اليمن يطلب دعماً أممياً لاسترداد آثاره ويحذّر من خطر «حوثنة» المجتمع

اليمن يطلب دعماً أممياً لاسترداد آثاره ويحذّر من خطر «حوثنة» المجتمع
TT

اليمن يطلب دعماً أممياً لاسترداد آثاره ويحذّر من خطر «حوثنة» المجتمع

اليمن يطلب دعماً أممياً لاسترداد آثاره ويحذّر من خطر «حوثنة» المجتمع

جددت الحكومة اليمنية، أمس، مطالبها بالحصول على مساعدة أممية لاسترداد الآثار المهربة والمنهوبة. كما حذرت من خطر عمليات «حوثنة» المجتمع على النسيج الوطني، بحسب ما جاء في تصريحات رسمية لوزير الإعلام والثقافة معمر الإرياني.
وبحث الإرياني عبر تقنية الاتصال المرئي من العاصمة المؤقتة عدن، مع مديرة المكتب الإقليمي لليونيسكو لدول الخليج واليمن آنا باوليني، سبل تعزيز وتطوير التعاون بين الوزارة والمنظمة في مجال الثقافة والإعلام.
وطالب المنظمة بمساعدة اليمن في استرداد القطع الأثرية المنهوبة والمهربة في أكثر من دولة، وإقامة دورات متخصصة في المجال القانوني لتأهيل فريق لملاحقة مهربي الآثار والاتجار غير المشروع بها ومقاضاته.
كما طلب الإرياني، بحسب وكالة «سبأ»، المنظمة الأممية بـ«إقامة دورات تدريبية لكادر الوزارة في مجالات إعداد ملفات تسجيل الآثار والمدن التاريخية في قائمة التراث العالمي، ودعم ورش عمل ودورات في كيفية الحفاظ على المدن التاريخية والمواقع الأثرية وبما يساهم في الحفاظ على المواقع الأثرية من الاندثار وحمايتها من عملية النهب، ودورات تدريبية للصحافيين والفنانين التشكيليين والموسيقيين ودعم إقامة أيام ثقافية وليال فنية تعرض فيها الأفلام الوثائقية والأغاني التراثية وتعمل على إحياء الفن اليمني الثري والمتنوع».
وأشار إلى «ما تقوم به ميليشيا الحوثي الإرهابية من تدمير ممنهج للمواقع الأثرية والعمل على طمس الهوية اليمنية من خلال إنشاء جيل متطرف ونشر طقوس دخيلة على المجتمع»، متهماً الجماعة الموالية لإيران بـ«التدمير الممنهج لعدد من القلاع التاريخية والأثرية والتي كان آخرها تدمير قلعة السخنة التاريخية» في محافظة الحديدة، مطالباً اليونيسكو بـ«موقف لإدانة هذا العبث».
وفيما أثنى على الدور الذي تقوم به منظمة اليونيسكو في مختلف المجالات، دعاها إلى فتح مكتب لها في العاصمة المؤقتة عدن. وقال إن «الحكومة مستعدة لتقديم الدعم والتسهيلات اللازمة لضمان عمل المكتب وممارسة مهامه وبما يخلق علاقة شراكة استراتيجية مع اليونيسكو».
ونسبت المصادر الرسمية اليمنية إلى مديرة المكتب الإقليمي لليونيسكو لدول الخليج واليمن أنها «عبرت عن تطلعها للعمل مع الحكومة اليمنية، مستعرضة تدخل اليونيسكو في جوانب التعليم والثقافة والعلوم وتنفيذها مشاريع قيمة في شبام حضرموت وصنعاء القديمة ومدينة زبيد والعاصمة المؤقتة عدن».
وفي الوقت الذي تواصل فيه الجماعة الحوثية العمل على تطييف المجتمع اليمني في مناطق سيطرتها من خلال التعبئة الفكرية، جدد الإرياني التحذير من تبعات ممارسات الجماعة المدعومة من إيران على النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي، وقيم التنوع والتعايش المذهبي بين اليمنيين.
وقال في تصريحات رسمية إن «مشاهد التلقين الطائفي الذي تمارسه ميليشيا الحوثي للأطفال في مناطق سيطرتها، تأتي ضمن مخططها لمسخ هوية اليمنيين ونشر الطقوس الخمينية الدخيلة، وتجريف العملية التعليمية وتحويل قاعات الدراسة إلى أوكار لتفخيخ عقول الأطفال ومعامل لإنتاج المتطرفين والإرهابيين».
وأشار إلى أن «تنشئة جيل كامل على الأفكار الإرهابية المتطرفة يحوله إلى قنبلة موقوتة تهدد الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة والعالم». وانتقد المعترضين على قرار تصنيف الجماعة الحوثية من قبل واشنطن على لائحة الإرهاب، متسائلاً عن «موقفهم مما تقوم به الميليشيا من تدمير ممنهج لحاضر ومستقبل اليمنيين، ودورهم في وقف هذه الممارسات التي تمثل انتهاكاً خطيراً لحقوق ملايين الأطفال وتسخيرهم كقرابين لتنفيذ الأجندة الإيرانية».


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).