يسبب «كورونا»... أسبوع الموضة الرجالية افتراضي في إيطاليا

تُعرَض أحدث مجموعات الأزياء الرجالية ضمن أسبوع للموضة يقام على مدى أربعة أيام اعتباراً من اليوم (الجمعة)، في ميلانو وفق صيغة مختلطة تجمع العروض الحضورية والافتراضية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وهذا النموذج الجديد تبنّته صناعة الأزياء في مواجهة وباء «كورونا» المنتشر في إيطاليا وفي بقية أنحاء العالم. ومن خلاله، يقدّم عارضون وعارضات مجموعات الملابس على منصات لكن من دون جمهور، وتُبثّ العروض مباشرةً على المنصة المخصصة لهذا الغرض «كاميرا ديلا مودا إيطاليا» أو «غرفة الأزياء الإيطالية» أو المنصات الإلكترونية الخاصة بالعلامات التجارية الكبرى.
ستكون هذه الحال بالنسبة إلى «فندي» و«إترو» و«كواي» التي ستقدم عروضها خلال عطلة نهاية الأسبوع. واختارت الدور الـ36 الأخرى بث عروض مسجلة أو أفلام قصيرة، وفي بعض الأحيان، مشاريع فنية مبتكرة. ومن الدور المشاركة في هذا البرنامج، «إرمينجيلدو دزينيا» و«تودز» و«برادا» و«تشرشز».
وإذا كانت بعض الدور أعلنت غيابها مثل «غوتشي» و«أرماني» اللتين قررتا اتّباع طريقة عرض مجموعاتهما بوتيرة خاصة بهما، فإن بعض العلامات التجارية التي أُعلن عن مشاركتها في البداية، انسحبت أخيراً.
وأعلنت «دولتشي آند غابانا» التي اعتادت أن تقدم عروضاً مدهشة والتي كان من المقرر أن تقدم مجموعتها السبت، أن «الشروط الأساسية» لتحقيق عرضها «لم تُستوفَ». وفي الوقت الراهن، لم يتم التخطيط لأي عرض افتراضي لهذه المجموعة التي كانت جاهزة للعرض.
ولومبارديا وعاصمتها ميلانو، هي واحدة من خمس مناطق في شبه الجزيرة مصنّفة باللون البرتقالي من الحكومة الإيطالية، ما يعني أن المتاجر الأساسية فقط مفتوحة فيها بالإضافة إلى الحضانات والمدارس الابتدائية. ويسري حظر تجول من الساعة العاشرة ليلاً إلى الساعة الخامسة فجراً. ومن المرجح أيضاً أن تعود المنطقة بدءاً من 16 يناير (كانون الثاني) إلى اللون «الأحمر» مما يعني مزيداً من القيود.
وفي هذا السياق، كانت للأزمة التي سبّبها وباء «كوفيد - 19» تداعيات قاسية على قطاع الأزياء الرجالية. ووفقاً لتقرير حديث صادر عن «كونفيدوسترا مودا»، وهي جمعية مهنية تجمع الشركات المصنّعة في هذا القطاع، بلغ تراجع رقم أعمال قطاع الملابس الرجالية الإيطالية 18.6% عام 2020، مسجلاً انخفاضاً قدره مليارا يورو.
وقد أعاق الوباء الاتجاه الإيجابي للصادرات الذي تباطأ في عام 2020 بنسبة 16.7% إلى 5.9 مليار يورو. وقد يأتي الانتعاش من الأسواق الآسيوية التي تُظهر بوادر تحسّن في الربع الأول من العام الجاري، لكنّ خبراء القطاع يتوقعون حدوث انتعاش في عام 2023 وليس قبل ذلك.
إلا أن ثمة نقطة إيجابية واحدة في هذه الصورة القاتمة تتمثل في ميل الشركات إلى الانتقال الجغرافي. فقد شهدت الشركات العاملة في قطاع الأزياء تعطل سلاسل التوريد والإنتاج بشكل كبير خلال الإغلاق الأول، مع توقف الموردين الخارجيين عن التسليم إضافة إلى الصعوبات اللوجيستية. لذلك، أعاد بعض دور الأزياء هذه النشاطات إلى بلدانها لتجنب مواجهة وضع مماثل.
ويُتوقع أن يسهم هذا التوجه في توفير فرص عمل في إيطاليا، وقد سلط الضوء عليه في قمة الموضة العالمية الأخيرة التي أُقيمت في ميلانو في نوفمبر (تشرين الثاني) والتي شددت على الحاجة إلى دعم هذه الحركة من خلال تدريب الشباب والاستثمار في التكنولوجيا.