بايدن لإبقاء كريستوفر راي مديراً لـ«إف بي آي»

أقال 3 مسؤولين كبار رفضوا الاستقالة طوعاً

كريستوفر راي
كريستوفر راي
TT

بايدن لإبقاء كريستوفر راي مديراً لـ«إف بي آي»

كريستوفر راي
كريستوفر راي

يعتزم الرئيس الأميركي جو بايدن الإبقاء على كريستوفر راي في منصب مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي)، وفق ما ذكرت محطة «سي إن بي سي» نقلاً عن مصدر بالبيت الأبيض. وقالت جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أول من أمس، رداً على سؤال عمّ إذا كان بايدن يثق في راي، إنها لم تتحدث بعدُ مع الرئيس الجديد عن الأمر.
إلى ذلك، أقال بايدن 3 من كبار المسؤولين في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، بعد رفضهم الاستقالة بطلب من الإدارة الجديدة طواعية، جرياً على عادة تبدل العهود الرئاسية. فيما وضع مدير وكالة الأمن القومي كبير محامي الوكالة في إجازة إدارية، بعد أيام من تلقيه أمراً من القائم بأعمال وزير الدفاع لتثبيته في تلك الوظيفة.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين قولهم إن مدير وكالة الأمن القومي، بول ناكاسوني، وضع مايك إليس المسؤول السابق في البيت الأبيض وأحد أشد الموالين للرئيس السابق، في إجازة بانتظار التحقيق الذي يجريه المفتش العام في البنتاغون، في ظروف اختياره مستشاراً عاماً لوكالة الأمن القومي. وكان ناكساوني قد تلقى أمراً من القائم بأعمال وزير الدفاع السابق كريستوفر ميلر، بتعيين إليس بحلول الساعة السادسة من مساء الثلاثاء. وجاء تعيين إليس في هذا المنصب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أسس سياسية، بعد ضغوط تعرض لها المستشار العام للبنتاغون بول ناي من البيت الأبيض لاختياره، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام.
غير أن تثبيت تنصيبه تأخر لأسباب لها علاقة جزئياً بالحاجة إلى استكمال ملفه الإداري والأمني. كما عبّر ناكاسوني عن مخاوف بشأن اختيار إليس، واتخذ خطوات لضمان توافق تعيينه مع سياسات اختيار الموظفين في وظائف مهمة في مجمع الاستخبارات. وبضغط من ميلر، أعلنت الوكالة يوم الأحد أنها تمضي قدماً في تثبيته، ليتولى الثلاثاء منصبه، أي قبل يوم واحد من تنصيب الرئيس بايدن. ولا يملك ناكاسوني سلطة فصل أو توظيف إليس، التي هي من مسؤولية المستشار العام للبنتاغون. وأثار طلب ميلر وإصراره على تولي إليس منصبه قبل يوم واحد من قدوم إدارة جديدة، دهشة كثير من النقاد، الذين رأوا في طلبه هذا محاولة لتسييس وظيفة على درجة عالية من الأهمية في أكبر وكالة استخبارات في البلاد. وعبّر بعضهم عن الخشية من أن تكون محاولة «اختراق» أو دمج موظف سياسي في وظيفة مدنية. ورغم أن محطة «سي بي إس» كانت أول من نشر نبأ وضع إليس في إجازة إدارية، فإن كلاً من السيناتور الديمقراطي مارك وارنر الذي بات يرأس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، والسيناتور الديمقراطي جاك ريد رئيس لجنة القوات المسلحة، كانا قد طلبا في نوفمبر من المفتش العام في البنتاغون، التحقيق باختيار إليس. وعبّروا عن مخاوفهم من «التأثير السياسي غير اللائق»، ومن اختياره على غيره من المرشحين المؤهلين أكثر منه.
وأثيرت مخاوف بشأنه لارتباطه بعلاقات مع النائب الجمهوري ديفيد نونيز؛ حيث عمل مستشاراً له عندما كان رئيساً للجنة الاستخبارات في مجلس النواب عام 2017 خلال سيطرة الجمهوريين على المجلس، وهو من الموالين لترمب. كما شارك إليس في الجدل الذي دار حول مراجعة بعض نصوص الكتاب الذي أصدره مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، وخصوصاً الفصل المتعلق بأوكرانيا.
إلى ذلك، أقال بايدن 3 مسؤولين كبار رفضوا طلب إدارته بالاستقالة، وهم مايكل باك رئيس الوكالة الأميركية للإعلام التي تشرف على «صوت أميركا» وعدد كبير من الوكالات الإعلامية، وكاثي كرانينغر مديرة مكتب حماية المستهلك، وبيتر روب مستشار المجلس الوطني لعلاقات العمل.
وكان ترمب قد عيّن باك قبل أشهر قليلة في منصبه ليشرف على الوكالات الإعلامية، بعد تصاعد خلافاته مع وسائل الإعلام واتهامه لإذاعة «صوت أميركا» مع وزير خارجيته مايك بومبيو بأنها معادية لإدارته.
من جهة أخرى، طالبت نقابات عمالية، بما فيها الاتحاد الدولي لموظفي الخدمة وعمال الاتصالات بإقالة المستشار العام روب من منصبه بعد أيام على ظهور نتائج انتخابات الرئاسة. وقالوا إن سجله يعكس انحيازه التام لأصحاب العمل في القضايا الرئيسية، والجهود المبذولة لكبح جماح المكاتب الإقليمية للوكالة، مشددين على البدء في إعادة توجيه الوكالة نحو حماية العمال. وأغضبت إقالة روب الجمهوريين، قائلين إنها تهدد الوضع المستقل للوكالة، وتتعارض مع خطاب بايدن الذي دعا للوحدة في خطاب تنصيبه. ورغم تلك الاعتراضات، فإنه من غير المتوقع أن تثير تلك الإقالات وتعيين بدائل لهم، أو تعيين كبار المسؤولين في إدارة بايدن، صعوبات لتمريرها في مجلس الشيوخ، بعد سيطرة الديمقراطيين على المجلس.
في المقابل، استقال عدد من المسؤولين طوعاً من مناصبهم، وذلك قبل فترة وجيزة من تسلم بايدن منصبه. ومن بينهم الجراح العام جيروم آدامز طبيب التخدير الذي شغل سابقاً منصب نائب أميرال في هيئة الخدمات الصحية العامة، وعيّنه ترمب عام 2017. وقال آدامز إنه استجاب لطلب إدارة بايدن التنحي قبل يوم الأربعاء، ليحلّ مكانه الجراح العام السابق فيفيك مورثي.



توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
TT

توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)

قال دبلوماسيون أميركيون وروس، يوم الاثنين، إن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعملون على إعداد بيان بشأن سوريا في الأيام المقبلة، وذلك بعد اجتماع مغلق بشأن سيطرة قوات المعارضة على العاصمة دمشق والإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين بعد اجتماع المجلس المؤلف من 15 عضوا "أعتقد أن المجلس كان متحدا إلى حد ما بشأن الحاجة إلى الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها، وضمان حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين". وأكد نائب السفير الأميركي روبرت وود أن أغلب الأعضاء تحدثوا عن هذه القضايا، وقال للصحفيين إن المجلس سيعمل على إصدار بيان. وتتولى الولايات المتحدة رئاسة المجلس في ديسمبر (كانون الأول). وقال وود "إنها لحظة لا تصدق بالنسبة للشعب السوري. والآن نركز حقا على محاولة معرفة إلى أين يتجه الوضع. هل يمكن أن تكون هناك سلطة حاكمة في سوريا تحترم حقوق وكرامة الشعب السوري؟"

وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك للصحفيين خارج المجلس إن بعثته وكل السفارات السورية في الخارج تلقت تعليمات بمواصلة القيام بعملها والحفاظ على مؤسسات الدولة خلال الفترة الانتقالية. وقال "نحن الآن ننتظر الحكومة الجديدة ولكن في الوقت نفسه نواصل العمل مع الحكومة الحالية والقيادة الحالية"، مضيفا أن وزير الخارجية السوري بسام صباغ - المعين من قبل الأسد - لا يزال في دمشق. وقال للصحفيين خارج المجلس "نحن مع الشعب السوري. وسنواصل الدفاع عن الشعب السوري والعمل من أجله. لذلك سنواصل عملنا حتى إشعار آخر". وأضاف "السوريون يتطلعون إلى إقامة دولة الحرية والمساواة وسيادة القانون والديمقراطية، وسوف نتكاتف في سبيل إعادة بناء بلدنا، وإعادة بناء ما دمر، وبناء المستقبل، مستقبل سوريا الأفضل".

وتحدث نيبينزيا وود عن مدى عدم توقع الأحداث التي وقعت هذا الأسبوع في سوريا. وقال نيبينزيا "لقد فوجئ الجميع، بما في ذلك أعضاء المجلس. لذلك يتعين علينا أن ننتظر ونرى ونراقب ... ونقيم كيف سيتطور الوضع". ووفرت روسيا الحماية الدبلوماسية لحليفها الأسد خلال الحرب، واستخدمت حق النقض أكثر من 12 مرة في مجلس الأمن، وفي العديد من المناسبات بدعم من الصين. واجتمع المجلس عدة مرات شهريا طوال الحرب لمناقشة الوضع السياسي والإنساني في سوريا والأسلحة الكيميائية.

وقال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فو كونغ بعد اجتماع المجلس "الوضع يحتاج إلى الاستقرار ويجب أن تكون هناك عملية سياسية شاملة، كما يجب ألا يكون هناك عودة للقوى الإرهابية". وبدأت هيئة تحرير الشام الهجوم الذي أطاح بالأسد. وكانت تُعرف سابقا باسم جبهة النصرة التي كانت الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا حتى قطعت صلتها به في عام 2016. وتخضع الجماعة لعقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال دبلوماسيون إنه لم تحدث أي نقاشات بشأن رفع هيئة تحرير الشام من قائمة العقوبات.