القاهرة تؤكد انتظام حركة الملاحة في قناة السويس

تدريب مصري ـ يوناني شمال المتوسط

TT

القاهرة تؤكد انتظام حركة الملاحة في قناة السويس

أكدت القاهرة «انتظام حركة الملاحة في قناة السويس»، جاء تأكيد القاهرة «عقب تداول أنباء في بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي بتوقف الملاحة بالقناة، نتيجة اصطدام باخرتين بالمجرى الملاحي». وذكر «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري» أمس، أنه «تواصل مع (هيئة قناة السويس)، التي نفت تلك الأنباء»، موضحة «انتظام حركة الملاحة بالقناة بشكل طبيعي، دون وقوع أي حوادث اصطدام». ووفق «مجلس الوزراء» فقد أكدت «هيئة قناة السويس» على «اتخاذ القناة جميع الاستعدادات الدائمة لإدارة أي مواقف طارئة قد تقع بالمجرى الملاحي، من خلال جاهزية أطقم الإرشاد ووحدات الإنقاذ البحري، إلى جانب الدور الحيوي لمركز مراقبة الملاحة في التأكد الدائم من انتظام حركة الملاحة، بما يكفل عبور السفن المارة بالقناة بأمان».
وبحسب بيان «مجلس الوزراء المصري» فقد «تم تثبيت رسوم العبور لجميع أنواع السفن العابرة للقناة على ما كانت عليه في عام 2020، كما سيتم تجديد جميع المنشورات الملاحية الخاصة بالحوافز والتخفيضات التي تم اعتمادها خلال العام الماضي لبعض فئات السفن، وذلك ضمن الجهود المبذولة لتقليل تداعيات أزمة فيروس (كورونا)»، موضحاً أن «السياسات التسويقية التي تم استحداثها خلال عام 2020 نجحت في تقليل التأثير السلبي للأزمة، الأمر الذي أدى لزيادة معدلات عبور (سفن الصب) إلى 5113 سفينة في 2020، مقارنة بـ4200 سفينة خلال 2019، وزيادة (سفن البضائع) إلى 1792 سفينة خلال 2020، مقارنة بـ1499 عام 2019، كما ساهمت في جذب 686 (ناقلة غاز طبيعي مسال)».
إلى ذلك، نفذت القوات البحرية المصرية واليونانية «تدريباً بحرياً عابراً في نطاق الأسطول الشمالي بالبحر المتوسط»، وذلك باشتراك الفرقاطة المصرية «طابا»، والسفينة الحربية اليونانيةHSHYDRA F - 452 عقب انتهاء زيارة ناجحة لميناء الإسكندرية، حيث تم تنفيذ عدد من الأنشطة التدريبية المختلفة ذات الطابع الاحترافي. وأفاد بيان عسكري مصري بأن «التدريب في إطار خطة القيادة العامة للقوات المسلحة لتعميق تبادل الخبرات مع القوات المسلحة للدول الشقيقة والصديقة، وفي إطار دعم ركائز التعاون المشترك بين القوات المسلحة المصرية واليونانية، والتي تذخر بخبرات عميقة في هذه المجالات، فضلاً عن دعم الجهود الخاصة للاستفادة من القدرات الثنائية في تحقيق المصالح المشتركة لكلا الجانبين ودعم جهود الأمن والاستقرار البحري بالمنطقة».
وتسعى القاهرة لتعزيز ورفع قدراتها البحرية في البحر المتوسط، وسط خلافات إقليمية مع تركيا من جهة، ومصر واليونان وقبرص وفرنسا من جهة أخرى، على خلفية مساعي أنقرة للتنقيب عن الغاز في مناطق بحرية متنازع عليها.
ونفذت القاهرة الفترة الماضية تدريبات عسكرية عدة، إذ نفذت وحدات من القوات البحرية المصرية واليونانية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي «تدريباً بحرياً عابراً بنطاق (بحر إيجة) شمال البحر المتوسط». كما عقدت قوات عسكرية من مصر واليونان وقبرص في الشهر نفسه، المرحلة الرئيسية للتدريب المشترك «ميدوزا - 10» في نطاق البحر المتوسط وبمشاركة عناصر من القوات البحرية والجوية والخاصة من فرنسا والإمارات. وأجرت مصر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تدريباً مع القوات البحرية الفرنسية بنطاق الأسطول الشمالي بالبحر المتوسط. كما نفذت القوات البحرية المصرية، مع نظيرتها البحرينية، تدريباً بحرياً عابراً بنطاق الأسطول الشمالي بالبحر المتوسط.



نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.