الموت يُغيّب الكاتبة المصرية كوثر هيكل

صاحبة حوار أفلام «إمبراطورية ميم» و«حبيبي دائماً» و«العذراء والشعر الأبيض»

الكاتبة المصرية كوثر هيكل (الشرق الأوسط)
الكاتبة المصرية كوثر هيكل (الشرق الأوسط)
TT

الموت يُغيّب الكاتبة المصرية كوثر هيكل

الكاتبة المصرية كوثر هيكل (الشرق الأوسط)
الكاتبة المصرية كوثر هيكل (الشرق الأوسط)

في هدوء يماثل شخصيتها، رحلت اليوم (الجمعة) بالقاهرة، الكاتبة المصرية، كوثر هيكل عن عمر يناهز 76 عاماً، وهي من الرعيل الأول الذي التحق للعمل بالتلفزيون المصري منذ بداية إرساله في ستينات القرن الماضي.
وعُرفت الراحلة بكتاباتها الرومانسية في أعمال سينمائية وتلفزيونية، شارك بالتمثيل في أغلبها زوجها الفنان الراحل أبو بكر عزت، وشكّلت مع المخرج حسين كمال ثنائياً فنياً، فكتبت الحوار لعدد من الأفلام التي حملت توقيعه كمخرج، ومن بينها أفلام «إمبراطورية ميم»، و«العذراء والشعر الأبيض»، و«حبيبي دائماً»، كما كتبت عدداً من المسلسلات التلفزيونية من بينها «عصفور في القفص»، و«على نار هادئة».
وبدأت هيكل مشوارها بالتلفزيون المصري مع بدء إرساله، وعملت في مجال إعداد البرامج، وسرعان ما اتجهت إلى الكتابة الدرامية بعدما قدمت أول أعمالها من خلال سهرة تليفزيونية بعنوان «لمن نحيا» لتجد نفسها أكثر شغفاً بالكتابة الدرامية، كما عملت مساعداً مع المخرج حسين كمال في سهرة بعنوان «زنين»، وحازت روايات وقصص الكاتب إحسان عبد القدوس اهتمامها، فقدمت عدة أعمال عن نصوص أدبية له، منها أفلام «إمبراطورية ميم» 1997 لفاتن حمامة وأحمد مظهر، و«دمي ودموعي وابتساماتي» 1972 لنجلاء فتحي ومصطفى فهمي، و«العذراء والشعر الأبيض» 1982 لنبيلة عبيد ومحمود عبد العزيز، كما كتبت حوار فيلم «على ورق سوليفان» 1974 لنادية لطفي ومحمود ياسين عن رواية ليوسف إدريس، وفيلم «حبيبي دائماً» الذي كتبت له الحوار وجسّد بطولته نور الشريف وبوسي وإخراج حسين كمال الذي أخرج لها أيضاً الفيلم التلفزيوني «حكاية كل زوج» لصلاح ذو الفقار، كما كتبت أفلاماً تلفزيونية منها «وتفضلوا بقبول الحب» لليلي علوي وأبو بكر عزت، و«وصية زوجتي» من تمثيل أبو بكر عزت وعفاف شعيب، و«العاشقان» 2001 الذي أخرجه ولعب بطولته نور الشريف أمام زوجته بوسي.
وفي مجال الدراما التلفزيونية تنوعت أعمالها بين كتابة السهرات التلفزيونية والمسلسلات، حيث قدمت بعض الحلقات الدرامية تحت عنوان «كاتب وقصة»، وكتبت عدة مسلسلات ناجحة منها «عصفور في القفص» 1981 لأبو بكر عزت وسناء جميل، و«اللحظات الأخيرة» لنجلاء فتحي، و«مكان في القلب» لإلهام شاهين ومصطفى فهمي، و«على نار هادئة» لإلهام شاهين وتوفيق عبد الحميد وإخراج عبد العزيز السكري.
وقد برعت الكاتبة الراحلة في تقديم علاقة الحب بين الرجل والمرأة بشكل رومانسي وكيف يطغى الواقع عليها، حسب الناقدة ماجدة موريس التي تؤكد أن قصص حب أبطالها غالباً ما يهزمها الزمن ويكتب نهاية سريعة لها، كما في فيلم «حبيبي دائماً». وأضافت موريس في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن أعمال كوثر هيكل تميزت بلغة الحوار القوية، فقد كانت تعمل على تحليل الشخصيات من خلال الحوار، مثلما فعلت في فيلم «إمبراطوية ميم» حيث جعلت لكل شخصية وجهة نظر تُبرز ملامحها وأسلوب تفكيرها، وكان حواراً سابقاً لعصره، حيث كانت مراقبة جيدة للواقع والناس، وأفادتها كثيراً بدايتها في البرامج الثقافية.
وجمعت قصة حب بين كوثر هيكل وزوجها الفنان الراحل أبو بكر عزت بعد أن جمعتهما الدراسة في قسم الاجتماع بكلية الآداب ثم العمل في التلفزيون، وأثّر رحيله في 27 فبراير (شباط) 2006 عليها بشكل كبير، حيث صادف رحيله عيد زواجهما الـ41، وقد أنجبا ابنتان: أمل، وسماح، وهي كاتبة أطفال وزوجة الكاتب د.خالد منتصر.
وعملت هيكل في البرامج الثقافية وتولت رئاسة القناة الأولى بالتلفزيون المصري قبل أن تحال للتقاعد، وحصلت على عدد من الجوائز من بينها جائزة أفضل حوار عن فيلم «حبيبي دائماً» من جمعية كتاب ونقاد السينما، وجائزة عن فيلم «العذراء والشعر الأبيض» من مهرجان القاهرة السينمائي، كما حصلت على جائزة الدولة التشجيعية عام 1982.



