اشتداد «كورونا» يُربك أجندة المهرجانات السينمائية المرتقبة

تأجيل بعضها إلى شهور الصيف تفادياً للعدوى

اشتداد «كورونا» يُربك أجندة المهرجانات السينمائية المرتقبة
TT

اشتداد «كورونا» يُربك أجندة المهرجانات السينمائية المرتقبة

اشتداد «كورونا» يُربك أجندة المهرجانات السينمائية المرتقبة

بعد الضربات الموجعة التي وجهها وباء «كورونا» لصناعة السينما حول العالم، طوال عام 2020، الذي شهد توقف تصوير الأفلام، وإغلاق دور العرض، وتأجيل عدد من المهرجانات، يواصل الوباء ضرباته ويُحكم قبضته على النشاط السينمائي بشكل تام، فقد تسبب اشتداد الوباء أخيراً إلى إلغاء وتأجيل عدد من المهرجانات السينمائية في كثير من دول العالم خلال النصف الأول من عام 2021. وقد أعلن مهرجان برلين أخيراً تأجيل دورته الـ71 التي تقام فبراير (شباط) من كل عام، إلى مارس (آذار) المقبل، وأوضح كارلو شاتريان ومارييت ريسنبك مديرا المهرجان، أن الدورة المقبلة ستقام على مرحلتين؛ أولاهما مسابقة رسمية افتراضية وتوزيع الجوائز خلال شهر مارس، والثانية تقام في يونيو (حزيران)، وتقدم عروضاً مفتوحة للجمهور، كما أعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان «كان» عن تأجيل موعده في شهر مايو (أيار) من العام الحالي، إلى وقت لاحق في يونيو أو يوليو (تموز) من العام ذاته، كما أعلن منظمو «مهرجان فيزول» الدولي للسينما الآسيوية إلغاء دورته الـ27، التي كان من المقرر انطلاقها يوم 27 يناير (كانون الثاني) الحالي بفرنسا.
وفي مصر، جاء قرار رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولي في 28 ديسمبر (كانون الأول) 2020 بحظر إقامة المهرجانات والحفلات والفعاليات الكبرى، وأدى هذا القرار إلى تأجيل كافة المهرجانات حتى إشعار آخر، في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بـ«كورونا».
وبينما أعلنت «إدارة بانوراما الفيلم الأوروبي» التي تأجل تنظيم دورتها الـ13 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلى 13 يناير الحالي، تجديد التأجيل مرة أخرى، من دون تحديد الموعد البديل، وقالت المخرجة والمنتجة ماريان خوري، مؤسسة البانوراما، لـ«الشرق الأوسط»، «نقوم بمراقبة الوضع الحالي لتحديد الوقت والظروف المناسبة لإقامة البانوراما بشكل آمن».
فيما تقرر تأجيل الدورة الخامسة لمهرجان أسوان السينمائي لأفلام المرأة، التي كان مقرراً انطلاقها خلال الفترة (20 إلى 26 فبراير2021)، ومن المتوقع إقامتها في مايو، وحسبما أكد محمد عبد الخالق رئيس المهرجان لـ«الشرق الأوسط»، «تقدمنا بطلب تأجيل هذه الدورة حينما استشعرنا التأخير في وصول الأفلام، ثم جاء قرار إغلاق بعض الدول مثل بريطانيا واليابان كمؤشر سلبي سوف ينعكس على مزيد من التأخير والتعثر في وصول الأفلام المشاركة من كافة دول العالم، وهذا أمر يهدد المهرجان، فقد نقبل تعذر وصول بعض الضيوف، لكن الأفلام لا مجال فيها لذلك، ووافقت لجنة المهرجانات على التأجيل طبقاً لقرارات الدولة المصرية فيما يتعلق بوقف المهرجانات، لكننا نواصل عملنا في الإعداد للدورة لتكون مطلع الصيف».
وتعليقاً على ارتفاع دراجات الحرارة صيفاً في أسوان، يقول: «نأمل في إقامته أوائل الصيف، حيث تكون درجة الحرارة معتدلة في أسوان، وسيتيح لنا ذلك عرض الأفلام وإقامة الفعاليات خلال فترتي الصباح والمساء».
ورغم تحديد موعد تنظيم مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في شهر مارس المقبل، فإن تنظيم دورته الجديدة مرهون أيضاً بقرارات الدولة.
وكانت قد تأجلت الدورتان الماضيتان لمهرجاني شرم الشيخ للأفلام الآسيوية والإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، لتزامن إقامتهما مع تفشي الموجة الأولي من وباء «كورونا» مارس 2020. وأعلنت إدارة المهرجان عن استقبال أفلام دورته الـ22 عبر الموقع الرسمي للمهرجان الذي يقام خلال الفترة (1 إلى 7 أبريل/ نيسان 2021)، ومع المستجدات الحالية للموجة الثانية من «كورونا»، يقول الناقد عصام زكريا رئيس المهرجان، لـ«الشرق الأوسط»، «نأمل أن تستقر أوضاع (كورونا)، وتقام الدورة الجديدة في موعدها، ونقوم حالياً باستقبال الأفلام، وتجهيز كل ما يخص الدورة المقبلة من فعاليات وضيوف، ونتابع التطورات المتلاحقة لهذا الوباء، ولسنا وحدنا في هذا الموقف، بل العالم بأسره»، وعن إمكانية إقامة دورته «أون لاين»، قال زكريا: «لم أفكر في هذا الأمر، لأن بعض أصحاب الأفلام والجمهور يرفضون ذلك، كما أنها تحتاج ترتيباً لوجيستياً وإنفاقاً على الموقع، ومعظم تجارب إقامة المهرجانات عبر الإنترنت لم تحقق نجاحاً».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.