بعد منعهن طويلا... الروسيات يقدن القطارات

بعد منعهن طويلا... الروسيات يقدن القطارات
TT
20

بعد منعهن طويلا... الروسيات يقدن القطارات

بعد منعهن طويلا... الروسيات يقدن القطارات

لطالما شعرت صوفيا دوروفييفا بانجذاب نحو القطارات التي تقطع المساحات الشاسعة في بلدها روسيا، لكنها وغيرها من النساء كن ممنوعات حتى هذا العام من شغل مقعد السائق.
فقد قلصت روسيا في الأول من يناير (كانون الثاني) قائمة الوظائف التي تمنع النساء من توليها بسبب متطلباتها الجسدية أو طبيعتها الخطرة، وسمحت لهن بأن يصبحن سائقات لقطارات الأنفاق أو محصلات بالقطارات أو سائقات للشاحنات.
وبعدما تخرجت دوروفييفا في عام 2020 من كلية لتدريب العاملين في وسائل النقل العامة، انتظرت بشغف بداية العام الحالي لتصبح مساعدة لسائق القطار.
وقالت دوروفييفا (21 عاما) التي ظلت لسنوات ترسم قطارات ونساء يعملن محصلات لثمن التذاكر على غرار رسومات القصص اليابانية المصورة، "انتظرنا نحن جميع النساء اللاتي أردن نيل هذه الوظيفة مدة طويلة جدا".
وأضافت "في البداية لم نصدق الأمر، لكن بالطبع شعرنا بعدها بسعادة غامرة وأيضا بإحساس بالهدوء. بدلا من المحاربة من أجل الوظيفة بات بوسعنا توليها وحسب بعد اجتياز الامتحانات".
بدأت معركة الروسيات لتولي وظائف ترى الدولة أنها تتطلب الكثير من الجهد أو تنطوي على خطورة، قبل وقت طويل من مسعى دوروفييفا.
فقد تقدمت آنا كليفيتس في عام 2009، وهي طالبة في سان بطرسبرغ، للالتحاق بالعمل مساعدة لسائق قطار مترو بعد رؤية إعلان يطلب رجالا لهذه الوظيفة.
وعندما رُفض طلبها لأنها امرأة، لجأت إلى القضاء. ووصلت دعواها القضائية أخيرا إلى المحكمة الدستورية في عام 2012، لكن ظلت النساء ممنوعات من تشغيل قطارات مترو الأنفاق.
وقالت كليفيتس "كنت أدرك أنها ستكون عملية طويلة... لكن لم أتوقع طبعا أن تستغرق عشر سنوات". وأضافت "يجب أن يكون كل شيء متاحا (للنساء)، لأن المرأة قادرة على اتخاذ القرار بنفسها بشأن ما تختار وأين تذهب ومن تكون وماذا تفعل".



روبوت بحجم راحة اليد ينفذ مهام دقيقة في البيئات القاسية

الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
TT
20

روبوت بحجم راحة اليد ينفذ مهام دقيقة في البيئات القاسية

الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)

طوّر مهندسون من جامعة يوكوهاما الوطنية في اليابان روبوتاً بحجم راحة اليد، قادراً على العمل بدقة فائقة في جميع الاتجاهات، حتى في أكثر البيئات قسوةً وتطرفاً.

وأوضحت النتائج، التي نشرت الجمعة، بدورية «Advanced Intelligent Systems» أن الروبوت الجديد يمكنه العمل في البيئات المعزولة، والمختبرات عالية الأمان، وحتى البيئات الفضائية، حيث يصعب على البشر التدخل.

واستلهم الباحثون تصميم الروبوت (HB-3) من خنافس وحيد القرن، وهي حشرات معروفة بحركتها القوية والمتعددة الاتجاهات، ما جعلها نموذجاً مثالياً لتطوير روبوت صغير يتمتع بالاستقلالية والدقة الفائقة. ويبلغ وزن الروبوت، الملقّب بـ«الخنفساء الآلية»، 515 غراماً فقط، وحجمه لا يتجاوز 10 سنتيمترات مكعبة، وهذا يجعله أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة.

ويتميز الروبوت بقدرة فريدة على التحرك في جميع الاتجاهات بدقة عالية، معتمداً على مشغلات كهروضغطية (Piezoelectric Actuators)، وهي تقنية تحول الطاقة الكهربائية إلى حركة ميكانيكية دقيقة للغاية. وتعمل هذه المشغلات بطريقة تشبه العضلات الصناعية، حيث تتمدد أو تنكمش عند تطبيق مجال كهربائي، مما يمنح الروبوت قدرة غير مسبوقة على التحرك بدقة تصل إلى مستوى النانومتر.

ووفق الباحثين، يتم التحكم بحركات الروبوت عبر دائرة قيادة مدمجة تعمل بمعالج متقدم، ما يتيح له تنفيذ مهام معقدة دون الحاجة إلى كابلات خارجية. كما زُوّد بكاميرا داخلية وتقنيات تعلم آلي، وهذا يسمح له بالتعرف على الأجسام وضبط حركاته في الوقت الفعلي وفقاً للبيئة المحيطة به.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنه استخدام أدوات مختلفة، مثل ملقط دقيق لالتقاط وتجميع المكونات، وحاقن صغير لوضع قطرات دقيقة من المواد، كما يمكن تحويل أدواته إلى مجسات قياس، أو مكواة لحام، أو مفكات براغي، مما يمنحه مرونة واسعة للاستخدام في نطاقات مختلفة.

وأظهرت الاختبارات كفاءة عالية للروبوت في تنفيذ مهام متعددة داخل بيئات مغلقة، باستخدام أدوات دقيقة مثل ملقاط تجميع الشرائح الدقيقة أو محاقن لتطبيق كميات متناهية الصغر من السوائل، حيث حقق دقة فائقة مع معدل نجاح بلغ 87 في المائة.

بيئات صعبة

ووفق الباحثين، صُمم الروبوت للعمل في بيئات يصعب فيها التدخل البشري، حيث يمكن استخدامه في الجراحة الدقيقة ودراسة الخلايا، إضافة إلى تحليل المواد النانوية داخل البيئات المعقمة، ما يجعله أداة مهمة في مختبرات التكنولوجيا الحيوية والفيزياء المتقدمة.

وفي الصناعة الدقيقة، يساهم الروبوت في تصنيع المكونات الإلكترونية الصغيرة مثل رقائق أشباه الموصلات، مع القدرة على العمل في البيئات القاسية مثل الفراغ أو الغرف ذات الضغط العالي.

وخلص الباحثون إلى أن هذا الابتكار يمثل خطوة نحو روبوتات دقيقة مستقلة، مع إمكانات ثورية في المجالات الطبية والصناعية والبحثية. ورغم إنجازاته، يسعى الفريق إلى تحسين سرعة المعالجة وتطوير كاميرات إضافية لتعزيز دقة التوجيه مستقبلاً.