هل يمكنك التقاط الفيروس في الهواء الطلق؟

رجل يمارس رياضة الركض على ضفاف نهر التايمز في لندن (أ.ف.ب)
رجل يمارس رياضة الركض على ضفاف نهر التايمز في لندن (أ.ف.ب)
TT

هل يمكنك التقاط الفيروس في الهواء الطلق؟

رجل يمارس رياضة الركض على ضفاف نهر التايمز في لندن (أ.ف.ب)
رجل يمارس رياضة الركض على ضفاف نهر التايمز في لندن (أ.ف.ب)

يزداد خطر الإصابة بفيروس «كورونا» في الأماكن المغلقة، لذا ممارسة الرياضة في الهواء الطلق تُعتبر الوسيلة الأكثر أماناً لرؤية بعض الأصدقاء.
لكن ما المخاطر عندما تذهب في نزهة مع صديق؟ وهل يمكن أن تصاب بفيروس «كورونا» من أحد المارة، أو الوقوف بجانب الناس الذين يحتمون في محطة للحافلات هرباً من المطر؟

ما الذي يجعل الهواء الطلق أكثر أماناً؟

حسب تقرير أعدته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، يقول الباحثون إن العدوى يمكن أن تحدث في الهواء الطلق، لكن فرص حدوث ذلك تقل بشكل كبير.
الهواء النقي ينثر ويخفف الفيروس، كما أنه يساعد على تبخير قطرات السائل التي يحملها.
علاوة على ذلك، تقتل الأشعة فوق البنفسجية الآتية من الشمس أي فيروس موجود في العراء.
ومع ذلك، هناك عدد قليل من الحالات التي يُعتقد أن العدوى التي حدثت لهما كانت في الخارج.
وجدت إحدى الدراسات أن وجود رجلين في الصين يتحدثان وجهاً لوجه لمدة 15 دقيقة على الأقل كان كافياً لنشر الفيروس.

ما مدى قربك من الآخرين؟

إذا أُصيب شخص ما - ربما دون أن يدرك ذلك، لأنه ليس لديه أعراض - فسيطلق الفيروس أثناء تنفسه، خاصة إذا كان يسعل. حيث سيتم حمل بعض ذلك في قطرات، وسيسقط معظمها بسرعة على الأرض، ولكن يمكن أن تصل إلى عينيك أو أنفك أو فمك إذا كنتَ على بُعد مترين (6 أقدام) منها.
لذا فإن النصيحة هي تجنب المواجهة وجهاً لوجه إذا كنت قريباً. سيطلق الشخص المصاب أيضاً جزيئات أصغر تسمى الهباء الجوي.
في الداخل، يمكن أن تتراكم في الهواء وتكون خطرة. في الخارج، يجب أن تتفرق بسرعة.
إلى متى أنت ورفيقك معاً؟
المشي بجانب شخص ما في الشارع أو الركض بجانبك يعني أنكما قريبان من بعضكما لبضع ثوانٍ على الأكثر.
ومن المستبعَد جداً أن تكون المواجهات العابرة طويلة بما يكفي لوصول الفيروس إليك.
تقول الأستاذة كاث نواكس، مستشارة حكومية تتحدث بصفتها الشخصية: «لا نريد أن يخاف الناس من المرور على بعضهم البعض في الشارع».
وتضيف أنه لكي تحدث العدوى فإن شخصاً ما يجب أن يسعل في وجهك مباشرة، وأن تستنشق في اللحظة الخطأ تماماً، حتى تحدث العدوى.
لكنها تحذر أيضاً من أن الأصدقاء يقضون وقتاً طويلاً معاً في الهواء الطلق ويفترضون أنهم آمنون تماماً. وتقول: «الحقيقة المحزنة هي أن مخاطرك الأكبر تأتي من الأشخاص الذين تعرفهم».
هل أنت حذر بشكل صحيح في العراء؟
وجد العلماء أن المخاطر منخفضة في الأماكن المفتوحة بالكامل. لكنهم قلقون بشأن المناطق غير المزدحمة أو المغلقة جزئياً أيضاً، مثل أكشاك السوق أو ملاجئ الحافلات.
يقول مستشارو الحكومة إنه في بيئات مثل الممرات الضيقة أو الطوابير المزدحمة، قد تكون هناك حاجة إلى تغطية الوجه.
هل يمكنك التقاطه من مقعد الحديقة (أو من الأسطح الأخرى)؟
إذا قام شخص مصاب بالسعال في يده ثم مسحها على سطح ما، فقد يعيش الفيروس هناك لساعات.
وجد باحثون في الولايات المتحدة فيروسات على مقابض صناديق القمامة والأزرار عند معابر المشاة. ويعتقدون أن هذا ربما أدى إلى حدوث عدوى في المنطقة، وإن كان بمستوى منخفض نسبياً مقارنة بالطرق الأخرى لنشر الفيروس.
لكن في الشتاء، قد يستمر الفيروس لفترة أطول في العراء. إنه يزدهر في درجات الحرارة المنخفضة. قد يكون أحد أسباب تفشي المرض في مصانع معالجة اللحوم الباردة.
يضاف إلى ذلك أنه الموسم الذي يسيل فيه البرد أنفك، ورد الفعل الشائع هو مسحه بيدك. وقد يزيد ذلك من فرص تلوث الأسطح.
ومع ذلك، يعتقد العديد من العلماء الآن أن كمية الفيروس التي يُحتمل أن تُترك على السطح بهذه الطريقة ستكون ضئيلة، وستنتشر في غضون ساعة أو ساعتين.
يقول البروفسور إيمانويل جولدمان من جامعة روتجرز: «إن فرصة انتقال العدوى عبر الأسطح غير الحية ضئيلة جداً».

