البيئة في مجلات الشهر: طاقة خضراء ونُظُم نقل صديقة للبيئة

البيئة في مجلات الشهر: طاقة خضراء ونُظُم نقل صديقة للبيئة
TT

البيئة في مجلات الشهر: طاقة خضراء ونُظُم نقل صديقة للبيئة

البيئة في مجلات الشهر: طاقة خضراء ونُظُم نقل صديقة للبيئة

تضمنت الإصدارات الجديدة للمجلات العلمية في مطلع 2021 مراجعة لأهم أحداث السنة الماضية واستشرافاً لأهم القضايا في السنة الجديدة. وفي أكثر من مقال، تناولت المجلات التطورات التقنية لتوليد كهرباء منخفضة الانبعاثات، بما فيها خطة بريطانيا لبناء مفاعل اندماجي وتسخير أمواج البحر كمصدر للطاقة، وكذلك نُظُم النقل الصديقة للبيئة، كالدراجات الهوائية والطائرات الموفّرة للوقود.
- «ناشيونال جيوغرافيك»
صدرت «ناشيونال جيوغرافيك» (National Geographic) في عدد خاص يسترجع أحداث سنة 2020 بالصور. وتوزعت هذه الأحداث تحت عناوين كبرى، فسنة 2020 هي «سنة الاختبار» التي تحدّت قدرات كل شخص، وكثُرت فيها أسراب الجراد والأعاصير والحرائق. وهي «سنة العزلة» التي سارت فيها الجنائز من دون معزّين، وعانى خلالها مليارات البشر من الوحدة. وهي «سنة التمكين» التي مشى فيها المحتجّون ضد سياسات التمييز. وهي أيضاً «سنة الأمل» التي عرفت تطورات غير عادية في الأوقات العصيبة مع تسجيل العلماء اكتشافات جديدة وتحقيق حماة البيئة عدداً من النجاحات.
- «نيو ساينتِست»
استعرضت «نيو ساينتِست» (New Scientist) في أعدادها الأخيرة أهم الأحداث التي شهدتها سنة 2020، بما فيها الجائحة التي وضعت الكوكب في الحجر الصحي، والظواهر المناخية المتطرفة المرتبطة بتغيُّر المناخ، كحرائق الغابات المدمّرة ودرجات الحرارة المرتفعة التي طالت الدائرة القطبية الشمالية والرقم القياسي للعواصف الموسمية. وتناولت المجلة في مقال منفصل خطة بريطانيا لبناء مفاعل اندماجي في سنة 2030 يدعم جهودها في تحقيق هدفها بخفض انبعاثات غازات الدفيئة إلى الصفر بحلول سنة 2050. وبينما يسعى تحالف من مجموعة دول إلى تشغيل أول مفاعل اندماجي تجريبي في فرنسا سنة 2025 للحصول على طاقة مقدارها 500 ميغاواط باستخدام طاقة دخل هي 50 ميغاواط، تتوقع بريطانيا أن يولّد مفاعلها 100 ميغاواط فقط مع طاقة الدخل ذاتها.
- «ساينتفك أميركان»
حذّرت «ساينتفك أميركان» (Scientific American) من التغيُّرات التي تشهدها الجبال بفعل الاحترار العالمي الذي يؤدي إلى ذوبان الأنهار الجليدية وزيادة الرطوبة في الجو، مما يجعل أغلب الهطول الموسمي مطرياً. ويوفّر الجليد والثلج والمطر على 78 سلسلة جبلية حول العالم المياه العذبة التي تدعم النظم البيئية المحيطة ويستفيد منها نحو ملياري شخص. ويسهم تراجع خط الجليد إلى مستويات أعلى في الجبال نتيجة الذوبان، مع غلبة الأمطار على الثلوج، في زيادة تدفقات الأنهار. إلا أن هذه الزيادة طارئة، ومن المتوقع أن تبلغ ذروتها خلال العقود القليلة المقبلة ثم تبدأ بالتراجع.
- «يوريكا»
الاتفاق بين شركة «هايبردرايف» البريطانية و«ليماك» الهولندية كان موضع اهتمام مجلة «يوريكا» (Eureka) في عددها الجديد. وتعدّ الشركة الأولى رائدة في تصميم وتصنيع بطاريات الليثيوم لتشغيل المركبات على الطرق السريعة، وآليات مناولة المواد، وأنظمة تخزين الطاقة الثابتة والمحمولة. فيما تختص الأخرى بتحويل آلات الحفر في مواقع البناء لتعمل على الكهرباء بدلاً من الديزل. وترى المجلة أن هذه الشراكة ستكون خطوة مهمة لخفض غازات الدفيئة الناتجة عن قطاع البناء، وذلك بسبب زيادة الطلب على الآليات الهندسية العاملة على الكهرباء في الدول التي تعتمد تشريعات حازمة لتقليل الانبعاثات، مثل هولندا.
- «بوبيولار ساينس»
أجرت بوبيولار ساينس (Popular Science) تقييماً لأفضل المدن التي توفّر لسكانها الأمان والبنية التحتية لقيادة الدراجات الهوائية. وباستثناء هانغزو الصينية، التي احتلت المركز السابع، كانت المدن العشر الأفضل في العالم في شمال أوروبا، وتتصدرها أوترخت الهولندية ثم مونستر الألمانية وأنتويرب البلجيكية. وتدعم مدن كثيرة التنقل بواسطة الدراجات عبر تخصيص مسارات لها على الطرقات وتوفير محطات للتشارك، وهذا ما جعل أعداد راكبي الدرجات على الطرقات تتجاوز أعداد السائقين في أمستردام في سنة 1995، وفي كوبنهاغن اعتباراً من سنة 2016.
- «بي بي سي ساينس فوكَس»
تضمّن العدد الخاص من «بي بي سي ساينس فوكَس» (BBC Science Focus) بمناسبة حلول سنة 2021 عرضاً لعشرين اكتشافاً حصلت في السنة الماضية ومجموعة من القضايا التي ترى المجلة أنها ستكون موضع اهتمام في السنة الجديدة. ومن هذه القضايا هجر الأراضي المنتجة وإدخال الحيوانات البرية إليها بهدف إنشاء أنظمة بيئية ذاتية الاستدامة يمكن أن تجدد التنوع الحيوي. وتقترح ورقة بحثية أن استعادة 15% من النُّظُم البيئية الواعدة، بما فيها الغابات والأراضي العشبية والأراضي الرطبة، يمكنها حجز 30% من كامل ثاني أكسيد الكربون المنطلق منذ الثورة الصناعية، وتفادي 60% من حالات الانقراض المتوقعة.
- «هاو إت ووركس»
تناولت مجلة «هاو إت ووركس» (How It Works) تجربة شركة «أوتو» في إنتاج طائرة صديقة للبيئة. وتعدّ الطائرة التجريبية «سيليرا 500 إل» التي صنعتها الشركة، نموذجاً للطائرات الخاصة الموفِّرة للوقود. فبينما تحتاج الطائرات المشابهة لنحو 955 لتراً من الوقود لكل ساعة طيران، ينخفض استهلاك هذه الطائرة من الوقود إلى نحو 120 لتراً فقط. ويتيح التصميم الانسيابي لهيكل الطائرة الصديقة للبيئة الاستغناء عن الوقود والتحليق بسرعة 200 كيلومتر في الساعة عند الطيران على ارتفاع يزيد على 9144 متراً.
- «ساينس إيلوستريتد»
هل يمكننا إنقاذ العالم عبر تسخير أمواج البحر كمصدر للطاقة؟ سؤال حاولت «ساينس إيلوستريتد» (Science Illustrated) الإجابة عنه في عددها الأخير. ويسعى علماء في أكثر من دولة لزيادة كفاءة تحويل طاقة الأمواج إلى كهرباء باستخدام تقنيات مختلفة، بما فيها محطات الطاقة العميقة. وتشير تقديرات الوكالة الدولية للطاقة إلى أن الأمواج يمكن أن تضيف 500 غيغاواط إلى توليد الكهرباء بحلول سنة 2050، أي نحو 10% من حاجة العالم للكهرباء.


