«العليا للانتخابات» في مصر تفتح باب الترشح لمجلس النواب 8 فبراير المقبل

رئيس الوزراء: مواجهة الإرهاب ليست أمنية فقط ولكن بالتعليم والتنمية

«العليا للانتخابات» في مصر تفتح باب الترشح لمجلس النواب 8 فبراير المقبل
TT

«العليا للانتخابات» في مصر تفتح باب الترشح لمجلس النواب 8 فبراير المقبل

«العليا للانتخابات» في مصر تفتح باب الترشح لمجلس النواب 8 فبراير المقبل

قررت اللجنة العليا للانتخابات في مصر فتح باب الترشح لانتخابات مجلس النواب (البرلمان)، اعتبارا من الثامن من فبراير (شباط) المقبل، على أن تبدأ الدعاية الانتخابية في المرحلة الأولى اعتبارا من 26 من الشهر نفسه. في وقت شدد فيه رئيس الوزراء إبراهيم محلب على أن مواجهة الإرهاب ليست أمنية فقط، بل بوسائل أخرى تتبعها الدولة أيضا، أبرزها التنمية والتعليم.
وتستكمل مصر بناء مؤسسات الدولة في مرحلة ما بعد ثورة 30 يونيو (حزيران)، بإجراء الانتخابات البرلمانية، على مرحلتين، الأولى يومي 21 و22 مارس (آذار) المقبل للمصريين في الخارج، ويومي 22 و23 مارس داخل البلاد، والثانية يومي 25 و26 أبريل (نيسان) المقبل في الخارج، ويومي 26 و27 أبريل بالداخل. كما تستعد الحكومة لعقد مؤتمر اقتصادي عالمي في شرم الشيخ في مارس أيضا، بحضور قادة من جميع دول العالم لجذب الاستثمارات للبلاد.
وتعد تلك الانتخابات هي المرحلة الثالثة والأخيرة من «خارطة المستقبل»، التي وضعتها القوى السياسية بالاتفاق مع الجيش، عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي مطلع يوليو (تموز) 2013، إثر احتجاجات شعبية واسعة. وأصدرت اللجنة العليا للانتخابات برئاسة المستشار أيمن عباس رئيس اللجنة أمس قرارا بالجدول الزمني لمواعيد انتخابات مجلس النواب، حيث قررت تقديم طلبات الترشح في المرحلتين الأولى والثانية خلال الفترة من 8 إلى 17 فبراير المقبل، على أن يتم تقديمها وفحصها بمعرفة لجان فحص الطلبات والبت في صفة المرشح.
كما قررت اللجنة أن تجري الدعاية الانتخابية خلال الفترة من 26 فبراير وحتى 20 مارس بالنسبة لمحافظات المرحلة الأولى وتحديد الفترة من 3 أبريل وحتى 24 أبريل للدعاية الانتخابية في المرحلة الثانية.
وحددت اللجنة الفترة من 18 فبراير وحتى 20 فبراير لعرض كشوف المرشحين (فردي أو قوائم) في المرحلتين ونشر أسمائهم في صحيفتين يوميتين واسعتي الانتشار، وكذلك تقديم الطعون على قرارات لجان فحص طلبات الترشح في المرحلتين أمام محكمة القضاء الإداري، وتحديد الفترة من 21 إلى 25 فبراير لنظر الطعون الخاصة بالمرحلتين أمام محكمة القضاء الإداري والفصل فيها. كما قررت اللجنة أن تتولى هي توزيع الرموز الانتخابية على القوائم بالضوابط التي تحددها، كما تتولى اللجنة في كل محافظة تخصيص الرموز للمرشحين في النظام الفردي.
من جهة أخرى، اجتمع إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، بوزراء التعليم العرب، المشاركين في المؤتمر الإقليمي للدول العربية حول التربية ما بعد 2015، وذلك على هامش زيارته لمدينة شرم الشيخ الساحلية على البحر الأحمر، للاطمئنان على الاستعدادات الخاصة بتنظيم المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ. وقال محلب خلال اللقاء «حرصت على لقائكم، فنحن كدول عربية نحتاج إلى التكامل جميعا في هذه المرحلة»، مشددا على أهمية التعليم في مواجهة الإرهاب، ومشيرا إلى أن مواجهة الإرهاب ليست أمنية فقط، ولكن بالتعليم والثقافة والتنمية.
وقام محلب أمس يرافقه وزراء السياحة، والاتصالات، والطيران المدني، والتعاون الدولي، والاستثمار، ومحافظ جنوب سيناء، بجولة في المركز الدولي للمؤتمرات بشرم الشيخ، للاطمئنان على الاستعدادات الخاصة بتنظيم مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري «مصر المستقبل»، المرتقب تنظيمه في مارس المقبل.
وقالت وزيرة التعاون الدولي الدكتورة نجلاء الأهواني إن رئيس الوزراء ومرافقيه شاهدوا عرضا تفصيليا من الشركة المنظمة للحدث عن الاستعدادات اللوجيستية المختلفة، بداية من تجهيز المركز الدولي للمؤتمرات، وقاعة الافتتاح الرئيسية للمؤتمر، والتي تسع لـ2000 مشارك، وخدمات الاتصال، والإنترنت، والترجمة الفورية. وأضافت أن العرض يشمل خدمات التسجيل في المؤتمر، والتأمين، والإقامة، والإعاشة، والتنقلات، والتغطية الصحافية، والإعلامية بوجه عام، وتم الاطلاع على شعار المؤتمر واللافتات التي سيتم لصقها بالقاعات المختلفة. واستمع الحضور إلى عرض عن الخطوط العريضة لجدول أعمال المؤتمر، وأسماء المتحدثين به، والحملة الإعلانية والتسويقية للمؤتمر، وغيرها من النواحي المتعلقة بالإعلام.
وأعلن رئيس الوزراء عن سير التحضيرات التنظيمية واللوجيستية للمؤتمر بشكل جيد، مشيرا إلى أنه سيتم توفير جميع الإمكانات لنجاح المؤتمر، وهناك تنسيق تام بين الوزارات لخروج المؤتمر بالصورة المشرفة. وقال إن «المؤتمر يعد نقطة انطلاق رئيسية في برنامج الحكومة للإصلاح الاقتصادي في المدى المتوسط»، مشيرا إلى أن المؤتمر سيعرض على المستثمرين الإصلاحات واسعة النطاق التي نفذتها الحكومة المصرية بالفعل. وأضاف أن المؤتمر يعد فرصة حقيقية لكبار رجال الأعمال المصريين لتقديم الدعم والمشاركة في إنجاح البرنامج الجديد للإصلاح والاستثمار، كما يعد اللقاء بين المستثمرين المصريين والعالميين أثناء المؤتمر فرصة لبدء حوار جاد ومثمر حول فرص الاستثمار في مصر.
وأصدر محلب قرارا بتشكيل لجنة برئاسة وزيرة التعاون الدولي تتولى الإعداد للمؤتمر، وعلى الأخص تحديد إجراءات التأمين للمؤتمر ومتطلباته، ومتابعة وصول الوفود، وتحديد أماكن الإقامة والتحركات وخطوط السير.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.