محكمة سودانية ترفض وقف محاكمة البشير

من جلسة محاكمة عمر البشير في 19 من يناير الماضي (أ.ف.ب)
من جلسة محاكمة عمر البشير في 19 من يناير الماضي (أ.ف.ب)
TT

محكمة سودانية ترفض وقف محاكمة البشير

من جلسة محاكمة عمر البشير في 19 من يناير الماضي (أ.ف.ب)
من جلسة محاكمة عمر البشير في 19 من يناير الماضي (أ.ف.ب)

رفضت المحكمة الخاصة بمحاكمة الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، و28 من قادة الجبهة الإسلامية، المتهمين بتدبير انقلاب عسكري على النظام الديمقراطي عام 1989، أمس، طلب هيئات الدفاع عن المتهمين بوقف إجراءات الدعوى فيما يختص بالمادة «54» من قانون القوات المسلحة، وطلبين بوقف الإجراءات بسبب جائحة كورنا، مع وقف النشر في وسائل الإعلام.
وقال قاضي المحكمة، مولانا القاضي أحمد علي أحمد، إن الطلب بوقف الدعوى بسبب جائحة (كورونا) تم البت فيه من قبل المحكمة في جلسات سابقة، وتم نقل المحكمة إلى قاعة أكبر تراعي جميع التدابير والاشتراطات الصحية، التي تحد من نقل المرض.
وفيما يتعلق بطلب وقف النشر، قالت المحكمة إن الشفافية والعلانية من مبادئ المحاكمة، مبرزة أن الإجراءات داخل المحاكم السودانية تتم علانية، باعتبار ذلك حقاً مقرراً في الاتفاقيات الدولية والقوانين الوطنية.
وكانت هيئة الدفاع قد تقدمت بطلب ثانٍ لإبعاد أحد قضاة المحكمة لعدم الحيادية، لكن المحكمة رفضت الطلب أيضاً.
ومن جهته، قال المتحدث الرسمي باسم هيئة الاتهام، المحامي، معز حضرة، في بيان صحافي أمس، إن محكمة مدبري انقلاب الثلاثين من يونيو (حزيران) 1989، والمتهم فيه الرئيس المعزول عمر البشير، وآخرين، أصدرت قرارات رفضت فيها طلبات الدفاع المتعلقة بإيقاف إجراءات المحاكمة. مضيفاً أن هيئة الاتهام تشدد على استمرار إجراءات المحكمة، وفقاً للقانون ومبادئ المحاكمة العادلة، وأنها لا تتعطل بسبب الطلبات المتكررة من هيئات الدفاع عن المتهمين.
كما أشار حضرة إلى أن المحكمة قررت شطب كل الطلبات، وحددت تاريخ 16 من فبراير (شباط) الحالي، موعداً لانعقاد جلسة المحاكمة المقبلة.
وسبق أن رفض قاضي المحكمة السابق قبل تنحيه، طلب إسقاط الدعوى بالتقادم في مواجهة المتهمين، واعتبر أن الفعل المرتكب منذ تنفيذ الانقلاب يعتبر جريمة مستمرة، انتهت بسقوط نظام البشير في أبريل (نيسان) 2019، وأن التقاضي في القضية يستند على قانون العقوبات الجنائية لعام 1983، والوثيقة الدستورية وقانون القوات المسلحة السودانية.
ومن أبرز المتهمين في قضية الانقلاب، البشير ونائبه علي عثمان محمد طه، وأحمد هارون مساعد البشير، ووزير الداخلية الأسبق عبد الرحيم محمد حسين، ونافع علي نافع، والأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي علي الحاج، ونائبه إبراهيم السنوسي، وعدد من العسكريين.
وكانت هيئة الدفاع عن المتهمين قد تقدمت بعدة طلبات لإسقاط الدعوى بالتقادم، استناداً على قانون الإجراءات الجنائية لعام 1991، وأدين الرئيس السوداني المعزول في قضية فساد ومالي، وحيازة نقد أجنبي، بالسجن عامين وإيداعه مؤسسة الإصلاح الاجتماعي بسجن كوبر المركزي بالخرطوم.
ويواجه المتهمون قضايا أخرى، تتعلق بالاشتراك الجنائي والإرهاب وقتل المتظاهرين، إبان الحراك الشعبي، الذي أسقط حكم الجبهة الإسلامية في أبريل 2019.
واستولى البشير على السلطة بانقلاب عسكري في عام 1989، خطط ودبر له زعيم الحركة الإسلامية، حسن الترابي،
وشارك في تنفيذه العشرات من منسوبي الحركة الإسلامية السودانية من العسكريين والمدنيين، الذين يمثلون حالياً أمام المحكمة الخاصة بقضية الانقلاب. ويعاقب القانون الجنائي السوداني لعام 1991 كل من يرتكب أو يشارك في تقويض النظام الدستوري للبلاد بالإعدام، أو السجن المؤبد، أو السجن لمدة أقل مع جواز مصادرة جميع أمواله.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.