مؤتمر النقد السينمائي يطلق رحلة استكشافية بالرياض لفن «الصوت في السينما»

المؤتمر في نسخته الثانية تناول الصوت في السينما (الشرق الأوسط)
المؤتمر في نسخته الثانية تناول الصوت في السينما (الشرق الأوسط)
TT

مؤتمر النقد السينمائي يطلق رحلة استكشافية بالرياض لفن «الصوت في السينما»

المؤتمر في نسخته الثانية تناول الصوت في السينما (الشرق الأوسط)
المؤتمر في نسخته الثانية تناول الصوت في السينما (الشرق الأوسط)

انطلقت في الرياض جلسات مؤتمر النقد السينمائي الذي تنظمه هيئة الأفلام في نسخته الثانية، لينقل حضوره إلى الجانب الآخر من الشاشة الكبيرة، ومستكشفاً المسار الفكري والمهني الثري الذي تمر به الأفكار قبل تشكّلها أفلاماً.

وشهد افتتاح المؤتمر، الأربعاء، الاحتفاء بالرائد والمخرج السعودي عبد الله المحيسن، المولود عام 1947، أحد رواد صناعة السينما السعودية، وأول متخصص سعودي في السينما وضع اللبنات الأولى لمفهوم صناعة السينما في المملكة.

ورحب رئيس هيئة الأفلام عبد الله آل عياف، بضيوف المؤتمر، وقال: «مرحباً بكم في مدينة الرياض، المدينة الممزوجة بعبق الماضي وألق المستقبل، مدينة تستمد عظمتها من إرثها الخالد، وتبني مجدها بيدين إحداهما تنغرس عميقاً في جذور التراث والتاريخ، وأخرى تمتد عالياً لتعانق المستقبل».

وأكد آل عياف خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر، أن مدينة الرياض تعد المكان المثالي لملتقى فريد من نوعه مثل هذا، فهي من جهة قلب مستقبل صناعة السينما في المنطقة بسوقها الأكبر الذي يبشر باقتصاد قوي، ومن جهة أخرى حضن الثقافة ومستقبل الفكر، مشيراً إلى أن قطاع الأفلام في السعودية أضحى واعداً ومؤثراً على الصعيد الإقليمي والدولي.

عبد الله آل عياف رئيس هيئة الأفلام في افتتاح المؤتمر (الشرق الأوسط)

وأضاف: «انطلاقاً من (رؤية السعودية 2030) تولي هيئة الأفلام اهتماماً كبيراً بتأسيس وتطوير واستدامة قطاع أفلام قوي وحيوي، وانطلاقاً من أهمية تمكين النقد كأداة فكرية وفنية تنير الطريق للسينما وتفتح نوافذ جديدة لها، يأتي هذا المؤتمر بوصفه منصة تجمع بين النقاد والمبدعين، تتيح لهم فرصة لتبادل الأفكار والخبرات، وصولاً إلى تشكيل وعي سينمائي عربي أعمق ينقلها نحو آفاق عالمية دون التخلي عن الأصالة والهوية».

وأشار آل عياف إلى أن موضوع المؤتمر لهذا العام، «الصوت في السينما»، اختير لأن «الصوت هو نصف التجربة السينمائية الذي يحكي ما لا تستطيع أن تحكيه الصورة، سواء كان الصوت موسيقى تصل مباشرة إلى الروح، أو حواراً يظهر الحقيقة، أو صمتاً هو أقوى من كل صوت، فإن الصوت هو صنو الصورة في حمل الفيلم والسينما إلى تحقيق التأثير المطلوب».

من جهته، رحب مشاري الخياط، المشرف العام على مؤتمر النقد السينمائي الدولي، بضيوف المؤتمر الذي يجمع نخبة من صناع الأفلام والمثقفين والإعلاميين للاحتفاء بمسيرة النقد السينمائي، الذي بدأ بوصفه أداة للتعبير عن الذات واستكشاف التحديات المجتمعية، وقد تطور مع مرور الزمن ليصبح منارة تضيء دروب الفنانين وتلهم الأجيال الجديدة من المبدعين.

وقال الخياط: «اليوم ونحن نواصل رحلة السينما السعودية، نعتزّ بما تحقق من إنجازات، حيث نجحت السينما السعودية في الوصول إلى أفق العالمية، وأصبح النقد جزءاً لا يتجزأ من هذا التطور، يسهم في تعزيز جودة الأعمال السينمائية وإبراز روحها».

ندوة افتتاحية عن تجربة ومسيرة المخرج السعودي عبد الله المحيسن (الشرق الأوسط)

وأبدى الخياط سعادته وسروره باستضافة مؤتمر هذا العام، للرائد والمخرج السعودي عبد الله المحسين، أحد أهم رموز السينما السعودية والعربية، الذي أثرت أعماله الرائدة في مسيرة السينما، ولدى كثير من صناع الفيلم ومبدعيه.

وأضاف: «كان ولا يزال المحيسن أحد أبرز رواد السينما السعودية، وأحد أعمدتها في توثيق تاريخنا وعكس قصصنا، وجاءت أفلامه مثقلة بتطلعاته وأفكاره بصفته مثقفاً سعودياً وعربياً، تطرح قضايا عميقة تعكس تحولات المجتمع السعودي والعربي، واستحق نظيرها نيل جوائز محلية وإقليمية، بوصفه من أوائل السعوديين الذي شقوا طريق السينما السعودية نحو الساحة العربية والدولية، وأصبح مثالاً في الإبداع والإصرار لدى عدد من الأجيال».

وتستمر أعمال مؤتمر النقد السينمائي⁩ الدولي في نسخته الثانية بمدينة الرياض لأربعة أيام، حيث يلتقي الخبراء وصناع الأفلام والمبدعون في رحلة استكشافية لفن «الصوت في السينما» الذي اختير موضوعاً لمؤتمر هذا العام، ‏ويمثل حدثاً شاملاً لكل محبي السينما لاستكشاف خفاياها ولقاء صنّاعها وروّادها ونقادها في حدث متكامل يضم عشاق الشاشة الكبيرة بكل مجالاتها.