الجزائر: توقعات بعزل قضاة بسبب معارضتهم النظام

الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
TT
20

الجزائر: توقعات بعزل قضاة بسبب معارضتهم النظام

الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)

يتوقع مراقبون بالجزائر صدور قرار بفصل قاض اشتهر بمعارضة السلطة في الحراك الشعبي، بسبب تعبيره عن مواقف سياسية في العلن، وهو ما يمنعه «القانون الأساسي للقضاء»، بذريعة «خرق واجب التحفظ».
وكان القضاة في طليعة المظاهرات الشعبية ضد النظام، التي اندلعت في 22 فبراير(شباط) 2019، لكنهم أيضا محل انتقاد حاد لقسوة الأحكام، التي يصدرونها بحق نشطاء الحراك بسبب التعبير عن مواقف سياسية.
وبدأ المجلس التأديبي لـ«المجلس الأعلى للقضاء»، الجهة الرسمية المشرفة على المسار المهني للقضاة، أمس، اجتماعا لبحث مصير 10 قضاة، طالبت وزارة العدل بإنزال عقوبات بحقهم، على إثر اتهامهم بتجاوزات مهنية مرتبطة بمساندة الحراك، وأخلاقية، تتمثل في تلقي رشى بالنسبة لبعضهم. ومن أشهر المعنيين بـ«المحاكمة»، القاضي الشاب سعد الدين مرزوق رئيس «نادي قضاة الجزائر»، وهو تنظيم غير معتمد يضم قضاة عارضوا ترشح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، في انتخابات كانت ستنظم في 18 من أبريل (نيسان) 2019. لكنها ألغيت تحت ضغط مظاهرات مليونية في كامل أنحاء البلاد.
وقال محمد الهادي برَيم، محامي مرزوق والمدافع عنه أمام «هيئة التأديب»، لـ«الشرق الأوسط»، إن وزير العدل بلقاسم زغماتي يتهمه بـ«خرق واجب التحفظ باتخاذ مواقف سياسية بإعلان مقاطعة انتخابات 18 أبريل 2019، وكذلك انتخابات 4 يوليو من نفس العام (ألغيت)، ومطالبة أعضاء المجلس الأعلى للقضاء بالانضمام للحراك الشعبي، وتحريض القضاة على الإضراب المعلن عنه بتاريخ 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، والتشويش على النقابة الوطنية للقضاة من خلال الطعن في اتفاقها مع وزارة العدل (تم التوقيع عليه نهاية 2019 ويخص مطالب مادية ومهنية)، إضافة إلى عرقلة سير العمل القضائي، وزعزعة مؤسسات الدولة.
وأكد بريم، الذي كان رئيسا لنقابة القضاة مطلع تسعينيات القرن الماضي، أن «الغرض من متابعة مرزوق هو ردع القضاة، وثنيهم عن رفض الأوامر الفوقية». علما أن بريم سبق أن دعا القضاة (يفوق عددهم 8 آلاف) إلى تنظيم احتجاج أمام مبنى «المجلس الأعلى للقضاء» في يوم اجتماعه، لكن لوحظ أمس أن ذلك لم يلق استجابة لديهم. واللافت أن «النقابة الوطنية للقضاة»، المعتمدة لدى السلطات، لم تصدر أي موقف تجاه هذه القضية، لكن منتسبين إليها يذكرون أن قيادتها «تجد حرجا في الدفاع عن مرزوق لاعتقادها أنه فعلا تجاوز القانون».



الصومال: مقتل 16 مسلحاً من «حركة الشباب» في غارة جوية بمحافظة شبيلى الوسطى

أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
TT
20

الصومال: مقتل 16 مسلحاً من «حركة الشباب» في غارة جوية بمحافظة شبيلى الوسطى

أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)

قضت السلطات الصومالية، الثلاثاء، على 16 مسلحاً من حركة «الشباب» الإرهابية، من بينهم قيادات بارزة، في غارة جوية جنوب شرقي البلاد.

يصطف المسلمون للحصول على طعام الإفطار في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
يصطف المسلمون للحصول على طعام الإفطار في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وأفادت «وكالة الأنباء الصومالية»، بأن الغارة الجوية التي نُفذت، الليلة الماضية، في منطقة بصرى بمحافظة شبيلى الوسطى، استهدفت تجمعاً لمسلحين كانوا محاصرين خلال الأيام الماضية إثر عمليات عسكرية للجيش الوطني، مضيفة أن الغارة أسفرت أيضاً عن تدمير سيارات تابعة لحركة «الشباب» الإرهابية.

