مرشحو إدارة بايدن متمسكون بمنع إيران من حيازة سلاح نووي

أي اتفاق معها يجب أن يشمل أنشطتها الصاروخية وتدخلاتها في المنطقة

مرشحو إدارة بايدن متمسكون بمنع إيران من حيازة سلاح نووي
TT

مرشحو إدارة بايدن متمسكون بمنع إيران من حيازة سلاح نووي

مرشحو إدارة بايدن متمسكون بمنع إيران من حيازة سلاح نووي

سقطت تصريحات كل من مرشحي الرئيس الأميركي جو بايدن لمنصب وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع الجنرال المتقاعد لويد أوستن ومديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هاينز، كالمياه الباردة على أولئك الذين كانوا يعتقدون أن إدارته متعجلة للانضمام سريعاً إلى المفاوضات مع إيران، ورفع العقوبات التي فرضها عليها الرئيس دونالد ترمب إثر انسحابه من الاتفاق النووي معها عام 2018.
وعلى الرغم من عدم وضوح المسار الذي قد تسلكه إدارة بايدن لإحياء المفاوضات مع طهران حتى الآن، فإن البعض يرى أن إيران قد تكون مجبرة على التفكير مجدداً في سلوكها الاستفزازي، والتصعيد الذي مارسته أخيراً، سواء عبر تجاربها الصاروخية وتدريباتها البحرية، أو تصعيد هجمات ميليشياتها في اليمن والعراق والتدخل في شؤون دول المنطقة.
وفي ظل استحقاقات عديدة تواجهها، على رأسها انتخاباتها الرئاسية والعامة الربيع المقبل، وسعيها إلى تخفيف الضغوط الاقتصادية عنها، تطرح تساؤلات عن الخيارات التي تمتلكها، فيما لو قررت إدارة بايدن التريث في رفع العقوبات والإصرار على عقد اتفاق جديد معها، يشمل برنامج صواريخها الباليستية ويقيد تدخلاتها في المنطقة؟
- لا انضمام سريعاً للمفاوضات
بلينكن وهاينز قالا في جلستي تثبيتهما أمام لجنتي العلاقات الخارجية والاستخبارات في مجلس الشيوخ «إن الولايات المتحدة لا تواجه قراراً سريعاً بشأن ما إذا كانت ستنضم مجدداً إلى الاتفاق النووي». ورغم تأكيدهما الالتزام مبدئياً بتصريحات بايدن السابقة التي أشار فيها «إنه إذا استأنفت طهران الامتثال الصارم بالاتفاق الذي قيّد برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية، فستفعل ذلك واشنطن أيضاً». إلّا أنهما أضافا «نحن بعيدون جداً عن ذلك، وبأن الرئيس سيحتاج إلى رؤية ما فعلته إيران بالفعل لاستئناف الامتثال بالاتفاق».
وأوضح بلينكن «يعتقد الرئيس المنتخب أنه إذا عادت إيران إلى الامتثال، فسنقوم بذلك أيضاً... لكننا سنستخدمه منصةً مع حلفائنا وشركائنا الذين سيكونون مرة أخرى معنا في الجانب نفسه، للسعي إلى اتفاقية أطول وأقوى تشمل القضايا الأخرى كالصواريخ وأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار ودعمها وكلاءها الإقليميين، وهذا سيكون الهدف». وأضاف «نتيجة تخلي إيران عن التزاماتها بالاتفاق وخرقها بنوده المتعلقة بمخزوناتها من اليورانيوم المخصب، وتركيب أجهزة طرد مركزية بطرق يحظرها الاتفاق، تؤكد التقارير العامة أن الوقت الذي ستستغرقه إيران لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لسلاح نووي واحد، انخفض إلى ثلاثة أو أربعة أشهر بعدما كان أكثر من عام بموجب الاتفاق».
من جهته، حذّر أوستن في جلسة تثبيته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، من أن إيران شكلت تهديداً لحلفاء الولايات المتحدة والقوات الأميركية في المنطقة. وأضاف، أن إيران تواصل دورها كعنصر مزعزع للاستقرار، وتشكل تهديداً بالفعل لشركائنا في المنطقة والقوات المتمركزة فيها. وعن ملفها النووي، قال أوستن «إذا تمكنت إيران من الحصول على قدرات نووية، فإن مشكلاتنا معها ستزداد تعقيداً».
