أسلوب إعلان «ذا لاين» يستحضر القائد العصري في الاتصال الإعلامي

أسلوب إعلان «ذا لاين» يستحضر القائد العصري في الاتصال الإعلامي
TT

أسلوب إعلان «ذا لاين» يستحضر القائد العصري في الاتصال الإعلامي

أسلوب إعلان «ذا لاين» يستحضر القائد العصري في الاتصال الإعلامي

للمؤتمرات بمختلف أشكالها أهمية كبيرة، إذ تتيح الفرصة لمعرفة الأحداث والمنتجات الجديدة وتفاصيلها وكيف ستكون، إضافة إلى تهيئة البيئة المحيطة، ولفت انتباه وجذب الاهتمام لجماهير واسعة لإمكانية تقديم رسائل إعلامية أو إعلانية من خلالها. وخلال السنوات الأخيرة، فرضت التطورات والتغيرات الاتصالية في العالم تحولات عدة في صناعة المؤتمرات، التي من خلالها تُطلق المنتجات الحديثة بأسلوب ابتكاري يسعى لجذب أنظار وفتح شهية شرائح واسعة من الجمهور.
الشركات الكبرى في العالم، سعت حقاً لتوظيف الابتكار والإبداع في طريقة تقديمها وعرضها لهذه المؤتمرات، مثل شركتي «أبل» و«تيسلا» وغيرها العديد، التي يقدم رؤساؤها التنفيذيون عبرها منجزات هذه الشركات بأساليب تشويقية ومثيرة، تجذب اهتمام الجماهير من حول العالم، إضافة إلى وسائل الإعلام، لتتصدر عناوينها. ثم إن هذه المؤتمرات التي يستغرق الإعداد لها الوقت الكثير، تتطلب إضفاء عناصر إثارة وتشويق لها، بكلمات منتقاة يسهل فهمها للجميع وأسلوب عرض متقن واحترافي وبإيجاز يجذب اهتمام المشاهدين، كي لا يملوا من متابعة تفاصيلها. وهذا بعكس المؤتمرات التقليدية التي يأخذ التقديم لها وقتاً طويلاً، وبأسلوب بياني ممل، لا يهتم له سواء المختصون وذوو الشأن، إضافة إلى أن أسلوب عرضه لا يتطلب مهارات عالية في الظهور الإعلامي.
في المملكة العربية السعودية، أطلق الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس إدارة شركة «نيوم»، قبل أسبوع، مشروع مدينة «ذا لاين» في نيوم (شمال غربي المملكة) الذي يعد نموذجاً لما يمكن أن تكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلاً، ومخططاً يكفل إيجاد التوازن للعيش مع الطبيعة.
لقد ظهر الأمير محمد بن سلمان في مقطع فيديو مدته 4 دقائق، تضمن عرضاً موجزاً لأبرز التطورات والتحولات في مختلف جوانب الحياة في السنوات المائة الماضية. وتناول الأمير، في كلمته بهذه المناسبة بصفته رئيس مجلس إدارة «نيوم»، الاهتمام الكبير ببناء المدن تاريخياً، ومستقبلها، والتحديات التي ستواجهها، وأكد الحاجة إلى مدن مستقبلية.
أسلوب التقديم لهذا المؤتمر، اتسم بطابع إبداعي وتشويقي. ولم يستغرق سوى وقت قصير نسبياً. وتضمن مقطع فيديو، وأسئلة يطرحها رئيس مجلس إدارة «نيوم»، حول حقائق تهدد حياة البشرية، واضعاً بعد ذلك مشروع «ذا لاين» كنموذج لمدن المستقبل التي ستعمل عليها شركة «نيوم».
هذا المؤتمر، وطريقة إعداده وتقديمه، «يمثلان بداية التحول في صناعة المؤتمرات في السعودية»، وفقاً للعديد من المختصين في هذا المجال، الذين يرون أن صناعة المؤتمرات تطورت في السنوات الأخيرة، فغدت جسر تواصل يربط أصحاب المصلحة مع مختلف الجماهير.
تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الخاص بمشروع «ذا لاين» جرى بثه عبر موقع شركة «نيوم»، بصفحة مخصصة لهذا المشروع، إضافة إلى بثه في وكالة الأنباء السعودية «واس»، ومختلف وسائل الإعلام عبر التلفزيون أو المنصات الرقمية.


