من مارشال إلى ماتيس... بصمات لوزراء دفاع الولايات المتحدة غيّرت بعضاً من التاريخ

تعاقب على منصب وزير الدفاع في الولايات العديد من الشخصيات، إلا أن بينهم مجموعة لمعت في فترات معينة، أو تركت بصماتها على أحداث مؤثرة في تاريخ البلاد. بين هؤلاء:
الجنرال جورج مارشال ثالث وزير للدفاع. اكتسب شهرته كرئيس أركان الجيش الأميركي في عهد الرئيسين فرانكلن روزفلت وهاري ترومان. وصفه رئيس الوزراء البريطاني الشهير ونستون تشرتشل بأنه «منظم النصر» للحلفاء في الحرب العالمية الثانية. شغل منصب وزير الخارجية ثم وزير الدفاع في عهد ترومان، وقاد مشروع التعافي الاقتصادي الأوروبي الذي دعي باسمه (خطة مارشال) وحصل على جائزة نوبل للسلام عام 1953، وتوفي عام 1959.
روبرت ماكنمارا ثامن وزير دفاع من عام 1961 إلى 1968 في عهد الرئيسين جون كينيدي وليندون جونسون. من قدامى المحاربين في سلاح الجو ولعب دوراً رئيساً في تصعيد تورط الولايات المتحدة في حرب فيتنام. كان مسؤولاً عمّا بات يعرف اليوم بنظم تحليل السياسات. قبل توليه وزارة الدفاع استعانت به شركة «فورد» ليقودها، بعدما تولى مع آخرين فيها إصلاح أنظمة التحكم الحديثة في التخطيط والتنظيم والإدارة في الشركة. تخرّج في جامعة كاليفورنيا - بيركلي وجامعة هارفارد (كلية هارفارد لإدارة الأعمال).
دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الـ13 في عهد جيرالد فورد من 1975 إلى 1977 ثم الـ21 في عهد جورج بوش الابن من 2001 إلى 2006. وبذلك كان أصغر وثاني أكبر شخص شغل المنصب. أشرف على إطلاق الحرب ضد الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 وعلى غزو العراق عام 2003. كان من منظّري تغيير الأنظمة و«تعميم الديمقراطية» في المنطقة مع صديقه وشريكه نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني. خريج جامعة برينستون.
كاسبار واينبرغر وزير الدفاع الـ15 في عهد الرئيس رونالد ريغان من عام 1981 إلى 1987. تميّزت فترة ولايته بتشدده ضد الاتحاد السوفياتي، وسط خلاف مع وزارة الخارجية، وكان أحد دعاة «مبادرة الدفاع الاستراتيجي» (حرب النجوم). اتهم بالتورط في قضية إيران كونترا، لكنه حصل على عفو قبل مثوله أمام المحكمة. محام خريج جامعة هارفارد.
روبرت غيتس وزير الدفاع الـ22 من 2006 إلى 2011 في عهدي الرئيسين جورج بوش الابن وباراك أوباما الذي احتفظ به لسنتين. خدم لمدة 26 سنة في مجلس الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، ليتولى رئاستها في عهد الرئيس جورج بوش الأب. تولى بعدها رئاسة جامعة تكساس والعديد من مجالس إدارة الشركات، وكان عضواً في مجموعة تقييم حرب العراق التي شكّلها الحزبان الديمقراطي والجمهوري برئاسة جيمس بيكر ولي هاملتون. أكاديمي ورئيس جامعة تكساس إيه أند إم. خريج كلية وليام آند ماري وجامعة إنديانا، وحصل على الدكتوراه (التاريخ الروسي والسوفياتي) من جامعة جورجتاون.
ليون بانيتا وزير الدفاع الـ23 في عهد الرئيس باراك أوباما. تولى منصبه من عام 2011 إلى 2013 خلفا لغيتس بعدما كان مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية من عام 2009. تولى أيضاً منصب رئيس أركان البيت الأبيض في عهد بيل كلينتون ومدير مكتب الإدارة والميزانية. كان عضواً في مجلس النواب لفترة طويلة. محام خريج جامعة سانتا كلارا في كاليفورنيا.
جيمس ماتيس جنرال متقاعد ذو أربع نجوم في مشاة البحرية الأميركية، شغل منصب وزير الدفاع الـ26 من 2017 إلى 2019 في عهد الرئيس دونالد ترمب. خلال 44 سنة في سلاح مشاة البحرية، قاد القوات في حرب الخليج الأولى والحرب في أفغانستان وحرب العراق. عارض التعاون مع الصين وروسيا، وشدد على مواجهة ما اعتبره «تهديداً للنظام العالمي الذي تقوده أميركا». أعرب من حين لآخر عن تحفظه على بعض سياسات ترمب، كالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وسحب القوات من سوريا وأفغانستان، وخفض الميزانية التي تعيق القدرة على مراقبة آثار تغير المناخ. أقنع ترمب بصرف النظر عن اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد. استقال في 20 ديسمبر (كانون الأول) 2018، بعد فشله في إقناع ترمب بإعادة النظر في قراره سحب جميع القوات الأميركية من سوريا.
مارك إسبر شغل منصب وزير الدفاع الـ27 من 2019 إلى 2020 في عهد ترمب، بعد فترة دامت 6 أشهر، حيث شغل المنصب قائماً بالأعمال. لكنه بعد اندلاع الاحتجاجات العرقية والمناهضة لعنف الشرطة في ربيع وصيف عام 2020، عارض نشر قوات عسكرية لقمعها؛ ما أثار غضب ترمب، الذي أقاله في تغريدة على «تويتر» في 9 نوفمبر (تشرين الثاني)، أي بعد أيام من خسارته الانتخابات الرئاسية. عسكري وأكاديمي لامع تخرج في أكاديمية ويست بوينت وجامعة هارفارد، وحصل على الدكتوراه من جامعة جورج واشنطن.