الأسواق وضعت ينبع السعودية على خارطة التجارة العالمية قديماً

تتجاوز في تاريخها 2500 عام والمياه ينابيع الجذب والحياة

 سوق السويق إحدى أهم الأسواق وكانت تخضع لأنظمة رقابية  تعتمد على سلامة البيع والشراء
سوق السويق إحدى أهم الأسواق وكانت تخضع لأنظمة رقابية تعتمد على سلامة البيع والشراء
TT

الأسواق وضعت ينبع السعودية على خارطة التجارة العالمية قديماً

 سوق السويق إحدى أهم الأسواق وكانت تخضع لأنظمة رقابية  تعتمد على سلامة البيع والشراء
سوق السويق إحدى أهم الأسواق وكانت تخضع لأنظمة رقابية تعتمد على سلامة البيع والشراء

لم يكن واقعها صدفة، ولم تكن زينتها وجمالها أيضا، فماضيها الضارب في عمق التاريخ أوجد لها المساحة رغم تراكم السنين وزحمة المدن البارزة اقتصاديا هي كما هي ظلت تفتل جدائلها على البحر الأحمر، وتستقطب زوارها من شتى البقاع، وهي كما هي ظلت المدينة الحالمة.
ينبع، مدينة الاقتصاد والجمال التي تجاوز عمرها بحسب المؤرخين أكثر من 2500 عام، وفي كل حقبة تكون فرس الرهان وعرابة الاقتصاد ومنفذ التجارة للقارات الثلاث، إذ لم تغب عنها شمس التجارة وصباحات العمل على شواطئها التي رست عليها مئات المئات من السفن القديمة والحديثة بأشكالها المختلفة.
ويروي المؤرخون، أن اسم ينبع يعود نسبة لتوفر الينابيع التي تزيد عن 99 عينا، وجاءت النخل مرادفة لينبع وترتبط بها بعقد الحياء «الماء» فانتشر النخيل في كل قرى ينبع وتحديدا ينبع النخل، فشكلت نقطة مفصلية في طرق التجارة للشام ومصر قبل 1400 عام، وينمو هذا الدور مع انتشار الإسلام وقدوم الحجيج عبر ينبع النخل.
وينبع بشقيها والقابعة في الشق الغربي من السعودية، كتبت تاريخها بسواعد أبنائها والقادمين من مختلف الجهات واستوطنوا فيها، وانتشت المدينة منذ تلك الحقبة بأسواقها القديمة التي كانت مسرحا للبيع والشراء وتصدير البضائع القادمة من المدن القريبة لينيع، عبر ساحلها الغربي الذي كان منفذا إلى مصر والسودان.
أربع أسواق رئيسية شكلت مع ميناء ينبع نقلة اقتصادية وازدهارا للمدينة على مر القرون الماضية، وهو ما يؤكده مختصون في ينبع لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الأسواق شكلت عصب الاقتصاد إذ يفد إليها التجار لعرض بضائعهم في السوق المخصصة لمنتجاتها في ينبع «البحر، والنخل» والتي كانت تغذي جميع الأسواق.
وتعد سوق الليل، إحدى أقدم الأسواق على ساحل البحر الأحمر، ويمتد تاريخها إلى مئات السنين، وهي إحدى الوجهات الرئيسية للبحارة والتجار القادمين من أفريقيا إلى ميناء ينبع القديم، وكانت السوق اشتهرت في تلك الحقبة بسوق الليل، كون عمليات الشراء وعقد الصفقات والمقايضة تجري أثناء مغادرة البحارة للميناء، فيما تعد سوق السويق إحدى أهم الأسواق وكانت تخضع لأنظمة رقابية تعتمد على سلامة البيع والشراء لكل وارد وصادر، وتجلب لها البضائع مثل السمن والعسل والأغنام من جميع المناطق المحيطة.
ومكن ميناء المدينة، الذي يبلغ عرض مدخله في الوقت الراهن 250 مترًا وطول القناة الملاحية الداخلية حوالي ميل بحري، وبه (12) رصيف بطول إجمالي (2926) لاستقبال الأنواع المختلفة من السفن بطاقة استيعابية تزيد عن 13 مليون طن سنويا، التجار القادمين من مختلف المدن القريبة من ينبع من تصدير منتجاتهم التي تمثلت في الفحم والتمور والفحم إلى الأسواق المجاورة ومن ثم لدول أفريقيا وآسيا.
وقال عواد الصبحي، رئيس لجنة أصدقاء التراث في ينبع ومدير فرع الجمعية السعودية للمحافظة على التراث لـ«الشرق الأوسط» إن هناك أسواقا قديمة وضعت ينبع على خارطة التجارة الدولية قبل 600 عام وهذه الأسواق أوجدت حركة تجارية مع توافد التجار لتحتضن المدينة 15 وكالة تجارية لتجار من مختلف الأنحاء، وهذه الوكالات لها مستودعات كبرى في تلك الحقبة وعمالة تقوم بعمليات التفريغ والتعبئة في السفن وعمل المزادات على البضائع الواردة والمصدرة.
وأضاف الصبحي، أن هناك أسواقا في ينبع النخل كانت تعمل في أيام محددة، ولعل أبرز هذه الأسواق سوق السويق والجابرية وسوق الجمعة وكان لكل سوق منتوجاتها التي تعرضها ويقبل عليها المستهلك ومنها العسل الذي يفد من «رضوى» والتمر الذي يأتي مع تجار العيص.
وتأخذ جميع هذه الأسواق، كما يقول الصبحي، شكلا موحدا في التصميم وتتشابه كثيرا ويكون الاختلاف في العدد، فيما تميزت في القرون الماضية سوق الليل في ينبع البحر، بحكم تخصصها في المنتجات المعروضة ومنها المنتجات البحرية بمختلف أشكالها وأنواعها، والسمن والعسل وتمرة «المجلاد» التي كانت لا تباع إلا في سوق الليل ويقبل عليها التجار والبحارة القادمون من الخارج.
وروى الصبحي، أن أهمية المدينة اقتصاديا فرضت على المدن المجاورة أن تجلب منتجاتها للبيع في ينبع النخل، والبحر، إذ جهزت في قرون ماضية أكثر من ألف بعير بالمنتجات من ينبع وتحركت إلى عدد من المدن وهذا عدد كبير في تلك الحقبة، إضافة إلى أن النحالين كان يقومون بجلب العسل، وآخرون يأتون بالسمن في قراب، ومن ثم تقوم عملية تفريغه في الميناء داخل عبوات معدنية كبيرة يطلق عليها «صفائح التنك» تمهيدا لتصديرها إلى الخارج، إضافة إلى تصدير أنواع مختلفة من المنتجات الزراعية، والفحم البلدي الذي يأتي من العيص وينبع النخل.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.