أين توجد المخاطر الأكبر؟

تشير جميع الأدلة إلى أن الغالبية العظمى من عدوى «كوفيد» تحدث في الداخل. ينتقل الفيروس من خلال التفاعل البشري، خاصة عندما يكون الناس معاً لفترة طويلة من الزمن.
هذا يعني أن الفيروس يمكن أن ينتشر بعدة طرق مختلفة. ويمكن أن تهبط القطرات المصابة على الأشخاص القريبين أو عن طريق تلوث الأسطح التي يلمسها الآخرون.
وإذا كانت الغرف خانقة، يمكن أن تتراكم جزيئات الفيروسات الصغيرة في الهواء ويتم استنشاقها. إنه في المنازل حيث من المرجح أن يحدث كل هذا.


مقالات ذات صلة

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)

«لا أريد التحدث عن هذا الأمر»... كيف ترُد عندما يوصلك الشريك لطريق مسدود؟

يفسر كثير من الأشخاص جملة «لا أريد التحدث عن هذا الأمر» بأنها رفض أو لا مبالاة (رويترز)
يفسر كثير من الأشخاص جملة «لا أريد التحدث عن هذا الأمر» بأنها رفض أو لا مبالاة (رويترز)
TT

«لا أريد التحدث عن هذا الأمر»... كيف ترُد عندما يوصلك الشريك لطريق مسدود؟

يفسر كثير من الأشخاص جملة «لا أريد التحدث عن هذا الأمر» بأنها رفض أو لا مبالاة (رويترز)
يفسر كثير من الأشخاص جملة «لا أريد التحدث عن هذا الأمر» بأنها رفض أو لا مبالاة (رويترز)

وجد جيفري بيرنشتاين، المعالج النفسي للآباء، والذي راكم أكثر من 30 عاماً من الخبرة في تقديم المشورة والتدريب للأطفال والمراهقين والأزواج والأُسَر، أن أحد السيناريوهات الأكثر شيوعاً هو عندما ينهي أحد الشريكين المحادثة بقوله: «لا أريد التحدث عن هذا الأمر»، وما تثيره هذه العبارة من إحباط وارتباك لدى الشريك.

ووفق ما قال بيرنشتاين، في تقرير لموقع «سايكولوجي توداي»، يفسر كثير من الأشخاص هذه الكلمات بأنها رفض أو لا مبالاة، أو حتى بأنها محاولة لتجنب المساءلة. ومع ذلك، فإن الواقع عادة ما يكون أكثر تعقيداً.

وأشار إلى أن تعلم كيفية التعامل مع هذه اللحظات يمكن أن يغير كيفية التواصل؛ خصوصا بين الزوجين.

وأوضح أنه عندما يقول شخص ما: «لا أريد التحدث عن هذا»، فغالباً ما تكون هذه إشارة إلى أنه يشعر بالإرهاق أو الدفاع عن النفس، أو أنه –ببساطة- غير مستعد للانخراط. وبدلاً من النظر إليه كعائق على الطريق، فالأجدى اعتبار ذلك علامة إرشادية، وفرصة للتباطؤ وإعادة التقييم، والتعامل مع المحادثة بشكل مختلف.

المثال 1: الشريك المنهك

جاءت ماريا وجيسون إلى العلاج لأن حججهما حول الشؤون المالية كانت خارجة عن السيطرة. ماريا التي تهتم بالتفاصيل، غالباً ما كانت تبدأ مناقشات طويلة حول عادات الإنفاق الخاصة بعائلتها. كان جيسون الذي يتمتع بشخصية أكثر استرخاءً، يقول في النهاية: «لا أريد التحدث عن هذا»، فاعتبرت ماريا هذا بمثابة تسويف، واتهمت جيسون بعدم الاهتمام بمستقبلهم المالي.

