عرب و عجم

عرب و عجم
TT

عرب و عجم

عرب و عجم

> نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، استقبل أول من أمس، سفير اليونان لدى المملكة العربية السعودية أليكسيس كونستانتوبولوس، بمكتبه بمقر الأمانة العامة بمدينة الرياض، وجرى خلال اللقاء مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك وأولويات التعاون بين مجلس التعاون وجمهورية اليونان في جميع المجالات. شارك في اللقاء الدكتور عبد العزيز حمد العويشق الأمين المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات.
> خالد العناني، وزير السياحة والآثار المصري، شارك أول من أمس، في اجتماع لجنة الأزمات بمنظمة السياحة العالمية بالعاصمة الإسبانية مدريد، ضمن فعاليات الدورة رقم 113 للمجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية، بمشاركة وزراء ومسؤولي السياحة بأكثر من 30 دولة وأعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة، وبحضور السفير عمر سليم سفير مصر في مدريد، ناقش الاجتماع العديد من الموضوعات الخاصة بالإجراءات الاحترازية والخطوات اللازمة للمضي قدماً في الخطط الملموسة لضمان استئناف السياحة، في ضوء مستجدات أزمة جائحة «كورونا».
> عزيز الديحاني، السفير الكويتي لدّى المملكة الأردنية، استقبله أول من أمس، فيصل الفايز، رئيس مجلس الأعيان الأردني، في مكتبه بدار مجلس الأعيان، حيث بحثا أوجه العلاقات الأخوية بين الأردن والكويت، وسبل تعزيزها والبناء عليها بمختلف المجالات، وعبر السفير خلال اللقاء عن اعتزاز بلاده بالعلاقات الراسخة مع الأردن، مؤكداً حرص دولة الكويت على تنميتها وترسيخها. وأشاد رئيس مجلس الأعيان بالمستوى الرفيع الذي وصلت إليه العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، التي وصفها بالعميقة والتاريخية وتقوم على الاحترام المتبادل.
> هلال مرهون بن سالم المعمري، سفير سلطنة عمان المعتمد والمقيم لدى الأردن، سلم أول من أمس، نسخة من أوراق اعتماده سفيراً لسلطنة عمان، لأمين عام وزارة الخارجية وشؤون المغتربين السفير يوسف البطاينة، وأعرب أمين عام وزارة الخارجية عن أطيب تمنياته للسفير بالتوفيق والنجاح في مهامه الجديدة.
> محمد قدح، سفير مصر لدى جمهورية جنوب السودان، افتتح أول من أمس، أعمال الدورة التدريبية التي تُعقد في عاصمة جنوب السودان جوبا، لمدة خمسة أيام في مجال الاستثمار، بالتعاون بين الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة ووزارة الخارجية المصرية ووزارة الاستثمار في جنوب السودان، وألقى السفير كلمة أعرب فيها عن دور الاستثمار في التنمية الاقتصادية، مشيراً إلى الفرص الاستثمارية المتاحة في جنوب السودان، وأهمية الاستفادة من هذه الفرص لتحقيق عوائد السلام والارتقاء بمستوى المعيشة.
> نذير ولد حامد، وزير الصحة الموريتاني، استقبل أول من أمس، وفد وزارة الصحة الجزائري الموجود في العاصمة الموريتانية نواكشوط، ونوه الوزير الموريتاني بمستوى العلاقات التي تجمع البلدين، وثمّن عمل الفرق الطبية الجزائرية منذ أكثر من 15 يوماً، والتي تم توزيعها على 4 مستشفيات، في إطار تعزيز وتوسيع التعاون بين البلدين.
> علاء الدين موسى، سفير جمهوريّة مصر العربيّة في بغداد، استقبله أول من أمس، فؤاد حسين وزير الخارجيّة العراقي، بمناسبة انتهاء مهام عمله سفيراً لمصر لدى العراق، وأعرب الوزير عن تقديره للجُهُود التي بذلها السفير طوال مدة عمله في سبيل الارتقاء بالعلاقات بين بغداد والقاهرة، وما أسهم به في تعزيز التعاون المُشترَك، وأشاد السفير بالدعم الذي قدّمته وزارة الخارجيّة العراقيّة، والتفاعل الإيجابي للارتقاء بالعلاقات الأخويّة، وتعزيزها بمُختلف المجالات الاقتصاديّة، والسياسيّة، والأمنيّة.
> أنور حبيب الله، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين، استقبله أول من أمس، الفريق طارق بن حسن الحسن، رئيس الأمن العام البحريني، وتم خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين الصديقين وبحث مجالات التعاون والتنسيق الأمني، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، حضر اللقاء مدير عام الإدارة العامة للدفاع المدني.
> جون راكولتا جونيور، سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى الإمارات، استقبله أول من أمس، يوسف سعيد العبري، وكيل دائرة القضاء في أبوظبي، في مكتبه بالمقر الرئيسي للدائرة، وجرى بحث فرص التعاون المتاحة بين دائرة القضاء والمؤسسات القانونية والقضائية الأميركية، وإمكانات تعزيزها بما يدعم جهود تطوير الخدمات المقدمة للمتعاملين، وأشاد السفير بالإنجازات المتلاحقة التي تحققها دائرة القضاء في أبوظبي، ودورها في توفير الخدمات القضائية والعدلية وفق أرقى المستويات، اعتماداً على أحدث التقنيات والوسائل التكنولوجية.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)