تغيُّر المناخ نال من سلة خبز الرومان في مصر

TT

تغيُّر المناخ نال من سلة خبز الرومان في مصر

كانت منطقة الفيوم، (130 كيلومتراً جنوب غربي القاهرة)، سلة خبز الإمبراطورية الرومانية، ومع ذلك تراجع دورها وهجرها سكانها في نهاية المطاف في نهاية القرن الثالث الميلادي. وأظهرت الحفريات السابقة والبرديات المكتشَفة حديثاً، والتي تم توثيقها في دراسة نُشرت أول من أمس، في المجلة الأميركية لدراسات العصور القديمة المتأخرة، أن مشكلات الري في الحقول كانت السبب، كما تم توثيق محاولات من المزارعين المحليين للتكيف مع الجفاف والتصحر في الأراضي الزراعية، على سبيل المثال، عن طريق تغيير ممارساتهم الزراعية.
وخلال الدراسة، أظهر سابين هوبنر، أستاذ التاريخ القديم في جامعة بازل السويسرية، أن الظروف البيئية المتغيرة كانت وراء هذا التطور.
وتشير البيانات المناخية التي أشار إليها هوبنر في دراسته إلى ضَعف هطول الأمطار الموسمية على منابع النيل في المرتفعات الإثيوبية بشكل مفاجئ ودائم، وكانت النتيجة انخفاض منسوب المياه في الصيف، وتم العثور على أدلة تدعم ذلك في الرواسب الجيولوجية من دلتا النيل والفيوم والمرتفعات الإثيوبية، والتي توفر بيانات مناخية طويلة الأجل عن الرياح الموسمية ومستوى مياه النيل.
وكشفت الدراسة عن 2600 بردية محفوظة في منطقة الفيوم، تشير إلى كيفية التكيف مع هذا الوضع الصعب في القرن الثالث الميلادي، ومنها ما يشير إلى تحول السكان إلى زراعة الكروم بدلاً من الحبوب أو تربية الأغنام بسبب ندرة المياه، كما أشارت برديات أخرى إلى حدوث نزاعات بين الجيران بسبب اتهامات متبادلة بسرقة المياه ولجوء البعض إلى السلطات الرومانية للإعفاء الضريبي.
ويقول هوبنر في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة بازل بالتزامن مع نشر الدراسة: «مثل اليوم، لم تكن عواقب تغير المناخ هي نفسها في كل مكان، وعلى الرغم من أن المناطق الواقعة على حافة الصحراء واجهت قسوة الجفاف، فإن مناطق أخرى استفادت بالفعل من تدفق الأشخاص الذين انتقلوا من القرى المهجورة».



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.