سجل تقرير قدمته أول من أمس، لجنة نيابية استطلاعية مؤقتة، شكلها مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى في البرلمان) عن مراكز تحاقن الدم في البلاد، نقصاً كبيراً في نسبة تبرع المواطنين بالدم، مما أدى إلى عدم تلبية حاجيات المستشفيات من الدم.
وتقدر نسبة المتبرعين بالدم في المغرب بـ9.3 في الألف سنة 2018، بعدما كان عدد التبرعات لا يتعدى 5.6 في الألف سنة 2012.
وعلى سبيل المقارنة، فإنّ نسبة التبرع في الدول المتقدمة تفوق 36 متبرعاً في الألف سنوياً.
وبخصوص المخزون من الدم، سجل التقرير، الذي قُدّم أمام لجنة القطاعات الاجتماعية في مجلس النواب، بحضور وزير الصحة خالد آيت طالب، أن جميع مراكز تحاقن الدم في المغرب لم يتراجع مخزونها عن يومين خلال 21 أسبوعاً من سنة 2017. إلا أنّ «احتياطات المراكز الجهوية لتحاقن الدم، تبقى دون المستوى المطلوب خاصة في المدن الكبرى، الأكثر استهلاكاً للدم».
في سياق ذلك، فإنّ طلبات المركز الاستشفائي لمدينة فاس، لا تلبي سوى بنسبة 43 في المائة، كما أنّ نسبة مهمة من العمليات الجراحية في «معهد مولاي عبد الله لمرض السرطان بالرباط»، كانت تؤجّل لعدة أسابيع بسبب انعدام توفر الدم، بحيث لا تلبي الطلبات سوى بنسبة تتراوح بين 36 في المائة سنة 2018، و33 في المائة خلال الثلاث أشهر الأولى من سنة 2019.
ويشير تقرير لمنظمة الصحة العالمية، لشهر يوليو (تموز) 2019. إلى أنّ إمدادات الدم على الصعيد العالمي تشمل تبرعات قدرها 108 ملايين متبرع، نصفها تقريباً من البلدان العالية الدّخل التي تأوي 18 في المائة من سكان العالم فقط.
وفي المغرب سجل التقرير ارتفاع التبرع بالدم بنسبة 3 في المائة، ما بين 2017 و2000. بيد أنّه يبقى ارتفاعاً محدوداً لأنّ الطّلب على مادة الدم ومشتقاته ارتفع بين 2012 و2016. بنسبة 22 في المائة «مما سيؤثر على الاكتفاء الذاتي وعلى مخزون هذه المادة الحيوية».
وتتكون منظومة تحاقن الدم في المغرب من 18 مركزاً، و8 بنوك للدم و21 مخزناً للدم، وهي منظومة تابعة لوزارة الصحة.
ولاحظ التقرير أنّ الإطار القانوني وهيكلة هذه المراكز لا تساعدها في تأدية المهام المنوطة بها وبلوغ الأهداف المرجوة منها وتحول دون مواكبتها للتّطور العلمي السريع الذي تعرفه منظومات تحاقن الدم عبر العالم. وأوصت اللجنة البرلمانية الاستطلاعية في تقريرها بأن تتولى «وكالة أو هيئة» لها الشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي تدبير منظومة تحاقن الدم على غرار مجموعة من الدول كتونس، والجزائر وفرنسا وغيرها. كما أوصت بإطلاق حملة وطنية للتبرع بالدم.
وتشير المعطيات التي وردت في التقرير إلى أنّ المتوسط السنوي لعمليات التبرع في كل يوم واحد من مراكز الدم تصل 3100 تبرع في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، مقارنة مع 13 ألف تبرع في البلدان مرتفعة الدّخل، ويصل متوسط التبرع في الدول المتقدمة 36.8 تبرع في كل ألف نسمة سنوياً، مقارنة مع 11.7 تبرع في البلدان متوسطة الدخل، و3.9 في الألف في الدّول منخفضة الدخل.
تقرير برلماني يرصد نقصاً كبيراً في مخزون الدم بالمغرب
تقرير برلماني يرصد نقصاً كبيراً في مخزون الدم بالمغرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة