مصر تطلق «الاستراتيجية الوطنية للدارسين بالخارج»

تهدف إلى تكوين «لوبي شبابي» للدفاع عن البلاد

مصر تطلق «الاستراتيجية الوطنية للدارسين بالخارج»
TT

مصر تطلق «الاستراتيجية الوطنية للدارسين بالخارج»

مصر تطلق «الاستراتيجية الوطنية للدارسين بالخارج»

في محاولة لربط المصريين المغتربين بوطنهم الأم، وتكوين «لوبي شبابي» للدفاع عن مصر بالخارج، أطلقت وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج «الاستراتيجية الوطنية لشباب الدارسين بالخارج»، بصفتها مظلة تجمع أبناء المواطنين المغتربين كافة، وتسعى إلى إشراكهم في خطة البناء والتنمية.
وتضمن حفل إطلاق الاستراتيجية الذي أقيم، مساء أول من أمس، في أحد فنادق القاهرة، الإعلان عن إنشاء «مركز وزارة الهجرة للحوار لشباب الدارسين بالخارج» (MEDCE) الذي يهدف -بحسب تصريحات السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج- إلى «تكوين أول لوبي للشباب المصريين بالخارج قادر على الدفاع عن الدولة المصرية»، مشيرة إلى أن «كلمة السر في التنمية والاستقرار هي الشباب. وقد اتضح ذلك في مؤتمرات الشباب التي تم إطلاقها، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي».
وأطلقت مصر في نهاية عام 2015 «البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة»، ونظمت من خلاله عدداً من مؤتمرات الشباب في محافظات عدة، واستكملت خطواتها ببدء «منتدى شباب العالم» في عام 2017، وإنشاء «الأكاديمية الوطنية للتدريب لتدريب وتأهيل القيادات الحكومية والسياسية»، ولكن توقفت هذه المؤتمرات خلال عام 2020 بسبب جائحة «كوفيد-19».
وفي سياق الاهتمام بشباب الجيل الثاني والثالث من أبناء المصريين بالخارج، نظمت وزارة الهجرة على مدار الأعوام الماضية 20 معسكراً شبابياً «سلطت الضوء على الأمن القومي المصري»، بحسب مكرم التي أكدت «أهمية تزويد هؤلاء الشباب بالمعلومات حتى يتمكنوا من الرد على ما يروج من شائعات ضد مصر، وتصحيح الصور المغلوطة عنها في الخارج»، وقالت إنه من المهم جمع الشباب ودعمهم معرفياً، سواء اختاروا العودة إلى البلاد أو العمل خارجها، ليكونوا حائط صد قوي ضد محاولات الاستقطاب السياسي والثقافي لشباب الدارسين بالخارج».
وجاءت فكرة إنشاء «مركز وزارة الهجرة للحوار لشباب الدارسين في الخارج» بعد جائحة كورونا التي دفعت عدداً من هؤلاء الشباب إلى العودة إلى مصر، واستكمال دراستهم إلكترونياً، إذ تم تنظيم جولات ميدانية لهؤلاء الشباب، زاروا خلالها مؤسسات دينية وحكومية، ومواقع عسكرية، وأماكن سياحية، ومشروعات قومية.
ولا تعد فكرة الاهتمام بالدارسين بالخارج جديدة. فوفقاً للدكتور عبد الحميد زيد، أستاذ علم الاجتماع السياسي، فإن وزارة الهجرة المصرية في الثمانينيات من القرن الماضي عقدت مؤتمراً سنوياً لشباب الدارسين في الخارج. وقال زيد لـ«الشرق الأوسط» إنه «كان يدرس في الخارج في تلك الفترة، وقد حضر أول مؤتمر للدارسين بالخارج عام 1985»، مشيراً إلى أنه «في تلك الفترة، تم تشكيل اتحاد للمصريين الدارسين في الخارج، كان ينظم زيارات ميدانية للمشروعات القومية في مصر، ويسهل تعامل الشباب مع القنصليات والمراكز الثقافية المصرية في الخارج».
واستعرض عدد من شباب الدارسين بالخارج تجاربهم خلال الحفل. ووصف سيف صالح، وهو خريج جامعة «كينجز كولدج» في بريطانيا، إطلاق الاستراتيجية بأنها «خطوة إيجابية للتواصل بين شباب مصر، وأفضل ترجمة لشعار تمكين الشباب الذي أطلقته القيادة السياسية»، وقال إن «مشاركته في برامج وزارة الهجرة، بعد توقف الدراسة بسبب الجائحة، أتاحت له رؤية إنجازات الدولة عن قرب، وسط أعباء لا تنتهي».
ويؤكد زيد أن «الدارسين في الخارج يعانون من مشكلات كثيرة، خصوصاً فيما يتعلق بالتواصل مع المراكز الثقافية والقنصليات المصرية»، وقال: «نجاح الفكرة يتوقف على الرؤية والهدف من هذا التجمع، وإدراك مشكلات الشباب، ومحاولة حلها»، مشدداً على أن «مصر بحاجة إلى عودة هؤلاء».
وسعياً لتأكيد اعتماد الدولة على الشباب، حضر حفل إطلاق الاستراتيجية مجموعة من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ المصريين، ممثلين عن تنسيقية شباب الأحزاب. وقال النائب عمرو يونس، عضو مجلس النواب أمين سر تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، في كلمته، إن «تنسيقية شباب الأحزاب خير دليل على حرص الدولة على دعم الشباب»، مضيفاً: «مررنا بما مر به الشباب. وما تقوم به وزارة الهجرة شيء رائع لإدماج المصريين بالخارج في خطط الدولة، وتعميق التواصل مع شباب الدارسين بالخارج».
لكن زيد أكد ضرورة أن يضم مركز وزارة الهجرة للحوار لشباب الدارسين بالخارج ممثلين عن النقابات المهنية المصرية والمجتمع المدني، بصفتها «بيوت الخبرة الاستشارية للدولة، فيكون المركز مبنياً على تعاون وتفاهم بين النقابات والمجتمع المدني والمؤسسات الرسمية للدولة يوضح الهدف من إنشائه».
ويعمل المركز على توفير خدمات وأنشطة متعددة للطلاب المصريين الدارسين بالخارج، من خلال منصة تفاعلية، ومكتبة رقمية تحتوي على دراسات وأوراق بحثية مقدمة من الشباب المصري بالخارج، للاستفادة من أفكارهم وخبراتهم، وتلفي معلومات وورش عمل رقمية تشارك في رسم سياسات البلاد ودعم مشروعات التنمية، إضافة إلى تكوين قاعدة بيانات ذكية تحتوي على بيانات الطلاب غير المقيدين بالبعثات الرسمية عن مجالات دراستهم واهتمامهم.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.