عرب و عجم

عرب و عجم
TT

عرب و عجم

عرب و عجم

> عبد العزيز بن علي الصقر، سفير خادم الحرمين الشريفين الجديد لدى تونس، استقبله أول من أمس، هشام المشيشي، رئيس الحكومة التونسية، بمكتبه في مقر رئاسة الحكومة بالقصبة، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتنويعها لتشمل مختلف المجالات، إلى جانب القضايا ذات الاهتمام المشترك. وخلال اللقاء أبلغ السفير السعودي، رئيس الحكومة التونسية، تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، معرباً عن سعادته بالعمل في تونس، التي تجمع شعبها والشعب السعودي علاقة متينة.
> حصة بنت عيسى بوحميد، وزيرة تنمية المجتمع بالإمارات، شاركت أول من أمس، في جلسة حوارية افتراضية بعنوان «تعزيز أمن وسلامة المحتوى الرقمي»، في محور «تسخير تقنيات الثورة الصناعية الرابعة»، ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي «أجندة دافوس 2021». وأكدت أن دولة الإمارات حريصة على تعزيز جودة الحياة الرقمية، التي تمثل أساساً لجودة الحياة الشاملة للمجتمع، وركيزة لحماية أفراده من تحديات العالم الرقمي، وترسيخ أفضل السلوكيات التي تمكّنهم من التجارب الآمنة والاستفادة من الفرص التي يوفرها الفضاء الرقمي.
> إم دي عشيق الزمان، سفير بنغلاديش بالكويت، استقبله أول من أمس، ناصر الحجرف، محافظ الجهراء الكويتي، بمناسبة مباشرته مهام عمله، حيث جرى التعارف وتبادل الأحاديث الودية التي تناولت العلاقات الثنائية بين شعبي البلدين الصديقين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات. ومن جهته، أعرب السفير عن بالغ شكره وتقديره للكويت حكومة وشعباً على الحفاوة والرعاية التي تحظى بها بعثة بلاده وجاليتها على المستويات الرسمية والشعبية كافة، مؤكداً العمل على تطوير العلاقات مع الكويت لما فيه خير ومصلحة الشعبين الصديقين.
> السفير إيهاب عوض، قدم أول من أمس، أوراق اعتماده سفيراً فوق العادة مُفوضاً لجمهورية مصر العربية لدى جمهورية نيجيريا الاتحادية، لرئيس الجمهورية محمد بوهاري. وجرت مراسم الاستقبال بمقر القصر الرئاسي بالعاصمة النيجيرية أبوجا. وأعرب السفير خلال اللقاء عن سعادته البالغة بحفاوة استقبال الرئيس النيجيري، مُثمناً مُجمل ما يربط بين البلدين والشعبين الشقيقين من علاقات تاريخية ممتدة، مؤكداً تطلعه للعمل مع الحكومة النيجيرية بشكل وثيق لخدمة المصالح والأهداف المُشتركة بين الدولتيّن.
> هيثم صلاح، سفير جمهورية مصر العربية في هلسنكي، التقى أول من أمس، وزير التعليم الفنلندي جوسى سارامو، وجانا بالوغارف، مديرة قسم التعاون الدولي بالوزارة، وتم التشاور خلال اللقاء حول موضوعات التعاون المُشترك بين مصر وفنلندا في مجالي التعليم ما قبل الجامعي، والتعليم العالي والبحث العلمي، وذلك على ضوء قيام الجانب الفنلندي بتوجيه الدعوة لوزيري التربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي المصريين لزيارة فنلندا لتعزيز التعاون بين البلدين في المجالات ذات الصلة.
> الدكتور أحمد بن محمد السعيدي، وزير الصحة العُماني النائب الأول للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، مثّل السلطنة أول من أمس، في الاجتماع الافتراضي لمنظمة الصحة العالمية لتدشين التقرير الدوري للأمراض المرتبطة بأنماط الحياة غير الصحية. وأكد في كلمة له التزام السلطنة بالتعامل مع عبء الأمراض غير المعدية، رغم كل الصعاب والتحديات، لافتاً إلى أن السلطنة ستسعى جاهدة لتعزيز بيانات الأمراض غير المعدية وعمليات الرصد من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
> الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، ترأس افتراضياً أول من أمس، اجتماع مجلس الأمن السيبراني الأول، وذلك بعد اعتماد إنشائه من مجلس الوزراء. وأكد أن دولة الإمارات تمتلك بنية تحتية رقمية متقدمة، تمكن جميع القطاعات الحيوية بالدولة من التحول الكامل للفضاء الرقمي، مدعومةً ببيئة آمنة وقادرة على تلبية متطلبات الاستعداد للأعوام الخمسين المقبلة وفق أفضل الممارسات العالمية، إذ يمثل الأمن السيبراني عاملاً رئيسياً في صياغة مستقبل العالم نحو العصر الرقمي.
> جيوفاني بولييزي، سفير إيطاليا بالجزائر، استقبله أول من أمس، وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية بالجزائر، إبراهيم بومزار، واستعرض الطرفان خلال اللقاء أهم أوجه الشراكة بين البلدين في مجال الاتصالات وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، كما تم تأكيد ضرورة تدعيم الشراكة بشكل أكبر مستقبلاً، لا سيما في مجال المشاريع الخلاقة لفرص العمل للشباب.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».