حصول ميسي على بطاقة حمراء يظهره أنه مجرد إنسان

أول طرد في مسيرته مع برشلونة يعكس انهيار ناديه والضربات التي تلقاها على مدار سنوات طويلة

ميسي رد على التدخل العنيف لفياليبري الواقع على الأرض فحصل على البطاقة الحمراء (أ.ف.ب)
ميسي رد على التدخل العنيف لفياليبري الواقع على الأرض فحصل على البطاقة الحمراء (أ.ف.ب)
TT

حصول ميسي على بطاقة حمراء يظهره أنه مجرد إنسان

ميسي رد على التدخل العنيف لفياليبري الواقع على الأرض فحصل على البطاقة الحمراء (أ.ف.ب)
ميسي رد على التدخل العنيف لفياليبري الواقع على الأرض فحصل على البطاقة الحمراء (أ.ف.ب)

قبل 90 ثانية بالضبط من التدخل الذي أدى إلى حصول النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على أول بطاقة حمراء في مسيرته مع برشلونة، كان ميسي يقف داخل دائرة المنتصف، في انتظار تسلم الكرة. لقد رأى ميسي أن هناك مساحة خالية يمكنه الانطلاق فيها، كما فعل من قبل في آلاف المرات. إننا نعرف تماما ما يحدث في معظم هذه الأوقات، حيث يندفع النجم الأرجنتيني بسرعة هائلة وتظل الكرة ملتصقة بقدميه بطريقة سحرية حتى يصبح على بُعد 15 ياردة من المرمى، ثم يضع الكرة في الشباك في نهاية المطاف. لكن هذه المرة، تمكن لاعب أتليتك بلباو، إيكر مونياين، من استخلاص الكرة وتمريرها لزملائه. وفي هذه اللحظة، أسقط ميسي ذراعيه بجانبه وعلامات الحزن الشديد تبدو عليه.
وبعد لحظات، تدخل أسير فياليبري بقوة على ميسي وضربه بكتفه في جانب رأسه وهو يمرر الكرة ويندفع نحو منطقة الجزاء. لقد أعاق فياليبري طريقه، لذا ضربه ميسي بذراعه على مؤخرة رأسه، في رد فعل يصدر من لاعب يشعر باليأس التام. وبعد ذلك، ذهب ميسي ليتأكد مما إذا كان فياليبري على ما يرام. لقد تقبل الحصول على البطاقة الحمراء دون أي اعتراض. وبينما كان يخرج من الملعب، خلع شارة القيادة لكي يعطيها إلى جوردي ألبا.
إن أول شيء يمكن قوله عن أول بطاقة حمراء يحصل عليها ميسي في 753 مباراة مع الفريق الأول لبرشلونة هو أنه ربما لم يكن ينبغي أن يحدث ذلك. ويجب التأكيد على أن هذه ليست المرة الأولى التي يفقد فيها ميسي أعصابه داخل أرض الملعب. وفي الحقيقة، لا ينبغي أن نشعر بالدهشة عندما نرى ذلك، لأن النجم الأرجنتيني يتعرض للركل والجذب والضغط والتدخل العنيف، منذ أن تعلم كيف يراوغ بالكرة. ويجب التأكيد على أن ميسي قد لعب جزاء كبيرا من مسيرته الكروية أمام أشخاص يبذلون كل ما في وسعهم لإثارة غضبه وإخراجه عن شعوره.
وفي معظم الأوقات، يكون غضب ميسي «مسلياً» للغاية، إن جاز التعبير، فرأينا من قبل العديد من المشاحنات مع سيرخيو راموس وبيبي في مباريات الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد، والمشادة مع جواو فيليكس في كأس السوبر الإسبانية العام الماضي، كما رأينا ميسي وهو ينتقد مدافعا من أحد أندية الدرجة الثالثة في مباراة ودية قبل الموسم قائلا له: «ألا تريد أن تتوقف عن ركلي، أيها الأحمق؟» ورغم ذلك، كان هناك شعور بالصدمة مما فعله ميسي خلال اللقاء الذي جمع الفريق الكاتالوني وأتلتيك بيلباو في نهائي كأس السوبر الإسبانية مساء الأحد الماضي.
لكن ميسي في تلك اللعبة لم يكن يحاول الفوز بالكرة، ولم يكن رد فعله على تدخل عنيف، ولم يكن يعترض على قرار للحكم يرى أنه غير منصف، ولم يكن يدافع عن أحد زملائه في الفريق. بمعنى آخر، إن ما حدث ليس له علاقة بكرة القدم على الإطلاق، لكنه بركان من الغضب والانتقام ربما تراكم على مدار سنوات طويلة.
وربما يكون أقرب شيء يمكن مقارنته بذلك هو ضربة الرأس الشهيرة للنجم الفرنسي زين الدين زيدان في المباراة النهائية لكأس العالم عام 2006، حيث تسببت الإهانة التي وجهها المدافع الإيطالي ماركو ماتيرازي لزيدان في إثارة حالة من الغضب الشديد لدى اللاعب الفرنسي نتيجة الظروف الصعبة والضغوط الهائلة وأهمية المباراة والفرصة المحققة التي أهدرها قبل بضع دقائق فقط أمام الحارس الإيطالي جيجي بوفون. وقبل كل شيء، هذا الإحساس بالضياع وبأنه لم يعد قادرا على التحكم في نتيجة المباراة.
ومنذ صغره، لم يواجه ميسي مشكلة لا يستطيع حلها بقدميه، فهو يدرك جيدا أنه عندما يتحكم في الكرة فإنه يتحكم في كل شيء آخر؛ المدافعين، وحارس المرمى، والمباراة بأكملها. لكن الآن، ورغم أنه لا يزال يتمتع بمهارة لا مثيل لها عندما يستحوذ على الكرة، فإن الأمور من حوله لم تعد كما كانت، فنادي برشلونة الذي يعشقه قد سقط وتراجع بشكل كبير، وأصدقاؤه المقربون تم الاستغناء عنهم أو بيعهم، في الوقت الذي رفض فيه النادي رحيله الصيف الماضي.
وبالتالي، عندما قطع مونيان الكرة، استطلع ميسي المشهد من حوله، فوجد ترينكاو بجانبه، ومارتن بريثويت أمامه، ولا يمكنه الفوز بالبطولات والألقاب التي يريدها، ولا يمكنه الاحتفاظ باللاعبين الذين يحبهم أو التعاقد مع اللاعبين الذين يريدهم، ولا يستطيع التحكم في مستقبله، ويعاني من آلام في أوتار الركبة، ويتعرض لتدخلات قوية وعنيفة طوال المباراة، وأتليتيكو مدريد يغرد منفردا في صدارة جدول ترتيب الدوري الإسباني الممتاز بفارق سبع نقاط، والآن تضيع بطولة أخرى كان يمني النفس بالحصول عليها. وفي تلك اللحظات، شعر بكتف لاعب أتيلتك بلباو يصطدم بقوة بجانب وجهه!
وقال المدير الفني لبرشلونة، رونالد كومان، بعد نهاية المباراة: «أستطيع أن أفهم ما فعله ميسي. من الطبيعي أن تتصرف بهذا الشكل عندما يواصلون ارتكاب الأخطاء ضدك». لكن إذا كان كومان يحاول الدفاع عن لاعبيه، فربما تأتي تصريحاته بتأثير عكسي، لأن قوة ميسي كانت دائما تقوم على حقيقة أنك لا تستطيع فهم ما يفعله، فهو شخص ولاعب استثنائي لا تنطبق عليه القواعد المعتادة للسبب والنتيجة! ويتم تصوير ميسي دائما على أنه ليس بشرا، أو أنه المنقذ أو الذي يمتلك قدرات تفوق قدرات الآخرين. كل هذا جيد وصحيح، لكننا نسينا أن ميسي في النهاية بشر لديه مشاعر وأحاسيس مثل الآخرين ويتأثر عندما يعاني وتخرج الأمور عن سيطرته.


