انطلاق قافلة دعوية مصرية - سودانية لمواجهة «التشدد»

تركز على «ترسيخ التعايش والولاء للأوطان»

TT

انطلاق قافلة دعوية مصرية - سودانية لمواجهة «التشدد»

في إطار مجابهة «الأفكار المتشددة»، و«ترسيخ قيم التعايش»، تنطلق اليوم (الأحد) قافلة دعوية مصرية - سودانية في الخرطوم، ضمن التعاون بين وزارتي الأوقاف في البلدين.
ووفق وزير الأوقاف المصري، الدكتور محمد مختار جمعة، فإن «القافلة سوف تركز على الجوانب الإيمانية والأخلاقية والقيم الإنسانية، وقيم الولاء والانتماء للأوطان». فيما تؤكد وزارة الأوقاف أن القافلة «امتداد لزيارة وزير الشؤون الدينية والأوقاف السوداني، الشيخ نصر الدين مفرح، إلى مصر أخيراً، فضلاً عن مشاركة عدد من الأئمة السودانيين في برامج تدريبية وورش عمل بالقاهرة».
وتضم القافلة الدعوية، التي تنطلق من القاهرة إلى الخرطوم، أئمة وعلماء وواعظات من مصر، وتستمر حتى 11 من فبراير (شباط) المقبل، حيث تجوب القافلة بمشاركة أئمة السودان عدداً من الأقاليم السودانية.
وبحسب مصدر في «الأوقاف المصرية» فإن «أئمة البلدين سوف يتحدثون عن عظمة وسماحة الإسلام، وإيمانه بالتنوع والتعددية، وحرصه على مصالح البلاد والعباد، وكذا بيان مدى سماحة الإسلام في قبول الآخر والتعايش والحوار. فضلاً عن مواجهة الفكر المتطرف للجماعات المتشددة، وذلك لتحصين الشباب من هذه الأفكار»، مضيفاً أن «القافلة الدعوية وتعاون الأئمة والواعظات من البلدين، سوف يحد من خطاب التكفير والعنف، الذي تدعو إليه الجماعات المتطرفة، فضلاً عن نشر الوسطية».
وفي وقت سابق، افتتح وزير الأوقاف المصري ونظيره السوداني، المعسكر التثقيفي المشترك للأئمة المصريين والسودانيين بالإسكندرية. كما افتتح الوزيران الدورة التدريبية المشتركة الأولى من أئمة المساجد الكبرى بمصر والسودان، بمقر أكاديمية الأوقاف الدولية. وناقشت الدورة قضايا «تجديد الخطاب الديني، ومواجهة وتفنيد الفكر المتطرف»، وشملت عدداً من ورش العمل بين الجانبين.
وأطلقت «الأوقاف المصرية» أكاديمية دولية لتدريب الأئمة من داخل مصر وخارجها في يناير (كانون الثاني) 2019. وقالت «الأوقاف» حينها عن الأكاديمية إنها «ترجمة لما طالب به الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة تكوين رجل الدين المثقف المستنير».
إلى ذلك، تنظم وزارة الأوقاف في مصر، الجمعة المقبل، فعاليات دورة «الإعلام الديني والتحديات المعاصرة» بمدينة شرم الشيخ، وذلك بحضور وزير الأوقاف، ورئيس «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام»، الكاتب الصحافي كرم جبر، ومحافظ جنوب سيناء، اللواء خالد فودة، ووكيل «لجنة الشؤون الدينية والأوقاف» بمجلس النواب (البرلمان)، الدكتور أسامة العبد، وعدد من الإعلاميين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.