مقالات ذات صلة

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق تكريم الفائزين الثلاثة ضمن مبادرة «حلول شبابية» بالتزامن مع «كوب 16» (واس)

منصّتان وشركة... «حلول شبابية» سعودية مبتكرة لمختلف التحديات البيئية

لم تكن الحلول التي قُدِّمت في مؤتمر «كوب 16» للقضايا البيئية والمناخيّة الملحّة، وقضايا تدهور الأراضي والجفاف، قصراً على الحكومات والجهات الخاصة ذات الصلة.

غازي الحارثي (الرياض)
بيئة الاستفادة من التقنيات الحديثة في تشجير البيئات الجافة واستعادة الأراضي المتدهورة من أهداف المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 00:55

السعودية تستهدف تحويل 60 % من مناطقها إلى «غابات مُنتجة»

يواصل «المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير» استقبال الحضور اللافت من الزوّار خلال نسخته الثانية في العاصمة السعودية الرياض، بتنظيم من المركز الوطني لتنمية…

غازي الحارثي (الرياض)
الاقتصاد الوزير السعودي يتسلم رئاسة السعودية رسمياً لمؤتمر «كوب 16» في الرياض (الشرق الأوسط)

«كوب 16 الرياض» يجمع صناع السياسات لإعادة تأهيل الأراضي ومكافحة التصحر

اجتمع عدد كبير من صنُاع السياسات والمنظمات الدولية والدوائر غير الحكومية وكبرى الجهات المعنية، الاثنين، في الرياض، للبحث عن حلول عاجلة للأزمات البيئية.