وأشارت الوكالة إلى أن «الغارة الجوية التي وقعت، الليلة الماضية، في منطقة بصرى بمحافظة شبيلى الوسطى، استهدفت تجمعاً للإرهابيين الذين تمت محاصرتهم خلال الأيام الماضية جراء العمليات العسكرية».

متطوع يوزع الطعام على المسلمين ليفطروا في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
متطوع يوزع الطعام على المسلمين ليفطروا في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

ولفتت إلى أن «الغارة الجوية أسفرت عن تدمير المركبات القتالية التابعة لميليشيات الخوراج». ويستخدم الصومال عبارة «ميليشيا الخوارج» للإشارة إلى حركة «الشباب». وتشن الحركة هجمات تهدف إلى الإطاحة بالحكومة الصومالية للاستيلاء على الحكم، وتطبيق الشريعة على نحو صارم.

كان وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور قد قال، يوم الجمعة، إن قوات صومالية وإثيوبية نفذت عمليات مشتركة ضد حركة «الشباب» بإقليم شبيلي الوسطى. وقال نور لوسائل الإعلام الصومالية الرسمية «العمليات العسكرية المنسقة، بدعم جوي دولي، تستهدف بشكل محدد الجماعات المسلحة». كما أعلنت القيادة الأميركية في أفريقيا، أواخر الشهر الماضي، أنها نفذت، بطلب من الحكومة الصومالية، غارة جوية ضد حركة «الشباب».

صوماليون يؤدون صلاة التراويح وهي صلاة تُقام في المساجد خلال شهر رمضان في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
صوماليون يؤدون صلاة التراويح وهي صلاة تُقام في المساجد خلال شهر رمضان في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، قُتل 9 أشخاص، الثلاثاء، في هجوم انتحاري وبإطلاق النار تبنته حركة «الشباب» في فندق في وسط الصومال، حيث كان هناك اجتماع يُعقد لبحث سبل مكافحة هذه الجماعة المتطرفة، وفق مصادر أمنية. وأكد أحمد عثمان المسؤول الأمني في مدينة بلدوين في محافظة هيران، حيث وقع الهجوم، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «انتحارياً» قاد، صباحاً، حافلة صغيرة محملة بالمتفجرات إلى مدخل الفندق ليتبعه مسلحون دخلوا الفندق، وراحوا يطلقون النار.

وقال المسؤول الأمني حسين علي في وقت لاحق، الثلاثاء، إن «الحصار انتهى، وقُتل جميع المسلحين»، مضيفاً أن الهدوء عاد إلى المكان. وأكد أن 9 مدنيين، بينهم وجهاء تقليديون، قُتلوا في الهجوم، من دون أن يحدد عدد المهاجمين الذين قضوا. وأضاف علي أن أكثر من 10 أشخاص آخرين، معظمهم من المدنيين، أصيبوا بجروح في الهجوم. وكان الفندق المستهدف يستضيف اجتماعاً يجمع مسؤولين أمنيين وزعماء تقليديين بهدف حشد مقاتلين لمساعدة القوات الحكومية في حربها ضد حركة «الشباب» المتطرفة.

وأكد الشرطي علي مهاد أنه تم إنقاذ العديد من الأشخاص الموجودين في المكان. وقال شاهد عيان يدعى إدريس عدنان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كان قريبي داخل الفندق أثناء الهجوم، وهو محظوظ لأنه نجا وأصيب بجروح طفيفة». وأضاف أن «المبنى دُمر في خضم إطلاق نار كثيف». وأعلنت «حركة الشباب» في بيان مسؤوليتها عن الهجوم.

ومنذ أكثر من 15 عاما تشنّ حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» تمرّداً مسلّحاً ضدّ الحكومة الفيدرالية الصومالية المدعومة من المجتمع الدولي، بهدف تطبيق الشريعة الإسلامية في بلد يُعد من أفقر دول العالم.

وتوعد الرئيس الصومالي بحرب «شاملة» ضد حركة «الشباب»، وانضم الجيش إلى ميليشيات عشائرية في حملة عسكرية تدعمها قوة من الاتحاد الأفريقي وضربات أميركية، لكنها مُنيت بانتكاسات.