في خضم فترة الحجر التي يعيشها اللبنانيون منذ 14 يناير (كانون الثاني) الحالي، ترفض إدارات المتاحف والغاليرهات وحتى المهرجانات السينمائية أن تجلس مكتوفة الأيدي. فهي تحاول من خلال مبادرات أسبوعية أو شهرية أن تخفف من حالات التوتر والملل عند مواطنيها. وهي في المناسبة تقدّم لهم جولات افتراضية في المتاحف والمعارض، وكذلك عروضا سينمائية رقمية.
وتكملة لفعاليات نسخته السادسة يطلق مهرجان «بيروت للأفلام الفنية الوثائقية» (باف) سلسلة عروض سينمائية مساء الأحد من كل شهر. ويبدأها في 31 الحالي مع وثائقي عن ونستون تشرشل بعنوان «Churchill &the Movie Mogul».
كان تشرشل مجنونًا بالأفلام أكثر من أي سياسي آخر في التاريخ، لكن المدى الحقيقي لاستخدامه لها كأداة سياسية لم يتم استكشافه إلا لاحقا. في عام 1934 وقع ألكسندر كوردا أحد أشهر منتجي الأفلام في بريطانيا، اتفاقا مع تشرشل ككاتب سيناريو ومستشار تاريخي وبدآ معا تعاونا فريدا. قدم تشرشل ملاحظات نصية لإنتاجات كوردا، كما كتب سيناريوات ملحمية. عندما اندلعت الحرب أصبح تعاونهما ذو أهمية لا حدود لها. تم إرسال كوردا في مهمة إلى هوليوود بهدف جلب أميركا إلى الحرب بنتائج مذهلة. فاستخدام وثائق غير مكتشفة سابقًا أسهمت في إقناع الأميركيين بذلك. طبيعة استكشاف تلك المهمة والصداقة التي قامت بين الاثنين يتضمنها لأول مرة هذا الفيلم للكاتب والمخرج جون فليت.
ويطل تشرشل في هذا الفيلم من باب توثيق العلاقة بينه وبين كوردا. ويكتشف مشاهده حتى من خلال الفيديو الترويجي له كيف أن أهم رجالات السياسة في التاريخ الحديث كان منبهرا بوقع الكاميرا عليه. فنراه مرتبكا يبتسم بخجل بعد أن يطلب منه ألكسندر كوردا إعادة أحد المشاهد.
وتشير أليس مغبغب مديرة المهرجان في حديث لـ(«الشرق الأوسط»): «رغبنا في عرض هذا الفيلم من باب الإشارة إلى أهمية دور السينما في عالم السياسة. فتشرشل استخدمها للوصول إلى مآربه السياسية والتأثير على زملائه في بريطانيا وخارجها. وهو ما سنلمسه عن قرب في هذا الشريط الذي يظهر كيف استدرج تشرشل الأميركيين لدخول الحرب العالمية الثانية». وتتابع: «كما يلقي الفيلم الضوء على شخصية المخرج ألكسندر كوردا. فهو أنتج عدة أفلام طبعت السينما الحديثة وبينها (ذهب مع الريح) لبطلته فيفيان لي».
لن يتوقف مهرجان بيروت للأفلام الوثائقية عن تفعيل دوره على الساحة اللبنانية. وتوضح أليس مغبغب في معرض حديثها: «إننا اليوم في فترة الوباء بأشد الحاجة للترويح عن النفس والغوص في عالم آخر بعيدا عن الجائحة التي نعيشها. فنحن بحاجة إلى أن نحلم ونسافر وأن نستمتع بأوقات ترفه عنا. ولذلك فكرنا في استكمال النسخة السادسة للمهرجان من خلال عروض سينمائية شهرية. وبعد فيلم تشرشل سنضع لائحة أفلام جديدة كي يجري عرضها مرة في الشهر إلى حين بلوغنا الموعد الرسمي لإقامة النسخة السابعة من المهرجان في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
ونأمل حتى ذلك الحين أن نسهم في توسيع دائرة التثقيف السينمائي التي يحتاج إليها اللبنانيون في هذه الفترة».
وبعد عرض الفيلم في السادسة من مساء الأحد 30 الحالي ستعقد طاولة مستديرة يجري فيها النقاش حوله. ويشارك فيها من لبنان رئيس معهد عصام فارس في الجامعة الأميركية جوزف باحوط ويحكي فيها عن دور الثقافة في السياسات عامة. أما المخرج اللبناني هادي زكاك وهو أستاذ في الجامعة اليسوعية فسيتكلم عن دور ألكسندر كولبا الرائد في عالم السينما ومع ونستون تشرشل خاصة. وستكون مفاجأة هذه الطاولة المستديرة استضافتها لمخرج الفيلم جون فليت الذي سيتحدث عن تجربته معه.
«بيروت للأفلام الفنية» يستأنف فعالياته افتراضياً
يعرض شريطاً عن تشرشل
«بيروت للأفلام الفنية» يستأنف فعالياته افتراضياً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة