علاج جيني جديد يساعد الفئران المشلولة على السير مجدداً

أعطت دراسة رائدة الفئران المشلولة القدرة على المشي مرة أخرى، مما يمنح الأمل لنحو 5.4 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من الشلل، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل».
وقام باحثون من جامعة الرور في بوخوم بألمانيا بتحفيز أعصاب الحبل الشوكي التالفة للفئران على التجدد باستخدام بروتين مصمم خصيصاً لذلك.
وفقدت القوارض المشلولة الحركة في كلتا رجليها الخلفيتين، ولكن بعد تلقي العلاج بدأت تمشي في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع فقط.
واستحث الفريق الخلايا العصبية في القشرة الحسية الحركية لإنتاج بروتين «هايبر إنترلوكين – 6».
للقيام بذلك، قاموا بحقن فيروسات معدلة وراثياً «لتوصيل مخطط إنتاج البروتين إلى خلايا عصبية معينة».
ويستكشف الباحثون الآن ما إذا كان «هايبر إنترلوكين - 6» لا يزال له تأثيرات إيجابية على الفئران، حتى لو حدثت الإصابة قبل أسابيع عدة؛ مما سيسمح لهم بتحديد ما إذا كان العلاج جاهزاً للتجارب البشرية.
ويعمل البروتين، أو «هايبر إنترلوكين - 6» (إتش - آي - إل - 6)، عن طريق اتخاذ سمة رئيسية لإصابات الحبل الشوكي التي تؤدي إلى الإعاقة، وهي تلف الألياف المعروفة باسم المحاور العصبية.
وترسل المحاور العصبية إشارات ذهاباً وإياباً بين الدماغ والجلد والعضلات، وعندما تتوقف عن العمل، تتوقف الاتصالات أيضاً. وإذا لم تتعافَ هذه الألياف من الإصابة، يعاني المرضى من شلل أو فقدان للإحساس بمنطقة معينة.
والبروتين عبارة عن «سيتوكين»، وهو مهم في إرسال الإشارات بين الخلايا، ولكن كونه «مصمماً« يعني أنه غير موجود في الطبيعة، ولا يمكن إنتاجه إلا باستخدام الهندسة الوراثية.
وقال ديتمار فيشر، رئيس الفريق، لوكالة «رويترز« في مقابلة «الشيء المميز في دراستنا هو أن البروتين لا يستخدم فقط لتحفيز الخلايا العصبية حتى تنتجه بنفسها، ولكن يتم نقله أيضاً إلى أبعد من ذلك، عبر الدماغ«.
واستخدم فيشر وفريقه الفيروسات في العلاج الذي يحفز الخلايا العصبية في القشرة الحسية الحركية لصنع «هايبر إنترلوكين - 6» بمفردها.
ويشير ديتمار فيشر إلى أن «العلاج الجيني لعدد قليل فقط من الخلايا العصبية حفز تجديد الخلايا العصبية المختلفة في الدماغ والعديد من المسالك الحركية في النخاع الشوكي في وقت واحد».
وتابع «في النهاية، مكّن ذلك الحيوانات المشلولة سابقاً والتي تلقت هذا العلاج من البدء في المشي بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. لقد كانت هذه مفاجأة كبيرة لنا في البداية، حيث لم يتم إثبات إمكانية حدوثها من قبل بعد الإصابة بشلل نصفي كامل».
ويبحث الفريق الآن عن طرق لتحسين إدارة بروتين «هايبر إنترلوكين - 6»؛ بهدف تحقيق تحسينات وظيفية إضافية.
وقال فيشر «سيكون هذا الجانب مناسباً بشكل خاص للتطبيق على البشر... نحن الآن نفتح أرضية علمية جديدة. ستُظهر هذه التجارب الإضافية، من بين أشياء أخرى، ما إذا كان من الممكن نقل هذه الأساليب الجديدة إلى البشر في المستقبل».