الشركات الألمانية تتحسس خطاها في مجال الاستثمار

TT

الشركات الألمانية تتحسس خطاها في مجال الاستثمار

في ضوء استمرار التداعيات غير الواضحة لجائحة كورونا، لا تزال الشركات الألمانية المتوسطة حذرة فيما يتعلق بالاستثمارات والوظائف الجديدة.
فقد أظهرت دراسة أجرتها شركة الاستشارات الاقتصادية «إرنست أند يونغ» أنه رغم أن المناخ العام لا يزال إيجابياً بين أغلب الشركات، كما أن الوضع المالي للعديد من الشركات جيد، فإن عدد الشركات التي تعتزم زيادة الاستثمارات أو عدد موظفيها تراجع على نحو غير مسبوق منذ سنوات، وتتباين بشدة خطط الشركات بحسب كل قطاع.
وقال رئيس فرع الشركة في ألمانيا، هوبرت بارت: «بوجه عام، تتمتع الشركات الألمانية المتوسطة بوضع جيد حتى في وقت الأزمة»، مضيفاً أن الكثير من الشركات تستفيد الآن من تأقلمها مع التغيرات حتى قبل اندلاع الأزمة، والمضي قدماً، على سبيل المثال، في التحول إلى الرقمنة.
وبحسب الدراسة، فإن 89 في المائة من الشركات المتوسطة التي شملها الاستطلاع تصنف وضعها حالياً على أنه جيد أو جيد جداً، بتراجع قدره ثلاث نقاط مئوية فقط مقارنة بالعام الماضي. وبينما تقيّم نحو ثلاثة أرباع الشركات العاملة في الصناعات الكيميائية والصيدلانية وضعها على هذا النحو، كانت النسبة أقل من الثلث بين شركات صناعة السيارات.
وأشارت الدراسة إلى أن التوقعات بشأن الأشهر الستة المقبلة كانت في قطاع السيارات الأكثر تشاؤماً، بينما بدت أكثر إيجابية مما كانت عليه في السنوات السابقة في الشركات المتوسطة ككل، مع الوضع في الاعتبار أن الدراسة تستند إلى بيانات تعود إلى شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) الماضيين، أي في الغالب قبل الإغلاق الحالي.
وبحسب الدراسة، ذكرت 57 في المائة من الشركات أنها تمكنت من اجتياز الأزمة حتى الآن، دون الحصول على دعم حكومي، ولجأت باقي النسبة (38 في المائة) إلى عرض واحد أو أكثر من عروض الدعم الحكومي، مثل تعويضات الدوام الجزئي للعاملين.
وهنا أيضا، كان قطاع السيارات الأكثر تضررا، حيث تنظر نحو 25 في المائة من الشركات إلى وضعها حالياً على أنه حرج، بينما تبلغ النسبة في جميع القطاعات 14 في المائة.
وأشارت الدراسة إلى إحجام عام عن الإنفاق، حيث ذكرت 16 في المائة فقط من الشركات أنها تعتزم زيادة استثماراتها في الأشهر المقبلة. وهذه أدنى قيمة منذ عام 2007، أما الغالبية العظمى (78 في المائة) فتسعى إلى الحفاظ على استقرارها، بينما تعتزم 16 في المائة أخرى من الشركات زيادة عدد موظفيها - وهي أدنى نسبة منذ عام 2010.
وحققت تجارة التجزئة في ألمانيا أرباحاً قياسية في عام 2020 بأكمله، رغم التراجع التاريخي في ديسمبر الماضي.
فقد أعلن مكتب الإحصاء الاتحادي في مقره بمدينة فيسبادن غربي ألمانيا، أمس، أن أرباح تجار التجزئة ارتفعت العام الماضي بعد احتساب المتغيرات بنسبة 3.9 في المائة، وبنسبة 5.1 في المائة قبل احتساب المتغيرات.
وبحسب البيانات، شهدت التجارة عبر الإنترنت ازدهاراً، خاصة في مجال المواد الغذائية والأثاث وتحسين المنازل، بينما تراجع النشاط بشدة في تجارة الملابس خلال الأزمة.
وفي ديسمبر الماضي، تراجعت مبيعات تجارة التجزئة إلى أدنى مستوى لها منذ عام 1994، مقارنة بالشهر السابق له، حيث بلغ التراجع بعد احتساب المتغيرات 9.6 في المائة، وقبل احتساب المتغيرات 9.3 في المائة، مقارنة بنوفمبر 2020.
وفي المقابل، ارتفعت إيرادات تجارة التجزئة في ديسمبر الماضي على أساس سنوي، بنسبة 1.5 في المائة، بعد احتساب المتغيرات وبنسبة 2.6 في المائة قبل احتساب المتغيرات.


مقالات ذات صلة

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)
العالم تمثال لفلاديمير لينين أمام عَلم روسي وسط مدينة كورسك (أرشيفية - إ.ب.أ)

أوكرانيا... من حرب الثبات إلى الحركيّة

يرى الخبراء أن أوكرانيا تعتمد الهجوم التكتيكي والدفاع الاستراتيجيّ، أما روسيا فتعتمد الدفاع التكتيكي والهجوم الاستراتيجيّ.

المحلل العسكري (لندن)

«الربط الجوي» السعودي يستعرض تطورات الطيران في هونغ كونغ

المدير التنفيذي لبرنامج الربط الجوي ماجد خان خلال إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)
المدير التنفيذي لبرنامج الربط الجوي ماجد خان خلال إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)
TT

«الربط الجوي» السعودي يستعرض تطورات الطيران في هونغ كونغ

المدير التنفيذي لبرنامج الربط الجوي ماجد خان خلال إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)
المدير التنفيذي لبرنامج الربط الجوي ماجد خان خلال إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)

شارك برنامج الربط الجوي، اليوم الأربعاء، في أعمال مؤتمر «كابا آسيا (CAPA)» بمدينة هونغ كونغ الصينية؛ أحد أهم المؤتمرات لالتقاء قادة مجال الطيران في العالم، مستعرضاً أبرز تطورات الطيران العالمي.

واستعرض المدير التنفيذي لبرنامج الربط الجوي ماجد خان، خلال جلسة حوارية بعنوان «تطورات الطيران العالمي وتأثيرها على مستقبل الطيران في آسيا»، الفرص والخدمات التي تقدمها منظومتا السياحة والطيران لدخول السوق السعودية.

وبيّن أنه في ظل تلبية الطلب المتنامي بالحركة الجوية إلى المملكة، سيُسهم البرنامج، من خلال تطوير المسارات للوصول إلى مطارات المملكة الـ29، إلى جانب استحداث مسارات جوية جديدة مباشرة، وذلك تحقيقاً لأهداف الاستراتيجية للسياحية للوصول إلى 150 مليون سائح بحلول عام 2030.

يُذكر أن برنامج الربط الجوي أُطلِق عام 2021 للإسهام في نمو السياحة بالمملكة، من خلال تعزيز الربط الجوي بين المملكة ودول العالم، عبر تطوير المسارات الجوية الحالية والمحتملة، وربط المملكة بوجهاتٍ جديدة عالمية.

ويعمل برنامج الربط الجوي بصفته المُمكّن التنفيذي للاستراتيجية الوطنية للسياحة، والاستراتيجية الوطنية للطيران، على تعزيز التعاون وبناء الشراكات بين الجهات الفاعلة الرئيسية في القطاعين العام والخاص في منظومتي السياحة والطيران؛ لتعزيز مكانة المملكة بصفتها وجهة سياحية رائدة عالمياً في مجال الربط الجوي السياحي.