مقالات ذات صلة

إحصاء 336 اعتداءً ضد الصحافيين في 3 سنوات من حكم «طالبان» في أفغانستان

آسيا خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)

إحصاء 336 اعتداءً ضد الصحافيين في 3 سنوات من حكم «طالبان» في أفغانستان

أفادت الأمم المتحدة، الثلاثاء، بأنها سجّلت 336 اعتداءً على صحافيين وعاملين في وسائل إعلام منذ عودة «طالبان» لحكم أفغانستان في أغسطس 2021.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا مبنى التلفزيون المصري في ماسبيرو (الهيئة الوطنية للإعلام)

تشكيلة جديدة للهيئات الإعلامية بمصر وسط ترقب لتغييرات

استقبلت الأوساط الإعلامية والصحافية المصرية، التشكيلة الجديدة للهيئات المنظمة لعملهم، آملين في أن تحمل معها تغييرات إيجابية.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
المشرق العربي المسؤول الإعلامي في «حزب الله» محمد عفيف خلال مؤتمر صحافي بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب) play-circle 00:40

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

باغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف تكون إسرائيل انتقلت من اغتيال القادة العسكريين في الحزب إلى المسؤولين والقياديين السياسيين والإعلاميين.

بولا أسطيح (بيروت)
يوميات الشرق «SRMG Labs» أكثر الوكالات تتويجاً في مهرجان «أثر» للإبداع بالرياض (SRMG)

«الأبحاث والإعلام» تتصدّر مهرجان «أثر» للإبداع بـ6 جوائز مرموقة

حصدت «SRMG Labs»، ذراع الابتكار في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، 6 جوائز مرموقة عن جميع الفئات التي رُشّحت لها في مهرجان «أثر» للإبداع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الانتخابات الرئاسية الأميركية عزّزت وضع «بلوسكاي» منافساً لـ«إكس»

العلامة التجارية لتطبيق «بلوسكاي» (أ.ف.ب.)
العلامة التجارية لتطبيق «بلوسكاي» (أ.ف.ب.)
TT

الانتخابات الرئاسية الأميركية عزّزت وضع «بلوسكاي» منافساً لـ«إكس»

العلامة التجارية لتطبيق «بلوسكاي» (أ.ف.ب.)
العلامة التجارية لتطبيق «بلوسكاي» (أ.ف.ب.)

يبدو أن انتخابات الرئاسة الأميركية، التي أُجريت يوم 5 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، عزّزت مكانة منصة «بلوسكاي» منافساً رئيساً لـ«إكس»، ما أثار تساؤلات بشأن مستقبل المنصتين، ولمَن ستكون الغلبة في سباق منصات التواصل الاجتماعي للتنافس على زيادة عدد المستخدمين. وفي حين عدّ خبراء حاورتهم «الشرق الأوسط» أن «بلوسكاي» قد تكون «بديلاً» لـ«إكس»، فإن هؤلاء توقّعوا أن هذا التغير قد يحتاج لسنوات.

من جهتها، أفادت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية بأن منصة «بلوسكاي» شهدت زيادة مليون مستخدم جديد خلال الأسبوع الذي أعقب الانتخابات الأميركية، وعلّقت قائلة «في الوقت الراهن يبحث بعض مستخدمي (إكس) عن منصة بديلة للتفاعل مع الآخرين ونشر أفكارهم». أما صحيفة «الغارديان» البريطانية، فأوردت في تقرير نشرته منتصف الشهر الحالي، أن كثيراً من المستخدمين «يسعون الآن للهروب من (إكس)، وسط تحذيرات من زيادة خطاب الكراهية والمعلومات المضلّلة على المنصة». وحقاً، وفق «بلوسكاي» ارتفع عدد مشتركيها «من 10 ملايين في منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى 16 مليون مستخدم حالياً».

