«فتح» تستكمل انتخابات الأقاليم قبل «العامة»

قيادة جديدة للحركة شمال الضفة الغربية

TT

«فتح» تستكمل انتخابات الأقاليم قبل «العامة»

أعلنت حركة فتح (إقليم نابلس)، أمس، عن القيادة الجديدة للحركة في المحافظة الكبيرة، شمال الضفة الغربية، بعد انتخابات داخلية لأعضاء المؤتمر الرابع.
وتفوق 15 مرشحاً على البقية (من أصل 44) في الانتخابات التي شهدت تنافساً كبيراً، وجاءت في خضم الاستعدادات الأوسع للانتخابات العامة. وكان جهاد رمضان، أمين سر حركة فتح في محافظة نابلس، قد أعلن أن 44 مرشحاً تنافسوا على خمسة عشر مقعداً، هي عدد مقاعد الإقليم، في انتخابات جرت في جو ديمقراطي، بحضور عدد من الصف الأول لقيادة حركة فتح، وتمت في مدرسة كمال جنبلاط في مدينة نابلس.
وأعلن نائب الرئيس الفلسطيني في رئاسة حركة فتح، محمد العالول، نتائج الانتخابات، في إشارة إلى أهميتها. وقال مسؤول المكتب الإعلامي في حركة فتح، منير الجاغوب، إن الحركة ماضية في انتخابات الأقاليم لتجديد الشرعيات.
وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الانتخابات استحقاق دأبت عليه (فتح) لتجديد دماء الشباب فيها»، مشدداً على أن نتائج انتخابات إقليم نابلس أكدت قوة الديمقراطية داخل الحركة، بعدما تنافس الفتحاويون على قاعدة أن «فتح يجب أن تفوز».
وتقدم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، جمال محيسن، مفوض التعبئة والتنظيم، بـ«التهنئة لجميع الأخوات والإخوة الأعضاء الخمسة عشرة الذين حالفهم الحظ في مؤتمر إقليم نابلس الرابع، وحازوا بهذا العرس الانتخابي أعلى الأصوات، راجياً من الله أن يوفقهم لما فيه خير الحركة ورفعتها لاستكمال المشروع الوطني التحرري».
وأضاف أن جميع الذين لم يحالفهم الحظ هم عماد هذه الحركة ومصدر قوتها في العمل التنظيمي، وأن حركة فتح «يُميزها سهولة الانتماء إليها، وصعوبة التحلل منها، ومصطلح الخسارة ملغي من قاموس الحركة».
وبانتخاب إقليم نابلس، أنهت حركة فتح انتخابات معظم الأقاليم، باستثناء محافظتي بيت لحم وقلقيلية. ويرى الفتحاويون أن اختيار قيادات جديدة للحركة في المحافظات سيساعد في الانتخابات العامة المقبلة، في ضوء أن «فتح» ستكون قد جددت شبابها ودماءها في الأقاليم.
وقال أحد المسؤولين في الحركة لـ«الشرق الأوسط» إن الانتخابات مستمرة منذ فترة طويلة في المناطق، وليس لها علاقة بالانتخابات العامة «لكنها خطوة مهمة داخل الحركة تساعد على المنافسة في الانتخابات المقبلة».
ويفترض أن تجري انتخابات عامة في الأراضي الفلسطينية، وفق مرسوم أصدره الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤخراً، ينص على إجراء الانتخابات التشريعية في مايو (أيار)، والرئاسية نهاية يوليو (تموز)، على أن تعد نتائج انتخابات المجلس التشريعي المرحلة الأولى في تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، وأن يتم استكمال المجلس الوطني نهاية أغسطس (آب) المقبل، وفق النظام الأساس لمنظمة التحرير الفلسطينية، والتفاهمات الوطنية، بحيث تجرى انتخابات المجلس الوطني حيثما أمكن.
ويتطلع الفلسطينيون لإجراء الانتخابات العامة لأول مرة منذ نحو 15 عاماً، بعد توقف بسبب الانقسام والخلاف بين «فتح» و«حماس».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.