من ناحيتها، رأت هاينز أن قرار العودة إلى الاتفاق ليس وشيكاً، مضيفة أن بايدن أشار إلى أنه إذا عادت إيران إلى الامتثال، فإنه سيوجهنا بأن نفعل ذلك أيضاً. وأضافت «لكن بصراحة أعتقد أننا ما زلنا بعيدين عن ذلك، وأعتقد أنه ستكون هناك فرصة للتشاور مع الكونغرس، بشأن قضايا الصواريخ الباليستية والأنشطة الأخرى المزعزعة للاستقرار بشكل واضح والتي تنخرط فيها إيران، والرئيس أشار إلى هذا الأمر أيضاً، وأنا أتفق معه».
بيد أنه من المبكر الحسم في تقدير الظروف التي تحيط بالقرارات التي سيتخذها بايدن في هذا الملف، وعمّا إذا كانت ستؤدي في نهاية المطاف إلى عودة الولايات المتحدة إلى التفاوض مع إيران على صفقة جديدة.
- معارضة ديمقراطية وجمهورية
لكن بايدن يواجه أيضاً ضغوطاً من الديمقراطيين والجمهوريين المعارضين للاتفاق الإيراني، على رأسهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية السيناتور الديمقراطي بوب منانديز، الذي تسلم منصبه الأربعاء بعدما سيطر الديمقراطيون على المجلس، وكبير الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، فضلاً عن الكثير من الجمهوريين. وهم وقفوا ضد تمرير الاتفاق النووي الذي وقّعته إدارة باراك أوباما عام 2015 في مجلس الشيوخ، ولا يريدون رفع العقوبات عن إيران قبل إجبارها على الالتزام بوقف تجاربها الصاروخية، وسياساتها المزعزعة للاستقرار، التي تعارضها واشنطن وتثير مخاوف كل من إسرائيل والدول العربية.
وفي رده على سؤال من السيناتور منانديز عمّا إذا كان سينسق مع حلفاء واشنطن، قال بلينكن إنه «عندما يتعلق الأمر بسياسة إيران، فمن الأهمية بمكان أن الإدارة القادمة ستشارك في عملية الإقلاع وليس الهبوط مع حلفائنا وشركائنا في المنطقة، إسرائيل ودول الخليج«. وأضاف «الرئيس بايدن ملتزم بفكرة أن إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً... إيران مع سلاح نووي أو على عتبة امتلاك سلاح نووي، ستكون أكثر خطورة مما هي عليه بالفعل عندما يتعلق الأمر بجميع أنشطتها الخبيثة الأخرى التي تشارك فيها، سواء كانت دعم الإرهاب أو تمويل وكلائها، أو زعزعة استقرار المنطقة«.
غير أن بلينكن اعتبر أن الاتفاق النووي قد نجح برأيه في عرقلة مسارات إيران لإنتاج مواد للأسلحة النووية. وقال «لقد تضمن أكثر أنظمة التفتيش والمراقبة تدخلاً في تاريخ الحد من التسلح«.
- مع اتفاقيات إبراهيم وحل الدولتين
بلينكن تحدث أيضاً عن عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وقال إن حل الدولتين «مهما بدا بعيداً، لا يزال هو الأفضل، وربما الطريقة الوحيدة لضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، وبالطبع إعطاء الفلسطينيين الدولة التي يحق لهم الحصول عليها«. لكنه أضاف أن «بايدن لن يعود عن قرار إدارة ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإبقاء سفارتنا فيها«. وقال في إشارة إلى عمليات التطبيع التي جرت مؤخراً بين إسرائيل وعدد من الدول العربية «آمل أن يكون التقدم الذي تم إحرازه مع اتفاقيات إبراهيم، التي أشيد بها، أن تكون تطوراً إيجابياً للغاية، ونأمل أن نبني عليها إذا أتيحت لنا الفرصة«. وقال بلينكن «آمل أن يخلق ذلك أيضاً إحساساً أكبر بالثقة والأمن في إسرائيل وهي تنظر في علاقتها بالفلسطينيين؛ لأننا سواء أحببنا ذلك أم لا، وسواء أحبت إسرائيل ذلك أم لا، فهذه العلاقة لن تختفي».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».