رائف الغوري، المدرّب والباحث المتخصّص في الذكاء الاصطناعي التوليدي، أرجع ازدياد الإقبال على منصة «بلوسكاي» إلى «فقدان منصة (إكس) مكانتها تدريجياً». وأردف أن جاك دورسي نقل الخبرات والتجارب الناضجة لـ«تويتر» سابقاً و«إكس» عند تأسيس «بلوسكاي»، ما منح المنصة «عناصر قوة تظهر في مزايا اللامركزية، والخوارزميات التي يستطيع المستخدم أن يعدلها وفق ما يناسبه». وتابع: «انتخابات الرئاسة الأميركية كانت من أهم التواريخ بالنسبة لبلوسكاي في ظل ازدياد الإقبال عليها».ولذا لا يستبعد الغوري أن تصبح «بلوسكاي» بديلاً لـ«إكس»، لكنه يرى أن «هذا الأمر سيحتاج إلى وقت ربما يصل إلى سنوات عدة، لا سيما أن بلوسكاي حديثة العهد مقارنة بـ(إكس) التي أُسِّست في مارس (آذار) 2006، ثم إن هناك بعض المزايا التي تتمتع بها (إكس)، على رأسها، تمتعها بوجود عدد كبير من صنّاع القرار الاقتصادي والسياسي والفنانين والمشاهير حول العالم الذين لديهم رصيد واسع من المتابعين، وهذا عامل يزيد من صعوبة التخلي عنها».

ويشار إلى أن «بلوسكاي» تتمتع بسمات «إكس» نفسها، ويعود تاريخها إلى عام 2019 عندما أعلن جاك دورسي - وكان حينئذٍ لا يزال يشغل منصب المدير التنفيذي لـ«تويتر» («إكس» حالياً) - عن تمويل الشركة تطوير منصة تواصل اجتماعي مفتوحة ولا مركزية تحمل اسم «بلوسكاي». وفي فبراير (شباط) 2022 تحوّلت إلى شركة مستقلة، لتطلق نسختها التجريبية مع نهاية العام.

من جانبه، قال محمد الصاوي، الصحافي المصري المتخصص في شؤون الإعلام الرقمي، إن «منصة (بلوسكاي) في طريقها بالفعل للاستفادة من التغيّرات الجذرية التي تشهدها منصات كبيرة مثل (إكس)». وأوضح أن «النموذج اللامركزي الذي تعتمده (بلوسكاي) يمنحها ميزةً تنافسيةً ملحوظةً، لا سيما مع ازدياد الوعي حول الخصوصية والتحكم في البيانات، أضف إلى ذلك أن المستخدمين اليوم يبحثون عن منصات توفر لهم الأمان، لا سيما بعد التحوّلات الكبيرة التي شهدتها (إكس) تحت قيادة ماسك... ومن هذا المنطلق يبدو أن لدى (بلوسكاي) فرصة حقيقية للنمو، إذا استمرت في تعزيز مبادئها المتعلقة بالشفافية وحرية التعبير».

الصاوي أشار أيضاً إلى أن عمل ماسك مع ترمب قد يكون له تأثير مزدوج على منصة (إكس)، بشأن الرقابة على المحتوى، وقال: «إن العلاقة الحالية بينهما قد تدفع نحو تغييرات دراماتيكية في إدارة (إكس) وتوجهاتها المستقبلية، ما يزيد ويبرّر الحاجة إلى منصات بديلة أكثر استقلالية مثل (بلوسكاي)».