آيات نور (الرياض) عبير حمدي (الرياض) زينب علي (الرياض)
الاقتصاد وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية د. أسامة فقيها مع عدد من المتحدثين (الشرق الأوسط) play-circle 01:04

فقيها لـ«الشرق الأوسط»: مساعٍ سعودية لزيادة التزامات الدول بمكافحة تدهور الأراضي

أكد وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية الدكتور أسامة فقيها لـ«الشرق الأوسط» أن المملكة تسعى ليكون مؤتمر «كوب 16» نقطة تحول تاريخية بمسيرة «الاتفاقية».

زينب علي (الرياض)

ثلاثة أرباع أراضي العالم باتت «جافة بشكل دائم» خلال العقود الثلاثة الماضية

شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)
شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)
TT

ثلاثة أرباع أراضي العالم باتت «جافة بشكل دائم» خلال العقود الثلاثة الماضية

شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)
شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)

بات ما يزيد قليلاً على 75 في المائة من أراضي العالم «أكثر جفافاً بشكل دائم» على مدى العقود الثلاثة الماضية، وفق تقرير تدعمه الأمم المتحدة صدر، الاثنين، تزامناً مع مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) في السعودية.

وصارت الأراضي الجافة الآن تغطي 40 في المائة من مساحة اليابسة على الأرض، باستثناء القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، حسبما خلصت دراسة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، محذرة من أن هذا التحول يمكن أن يؤثر فيما يصل إلى خمسة مليارات شخص بحلول عام 2100، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأظهر التقرير الذي يشير إلى «تهديد وجودي» تفرضه مسارات يتعذّر تغيير اتجاهها، أن الأراضي الجافة، المناطق التي تصعب زراعتها، زادت بمقدار 4.3 مليون كلم مربع بين عامي 1990 و2020، وهي مساحة تعادل ثلث مساحة الهند.

تحذيرات من «القحط»

وجاء التحذير خلال اجتماع مؤتمر «كوب 16» الذي بدأ الأسبوع الماضي في الرياض ويستمر 12 يوماً، بهدف حماية الأراضي واستعادتها والاستجابة إلى الجفاف في ظل تغير المناخ المستمر.

ويحذّر التقرير من أن القحط، وهو نقص مزمن في المياه، يمتد الآن على 40.6 في المائة من كتلة اليابسة على الأرض، باستثناء القارة القطبية الجنوبية، مقابل 37.5 في المائة قبل 30 عاماً.

أشخاص يسيرون عبر جزء من نهر الأمازون تظهر عليه علامات الجفاف في كولومبيا (أ.ب)

كما يحذّر من أن المناطق الأكثر تضرراً تشمل الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط وجنوب أفريقيا وجنوب أستراليا وبعض مناطق آسيا وأميركا اللاتينية.

وقال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إبراهيم ثياو: «على عكس الجفاف -فترات مؤقتة من انخفاض هطول الأمطار- يمثّل القحط تحولاً دائماً لا هوادة فيه».

وأضاف أن «المناطق المناخية الأكثر جفافاً التي تؤثر الآن في أراضٍ شاسعة في جميع أنحاء العالم لن تعود إلى ما كانت عليه، وهذا التغيير يعيد تعريف الحياة على الأرض».

«أسوأ سيناريو»

وأضاف التقرير أن التغييرات تُعزى إلى حد كبير إلى الاحتباس الحراري العالمي الناجم عن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تغيّر هطول الأمطار وتزيد من نسب التبخر.

وتشمل آثار نقص المياه المزمن تدهور التربة وانهيار النظام البيئي وانعدام الأمن الغذائي والهجرة القسرية، وفقاً للعلماء.

وحسب التقرير، يعيش بالفعل 2.3 مليار شخص في مناطق جافة تتوسع، مع توقعات تشير إلى أن «أسوأ سيناريو» يتمثّل في عيش 5 مليارات شخص في هذه الظروف مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

ولمواجهة هذا الاتجاه، حثّ العلماء الأعضاء على «دمج مقاييس القحط في أنظمة مراقبة الجفاف الحالية»، وتحسين إدارة التربة والمياه، و«بناء القدرة على الصمود في المجتمعات الأكثر ضعفاً».