الحراك الجنوبي» اعتصاما مفتوحا في ساحة العروض بعدن منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وحتى اليوم، وذلك للمطالبة بالانفصال عن شمال البلاد، وعقب الأحداث في صنعاء وسيطرة الحوثيين عليها، أعلن إقليما عدن وحضرموت اللذان يشكلان جنوب اليمن «فك الارتباط» مع صنعاء، وعدم تنفيذ الأوامر الصادرة من العاصمة.
واتجهت أنظار ميليشيات الحوثي نحو المحافظات الجنوبية في ظل استمرار الأزمة السياسية التي يمر بها اليمن بعد تقديم الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة الكفاءات استقالتها، الأسبوع الماضي، في حين تترقب تلك المحافظات ما تؤول إليه الأوضاع في العاصمة صنعاء، بينما يقوم المبعوث الأممي جمال بنعمر بعدة جولات مع جميع الفرقاء السياسيين للوصول إلى حل لتلك الأزمة.
وقال سياسيون جنوبيون لـ«الشرق الأوسط» إن جماعة الحوثي تقوم بـ«محاولة زرع المماحكات في أوساط اللجان الشعبية التي تسيطر على عدة محافظات جنوبية، بينها مدينة عدن الساحلية كبرى تلك المحافظات، في محاولة منها لخلق التشقق في صفوفها مستغلة في ذلك عددا من القادة العسكريين الموالين لها في الجنوب، وعلى رأسهم قائد عسكري بارز في أجهزة الأمن بالمحافظة، بالإضافة إلى الدفع بعدد من المواطنين للمطالبة بخروج تلك اللجان من المدينة».
وفرضت اللجان الشعبية سيطرتها على مدينة عدن، أخيرا، وذلك بالاتفاق مع اللجنة الأمنية في إقليم عدن الذي يضم محافظات عدن، أبين، لحج، الضالع، في محاولة منها لفرض الأمن وتخوفا من أن تسعى الجماعات الحوثية إلى إسقاط المحافظة بيد ميليشيات الحوثي بتواطؤ من قادة عسكريين موالين للجماعة في تلك المحافظات.
وقالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط»، إن عددا من الضباط الموالين للحوثي بمحافظة عدن بدأوا بالتحرك وعقد لقاءات سرية لبحث سبل كيفية إدخال الحوثيين إلى المحافظة وإخراج اللجان الشعبية منها، وأوضحت تلك المصادر أن قائدا عسكريا كبيرا في محافظة عدن تعهد بإخراج اللجان الشعبية في أقرب وقت ممكن وعن طريق أبناء عدن.
في هذه الأثناء، عاودت مصافي عدن، التي تقوم بتموين البواخر بالوقود، العمل، أول من أمس، بعد توقفها منذ نحو أسبوع، في ظل أزمة حادة تعاني منها مدينة عدن في عدد من الخدمات الأساسية أهمها مادة «الغاز المنزلي»، حيث ارتفع سعرها إلى عدة أضعاف، في حين شُوهد عدد من المواطنين في طوابير طويلة أمام المحلات المتخصصة ببيع الغاز.
وتعد مدينة عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية للجمهورية اليمنية، حيث تقع على ساحل خليج عدن، وتبعد عن العاصمة صنعاء بمسافة تصل إلى نحو 363 كيلومترا، كما تشكل مدينة عدن أنموذجا متميزا لتكامل النشاط الاقتصادي وتنوع البنيان الإنتاجي؛ إذ جمعت بين الأنشطة الصناعية، والسمكية، والتجارية، والسياحية، والخدمية، وتنبع أهميتها من كونها ميناء تجاريا مهما، ومنطقة تجارة حرة إقليمية ودولية.
إلى ذلك، ذكرت مصادر اقتصادية يمنية أن اليمن رفع، أمس، حالة «القوة القاهرة» عن شحنات الغاز الطبيعي المسال في محطة بلحاف بمحافظة شبوة الجنوبية، وكان ميناء تصدير الغاز الطبيعي المسال في شبوة الذي يدار من قبل شركة «توتال» الفرنسية، أعلن، الأسبوع الماضي، حالة «القوة القاهرة» جراء تدهور الأوضاع الأمنية، رغم التطمينات التي تسوقها اللجان الشعبية الجنوبية وتأكيدها على السيطرة على الأوضاع، غير أن المراقبين يعتقدون أن لدى الشركات الأجنبية مخاوف من تنامي نشاط تنظيم القاعدة في الآونة الأخيرة، بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء.



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.