النحل يفرز العسل ويولد الأمل في جنوب السودان

بعد عقود من القتال تسببت في إغلاق طريق التجارة الرئيسي للشمال

إنتاج العسل من الغابات الااستوائية
إنتاج العسل من الغابات الااستوائية
TT

النحل يفرز العسل ويولد الأمل في جنوب السودان

إنتاج العسل من الغابات الااستوائية
إنتاج العسل من الغابات الااستوائية

يقول عاملون في صناعة المناحل إن «إنتاج العسل من الغابات الاستوائية في جنوب السودان سيساعد فقراء البلاد كما سيزيد الإنتاج من خلال عمليات تلقيح النحل».
ومن المتوقع أن يصل إنتاج الربيع خلال الأسابيع المقبلة إلى 60 طنا أي ضعف حجم دفعة تصدير أولية إلى كينيا العام الماضي.
وعانى إنتاج العسل في جنوب السودان لأن عقودا من القتال تسببت في إغلاق طريق التجارة الرئيسي السابق عبر الشمال.
وقال ماديسون إير رئيس مؤسسة التنمية الخيرية «هاني كير أفريقيا» لـ«رويترز» «إنتاج العسل ليس حلا لكل شيء. فنحن لا نحاول إنقاذ البلاد أو إنهاء الصراع بل نريد القيام بدورنا».
وتعمل المؤسسة في جنوب السودان منذ 2013 وترى فيه إمكانية لجمع العسل من نحل لديه مناعة ضد المشكلات التي استنزفت مستعمرات في الولايات المتحدة وفي أوروبا أيضا إلى حد ما.
وتعمل «هاني كير أفريقيا» في كينيا منذ 10 سنوات لكن موجات الجفاف التي عانت منها البلاد يمكن أن تمثل مشكلة بالنسبة لمنتجي العسل هناك لذلك سعت إلى توسيع نشاطها. ودرست المؤسسة الوضع في تنزانيا لكنها قررت أن جنوب السودان فيه إمكانية أكبر لم تستغل.
وطورت زامبيا أيضا إنتاجا يكفي للتصدير للخارج ولبيع عسل النحل البري الذي يعيش في الغابات المطيرة عن طريق الإنترنت.
وقال جابوب موجا وهو خبير في النحل بوزارة الزراعة في جنوب السودان لـ«رويترز» عبر الهاتف «توجد إمكانية كبيرة بالفعل. عندما أتلقى تقارير بصادرات عسل من دول مثل زامبيا وتبلغ 300 طن متري ثم أتأمل غاباتنا هنا أشعر بأن لدينا إمكانية أكبر بكثير. مع القليل مع الفهم يصبح مصدرا جيدا للدخل.. إنه نشاط مضمون».
واستثمرت «هاني كير أفريقيا» مليون دولار في جنوب السودان وحصل المزارعون المحليون على دخل تجاوز 75 ألف دولار مما عاد بالنفع على أكثر من 400 أسرة.
وعلى عكس الثروة النفطية السودانية التي أسهمت في تأجيج الصراع والفساد والمنافسة مما أدى إلى انفصال جنوب السودان عن الشمال فإن انتعاش إنتاج العسل يمكن أن يسهم في تعافي الأفقر حالا في واحدة من أقل دول العالم نموا.
وقالت ليليان ساديا جيمس التي تعمل في تربية النحل لدى «هاني كير» حين أكسب المال من العسل أدفع مصروفات المدرسة لأطفالي. أشتري أشياء أخرى كالسكر والبندورة والبصل. أحتفظ ببعض المال معي للطوارئ إذا مرض أطفالي.
ولا تزال العلاقات بين السودان وجنوب السودان الذي انفصل عام 2011 سيئة مما يجعل الآمال تتضاءل في استخدام الطريق القديم بين الجنوب والشمال من جديد.
ولذلك تصدر «هاني كير أفريقيا» إلى كينيا على أمل في أن تشحن المزيد منه في نهاية المطاف على نطاق أوسع.
وقالت باربرا جميل هارن من المبادرة الدولية للتلقيح التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة: «فتح الأسواق مع كينيا منطقي للغاية بالنسبة لجنوب السودان لكنها حذرت أيضا من خيبة أمل بعد توقعات سابقة بأنهار من العسل».



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.