ناشطون يشكون من «ترهيب أمني ممنهج» في الجزائر

أدانوا توالي الأحكام بالسجن والملاحقات بتهمة «إهانة رئيس الجمهورية»

TT

ناشطون يشكون من «ترهيب أمني ممنهج» في الجزائر

احتج ناشطون بالحراك الشعبي في الجزائر، أسسوا حزباً جديداً، على سجن قيادي منهم ومتابعة آخرين، بتهمة «الإساءة إلى رئيس الجمهورية»، وذلك أثناء تفاعلهم مع الأحداث السياسية في حساباتهم بالمنصات الرقمية الاجتماعية. وبحسب مناضلين سياسيين معارضين للحكومة، يوجد في السجن أكثر من 90 شخصاً، متهمون بسبب مواقفهم السياسية.
وذكرت قيادة «التيار الوطني الجديد»، وهو حزب غير معتمد، في بيان أمس، أن العضو المؤسس للحزب بلال بعبع، المقيم بولاية جيجل (شرق)، تلقى استدعاء من طرف الدرك الوطني، بغرض التحقيق معه بشأن منشور له بـ«فيسبوك»، تم تكييفه قانوناً على أنه «إهانة لرئيس الجمهورية». وأكدت أن ملاحقته أمنياً «لا تعدو أن تكون محاولة لمضايقة خصم سياسي باستعمال القضاء، والترهيب الأمني الممنهج».
وأبرز البيان أن قيادياً آخر من «التيار الوطني»، يدعى رؤوف شرقي، متابع قضائياً بنفس التهمة، التي قادت عضواً بارزاً منه، هو مراد قريشي، إلى السجن قبل أسابيع، وهو ينتظر حالياً تحديد موعد محاكمته.
يشار إلى أن قانون العقوبات ينص على سجن مدته ما بين 3 أشهر إلى عام مع التنفيذ، في حال ثبّت القاضي هذه التهمة على أي شخص لكن التنظيمات الحقوقية ترى أن ما تعتبره النيابة «إهانة» للرئيس هو تعبير عن آراء ومواقف، قد تكون حادة في بعض الأحيان حول سياساته وتصريحاته وموقفه.
وجاء في البيان: «عندما يصبح ذكر السيد تبون، بصفته وزيراً سابقاً في حكومات عبد العزيز بوتفليقة، جريمة يعاقب عليها القانون، ندرك فعلاً حجم المأزق الذي تعيشه السلطة الحالية، التي أصبحت تعتمد أكثر فأكثر أساليب التضييق الأمني، وسياسة تكميم الأفواه، واستعمال القضاء لعقاب الخصوم السياسيين وكبح حرية التعبير والرأي والإعلام، مع مزيد من الإغلاق، ومواجهة المشاكل بالإنكار وتشديد القبضة الأمنية».
يشار إلى أن تبون كان وزيراً للسكن لمدة طويلة، كما قاد لوقت قصير وزراتي الإعلام والتجارة في فترتين متباعدتين. وتولى رئاسة الوزراء لمدة شهرين فقط، خلال صيف 2017. حيث أقاله شقيق الرئيس ومستشاره سابقاً، لخلاف بينه وبين رجال أعمال نافذين مقربين من بوتفليقة.
والمعروف داخل الأوساط السياسية في الجزائر أن تبون يبدي انزعاجاً من تذكيره بـ«ماضيه البوتفليقي»، ووصف رجال الرئيس السابق، الذين يوجد بعضهم في السجن حالياً، بأنهم «عصابة»، ويرى أنه تصدى لرجال أعمال «جشعين»، وأنه تم عزله من رئاسة الوزراء بسبب ذلك، أنه تم «تلفيق» تهم فساد ضد ابنه، مما تسبب في سجنه لمدة عام، لكنه استعاد حريته بعد مدة قصيرة من تولي والده رئاسة البلاد.
وأضاف البيان موضحاً: «مخطئ جداً من يعتقد أن التضييق والحصار السياسي والأمني على التيار الوطني الجديد، سيدفعه إلى تقديم تنازلات، أو ممارسة أي نوع من أنواع الزبونية لدى السلطة. كما أن التزامه مطلق وغير مشروط بالدفاع عن حرية التعبير، وتضامنه مع معتقلي الرأي هو قضية مبدأ، ولا يمكن أن يخضع لأي مساومة سياسية. وثبات مواقفه ورسوخها نابع من إيمان كل مناضليه ومنتسبيه، وإدراكهم التام بأن كابوس السلطة اليوم هو ظهور أي شكل من أشكال التنظيم السياسي، يمتلك مشروع نهضة حقيقياً، ويعطي بدائل واقعية لما يجب أن يكون عليه شكل الدولة الجزائرية».
ويتكون الفريق المؤسس لـ«التيار الوطني» من 14 عضواً، أبرزهم الطبيب سيف الإسلام بن عطية كمنسق عام لأنشطته، ويعتقد بأنه سيكون رئيس الحزب عندما تمنحه الحكومة رخصة العمل.
وأطلق نشطاء الحراك عدة مشاريع أحزاب، أبرزها «حركة عزم» (تيار محافظ) و«السيادة الشعبية»، و«التيار الأصيل». وقادة «عزم» هم الوحيدون الذين قدموا ملفاً للحكومة بغرض الترخيص بالنشاط، لكنهم لم يحصلوا على أي رد. علماً بأن قانون الأحزاب ينص على أن وزارة الداخلية مطالبة بمنح وصل تسلم لأي شخص، أو أشخاص يقدمون ملفاً يتعلق بإنشاء حزب.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.