سيدات البيت الأبيض يتألقن بتصاميم أميركية

حفل تنصيب الرئيس الجديد يشير إلى بداية عهد واعد

بايدن ارتدى بدلة من تصميم «رالف لورين» واختارت السيدة الأولى رداءً من «ماركاريان» (أ.ب)
بايدن ارتدى بدلة من تصميم «رالف لورين» واختارت السيدة الأولى رداءً من «ماركاريان» (أ.ب)
TT

سيدات البيت الأبيض يتألقن بتصاميم أميركية

بايدن ارتدى بدلة من تصميم «رالف لورين» واختارت السيدة الأولى رداءً من «ماركاريان» (أ.ب)
بايدن ارتدى بدلة من تصميم «رالف لورين» واختارت السيدة الأولى رداءً من «ماركاريان» (أ.ب)

لم يكن أي شيء في حفل تنصيب الرئيس الجديد جو بايدن عادياً يوم أمس، لكنه أيضاً لم يكن مفاجئاً. كل شيء فيه كان متوقعاً؛ من الاحترازات الأمنية المشددة، إلى غياب واحد من أهم الطقوس؛ ألا هو تسليم السلطة بطريقة سلسة. فالرئيس السابق، دونالد ترمب، أعلن منذ فترة قراره عدم حضور مراسم الحفل بسبب رفضه الاعتراف بهزيمته. وبما أن الأزياء باتت تُستعمل من قبل السياسيين وزوجاتهم أداة للتعبير عن آرائهم ومكنونات قلوبهم، فقد كان جلياً أن دونالد ترمب لم يكن المتمرد الوحيد على التقاليد. زوجته ميلانيا أيضاً انتقمت لنفسها من خلال أزيائها. فبينما جرت العادة بالاعتماد على مصممين أميركيين في مثل هذه المناسبة، وهو ما تعرفه جيداً بحكم أنها اختارت في حفل تنصيب زوجها في عام 2017 زياً من «دار رالف لورين»، فإنها عند خروجها من البيت الأبيض يوم أمس، تعمدت ارتداء زي من دار «شانيل» وحقيبة من دار «هيرميس» الفرنسيتين. كانت رسالة واضحة للمصممين الأميركيين الذين رفضوا التعامل معها طوال سنوات رئاسة زوجها خوفاً من أن تتأثر مبيعاتهم.
بيد أن رسالتها لم تكن مهمة، فهي أبعد من أن تصيبهم بمقتل. بالعكس؛ كان اهتمامهم منصباً على منصة التنصيب وكلهم أمل وتفاؤل ببداية عهد جديد، رغم الجائحة والانقسام اللذين تشهدهما الولايات المتحدة الأميركية حالياً. لم تخيب جيل بايدن زوجة الرئيس الجديد، وكامالا هاريس نائبته، آمالهم. فقد عوضتا عن تجاهل ميلانيا لهم، بدعمهم بقوة ووضوح؛ الأولى باختيارها معطفاً من التويد بحواشي أكمام من المخمل، وفستاناً مطرزاً بأحجار «سواروفسكي» واللؤلؤ، وكمامة باللون الأزرق نفسه من علامة «ماركاريان» لمؤسستها ألكسندرا أونيل، وهي مصممة من كولورادو. وحسب ما هو منشور في موقعها الإلكتروني، فإن علامتها الشابة، التي تأسست في عام 2017 فقط، تهتم بالاستدامة والبيئة بشكل كبير.
والثانية؛ أي كامالا، باختيارها إطلالة من مصممين من السود، هما: كريستوفر جون روجرز من لويزيانا، وسيرجيو هادسون من ساوث كارولاينا. مصممان سبق لهما التعامل مع ميشيل أوباما والمغنيتين ريهانا وبيونسي. ورغم أن إطلالة هاريس أمس تميزت بالهدوء والرصانة، فإن المعروف عن المصممين ميلهما لاستعمال الألوان الصارخة والخطوط الدرامية المثيرة.
أما بالنسبة لاختيار الرئيس الجديد جو بايدن بدلته من «دار رالف لورين» فكان متوقعاً لا يحمل أي جديد، حيث إن كثيراً من الرؤساء اعتمدوا تصاميمها قبله. يذكر أن ضرورة اختيار الرئيس وزوجته أزياءهما من مصمم أميركي تقليد يعود إلى جورج واشنطن الذي تقول كتب التاريخ إنه قضى فترة طويلة بحثاً عن خياط أميركي يقوم بالمهمة قبل حفل تنصيبه رافضاً الاستيراد من الخارج. احترم كل الرؤساء، الذين جاءوا من بعده، هذا التقليد، وكذلك زوجاتهم، إلى أن دخل دونالد ترمب البيت الأبيض فووجه بحملة ضده من قبل معظم المصممين بسبب أفكاره الشعبوية. وحتى المحايدون منهم تجنبوا التعامل مع أفراد عائلته خوفاً من ردود فعل زبائنهم حول العالم. وهكذا بدأت ميلانيا ترمب تقليداً جديداً. على العكس من ميشال أوباما مثلاً، التي احتفلت بالمصممين الأميركيين الشباب على وجه التحديد وساهمت في إنعاش تجارتهم والتعريف بهم على المستوى العالمي، فضلت هي مصممين عالميين من أوروبا مثل «شانيل» و«هيرميس» و«ديور». لهذا كان من البديهي أن تسود صناعة الموضة الأميركية موجة من الارتياح منذ فوز الرئيس الجديد جو بايدن وكامالا هاريس. فهذه الأخيرة، كما أصبح معروفاً، تصدرت غلاف مجلة «فوغ» حتى قبل تنصيبها. ورغم ما أثاره الغلاف من جدل وغضب لأنه يخرج عن أسلوب المجلة المتميز بالإبهار، فإنه أكد أن كامالا هي القوة الآتية، وأنها ستكون أكبر داعم ومروج لها من دون أن تبذل أي جهد من جهتها؛ فكل ما ستظهر به سيخضع للتشريح والتحليل وسيدعم المصممين الأميركيين عموماً؛ والمتحدرين من أعراق مختلفة خصوصاً.
لكن آمال صناعة الموضة لن تقتصر على هذا الجانب؛ فالقطاع يحتاج إلى أكثر من ذلك؛ لأنه تعرض لضرر كبير بسبب «كوفيد19»، وأيضاً بسبب سياسات ترمب مع الصين، التي تعدّ أكبر سوق للمنتجات المرفهة، حيث إن شركات صغيرة وكبيرة أفلست، ومحلات أيقونية أغلقت أبوابها للأبد، مما يجعل المستقبل مخيفاً. أما الآن؛ فإن كثيراً من الآمال معقودة على إدارة بايدن الذي وعد بالتغيير وبتقديم دعم لقطاعات حيوية شتى، لا شك في أن الموضة منها؛ فهي صناعة تقدر بـ2.5 تريليون دولار، ويعمل فيها أكثر من 1.8 مليون شخص في الولايات المتحدة الأميركية وحدها... قبل الجائحة.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.