مقالات ذات صلة

«السوبر الإسباني»: الريال والبرشا يشعلان الرياض بـ«كلاسيكو الأرض»

الرياضة من تدريبات الريال استعدادا للنهائي (رويترز)

«السوبر الإسباني»: الريال والبرشا يشعلان الرياض بـ«كلاسيكو الأرض»

تتجه أنظار الملايين من عشاق الكرة العالمية، مساء اليوم، صوب العاصمة السعودية، الرياض، وذلك لمتابعة القمة المرتقبة و«الكلاسيكو» التاريخي المتجدد (كلاسيكو الأرض)

سلطان الصبحي ( الرياض)
رياضة عالمية ميشيل مدرب جيرونا ولاعبيه يحتفلون بالانتصار على اوساسونا وانتزاع قمة الترتيب (ا ف ب)

جيرونا... «مفاجأة الموسم» يتحدى عمالقة إسبانيا على الصدارة

مع معاناة ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد للحفاظ على ثبات المستوى وإهدار نقاط ثمينة في الأسابيع القليلة الماضية، تقدم جيرونا للصدارة وتربع على قمة ترتيب

«الشرق الأوسط» ( مدريد)
رياضة عالمية المهاجم الدولي أليخاندرو (أ.ب)

غوميز نجم الأرجنتين يرفض الاتهامات بتعاطي المنشطات

نفى المهاجم الدولي الأرجنتيني أليخاندرو (بابو) غوميز، الأحد، تعاطيه المنشطات، وذلك رغم إيقافه لمدة عامين.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية مجلس مدينة مدريد طلب من السكان البقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة (لاليغا)

تأجيل مباراة أتلتيكو مدريد وإشبيلية بسبب الأمطار

أجلت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم مباراة أتلتيكو مدريد وضيفه إشبيلية الأحد في ختام منافسات المرحلة الرابعة، بسبب سوء الأحوال الجوية والأمطار الغزيرة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية بيلينغهام  (رويترز)

أنشيلوتي يثني على تألق بيلينغهام في الـ«ريمونتادا»

أشاد الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد بفوز فريقه على مضيفه ألميريا 3-1 في الجولة الثانية من الدوري الإسباني لكرة القدم. وتقدم ألميريا بهدف

«الشرق الأوسط» (مدريد)

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