شعر جيسون بالإرهاق من الأسئلة السريعة والضغط لتقديم حلول فورية. كان رده: «لا أريد التحدث عن هذا» أقل من تجاهل مخاوف ماريا، وأكثر من الحاجة إلى مساحة لمعالجة أفكاره.

في العلاج، عملنا على إنشاء نظام؛ حيث تحدد ماريا مخاوفها كتابياً، مما يمنح جيسون الوقت للمراجعة والتأمل قبل المناقشة. حوَّل هذا التعديل البسيط مناقشاتهم المالية إلى محادثات مثمرة.

نصيحة: إذا بدا شريكك مرهقاً، فاسأله: «هل من المفيد أن نوقف هذه المحادثة مؤقتاً، ونعيد النظر فيها لاحقاً؟». إن منحه الوقت لمعالجة الأمر يُظهر الاحترام لاحتياجاته، مع إبقاء الباب مفتوحاً للحوار.

المثال 2: الشريك الخائف

كانت لورا وبن متزوجين منذ 5 سنوات عندما بدأت لورا في التعبير عن رغبتها في تكوين أسرة. كان رد بن في كثير من الأحيان: «لا أريد التحدث عن هذا»، مما جعل لورا تشعر بالعزلة والأذى.

إلا أن تجنب بن كان نابعاً من الخوف من مسؤولية الأبوة، والخوف من خيبة أمل لورا. عندما شارك بن أخيراً هذه المشاعر الكامنة، تحول إحباط لورا إلى تعاطف.

لقد عملا على خلق مساحة آمنة؛ حيث يمكن لبن التعبير عن مخاوفه من دون الشعور بالحكم عليه. بدلاً من الخوض في الأمر بشكل مباشر، كانت لورا تبدأ: «أعلم أن هذا موضوع كبير. هل يمكننا التحدث عن مشاعرك حيال ذلك الآن؟» ساعد هذا النهج بن على الشعور بضغط أقل واستعداد أكبر للمشاركة.

نصيحة: اعترف بالعاطفة وراء التجنب. حاول أن تقول: «أشعر بأن هذا موضوع صعب بالنسبة لك. هل يمكنك مشاركة ما يحدث لك الآن؟». يمكن أن يمهد التحقق من صحة مشاعر الشخص الآخر الطريق لفهم أعمق.

المثال 3: الشريك الدفاعي

غالباً ما كان تايلر وميا يتصادمان حول أساليب التربية. عندما انتقدت ميا تايلر لتأديبه ابنهما المراهق، كان يغلق فمه بعد أن يقول: «لا أريد التحدث عن هذا».

في العلاج، اعترف تايلر بأنه شعر بالهجوم عندما تحدثت ميا عن قضايا الأبوة. كانت دفاعيته نابعة من خوف عميق من الفشل في الأبوة. لمعالجة هذا، تعلمت ميا صياغة مخاوفها بشكل مختلف، باستخدام عبارات مثل: «أنا أشعر بعدم اليقين بشأن كيفية تعاملنا مع هذا الموقف. هل يمكننا معرفة ذلك معاً؟». قلل هذا التحول من دفاعية تايلر، وجعله أكثر انفتاحاً على التعاون.

نصيحة: تجنَّبْ الاتهامات، وركِّز على التعاون. بدلاً من قول: «أنت لا تتعامل مع هذا الأمر بشكل صحيح»، حاول قول: «أود أن نتوصل إلى حل معاً». يقلل هذا النهج من الدفاعية ويعزز العمل الجماعي.

استراتيجيات للمضي قدماً

توقف، لا تضغط: إذا قال شريكك: «لا أريد التحدث عن هذا»، فقاوم الرغبة في الضغط بقوة أكبر. بدلاً من ذلك، اقترح إعادة النظر في الموضوع في وقت محدد عندما تهدأ المشاعر.

خلق بيئة آمنة: دع شريكك يعرف أن الشعور بالضعف أمر طبيعي. أظهر دعمك من خلال قول: «أنا هنا للاستماع عندما تكون مستعداً».

تحقق من نبرة صوتك وتوقيتك: تناول الموضوعات المهمة عندما يكون كلاكما هادئاً. يمكن للمحادثة غير المحددة التوقيت أن تصعِّد الصراع من دون داعٍ.

السعي إلى الفهم، وليس مجرد الاستجابة: بدلاً من صياغة دحضك، ركز على فهم وجهة نظر شريكك. اطرح أسئلة مفتوحة مثل: «ما الذي يجعل هذا الموضوع صعباً بالنسبة لك؟».

فكِّر في المساعدة المهنية: إذا أصبح «لا أريد التحدث عن هذا» نمطاً متكرراً، فقد يشير ذلك إلى مشكلات أكثر عمقاً. يمكن أن يوفر العلاج الزوجي أدوات ومساحة محايدة للتنقل في المحادثات الصعبة.