بطارية لتشغيل الهاتف الذكي لمدة أسبوعين دون إعادة شحن

رينيه جيمس رئيسة «إنتل»: لا داعي لذلك لأنه يمكن لأي شركة تحويل طاولة في غرفة الاجتماعات إلى محطة للشحن

رينيه جيمس رئيسة أكبر شركة لصناعة الرقائق الإلكترونية الأميركية الشهيرة «إنتل»
رينيه جيمس رئيسة أكبر شركة لصناعة الرقائق الإلكترونية الأميركية الشهيرة «إنتل»
TT

بطارية لتشغيل الهاتف الذكي لمدة أسبوعين دون إعادة شحن

رينيه جيمس رئيسة أكبر شركة لصناعة الرقائق الإلكترونية الأميركية الشهيرة «إنتل»
رينيه جيمس رئيسة أكبر شركة لصناعة الرقائق الإلكترونية الأميركية الشهيرة «إنتل»

رغم أن شركات تطوير الهواتف الجوالة ظلت تضيف العام تلو الآخر المزيد من المزايا والتحسينات لهواتفها التي أصبحت أقل حجما وأسرع أداء، وتوفر خصائص جديدة، مثل التعرف على بصمات الأصابع، فهناك شكوى واحدة ما زالت تؤرق المستخدمين، وهي الرغبة في إطالة عمر البطارية.
المعروف أن العمر القصير للبطارية يعد شكوى مشتركة بين مستخدمي الهواتف الذكية منذ ظهور أول هاتف آي فون في 2007، ويشكو الكثيرون من أن البطاريات لا توفر الطاقة اللازمة لتشغيل الهاتف الذكي لمدة يوم واحد، وهو ما يجعلهم يشعرون بالحنين إلى أيام الهاتف الجوال البسيط، حيث كانت البطارية تستمر أحيانا لمدة أسبوع.
وقالت رينيه جيمس رئيسة أكبر شركة لصناعة الرقائق الإلكترونية الأميركية الشهيرة «إنتل»، حيث تحدثت عما يمكن أن يقوم به المستخدمون لإطالة عمر بطاريات هواتفهم الذكية.
وفي ردها على سؤال لوكالة الأنباء الألمانية حول «لماذا لا توجد بطاريات للهواتف الذكية الآن تكفي لتشغيل الهاتف لمدة أسبوع أو أكثر كما كان الحال بالنسبة للهواتف الجوالة القديمة مثل هواتف شركتي (نوكيا) و(سيمنس)؟».. قالت رينيه جيمس (49 عاما) رئيسة أكبر منتج للرقائق الإلكترونية في العالم وتعتبر واحدة من أقوى السيدات نفوذا وتأثيرا في صناعة تكنولوجيا المعلومات: «حسنا، أجهزة الأيام الحالية تقوم بالكثير من المهام، ووظائف الوسائط المتعددة في هذه الأجهزة، مثل تشغيل ملفات الفيديو والتسجيلات الصوتية، تستهلك قدرا كبيرا من الطاقة».
وحول سؤال عن «المسؤول عن توفير الطاقة؛ هل هو دوركم كشركة لإنتاج وحدات المعالجة المستخدمة في الأجهزة؟ أم أن ذلك دور منتجي البطاريات الذين يتعين عليهم تطوير بطاريات ذات عمر أطول؟»، قالت رينيه جيمس: «المشكلة أكثر تعقيدا من ذلك. لكي تطيل عمر البطارية بصورة كبيرة في الهاتف الذكي، هناك دوائر وإدارات كثيرة عليها أن تعمل؛ بعضها مع بعض. أول هذه الإدارات إدارة تصميم الأنظمة لكي تنتج جهازا لديه أعلى كفاءة في استهلاك الطاقة. وهناك بعد ذلك تطورات أخرى، مثل قدرات الأداء للبطارية. وبعد ذلك وحدات المعالجة الرئيسة المختلفة لوظائف الاتصالات والخدمات، بحيث يتم تنفيذ هذه الوظائف بأقل قدر من الطاقة. وهناك أيضا التطبيقات والبرامج التي يجب أن تكون أيضا ملاءمة لتوفير الطاقة».
وسألت الوكالة: «عند مقارنتكم بمنافستكم (إيه آر إم)، نرى أن شركة (إنتل) ليست لها ريادة في مجال الاقتصاد في استهلاك الطاقة. لماذا لم تنتج (إنتل) رقائق اقتصادية في استهلاك الطاقة منذ سنوات؟».. قالت جيمس: «هناك فارق بين شخص ما لا يستطيع أن يفعل وبين أشخاص لا يفعلون ذلك لأي سبب من الأسباب.
نحن دائما نسعى إلى إنتاج وحدات المعالجة الدقيقة عالية الكفاءة في استهلاك الطاقة. وفي وقت من الأوقات ابتكرت (إنتل) نظاما حديثا لإدارة الطاقة في الأجهزة الجوالة مع عائلة رقائق سنترينو. ولكن منذ 3 سنوات قررنا عدم التركيز على تطوير رقائق توفر استهلاك الطاقة. ولكن الأمر اليوم مختلف، نحن نقدم حاليا في الأسواق منتجات أقل استهلاكا للطاقة من الرقائق التي تنتجها (إيه آر إم)».
وسألت دي بي إيه: «لكن يبدو أنه ما زال علينا الانتظار حتى نحصل على هاتف ذكي له بطارية تستطيع العمل لمدة أسبوعين. أليس كذلك؟».
وردت جيمس: «نعم. لن نستطيع الوصول إلى هذا المعدل لاستهلاك الطاقة على المدى القصير. لكن هناك وسائل بسيطة لتوفير طاقة ما للأجهزة الجوالة. ولهذا قمنا بتحسين نظامنا لشحن الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة لا سلكيا.
على سبيل المثال، من المتصور الآن بالنسبة لأي شركة تحويل طاولة كاملة في غرفة الاجتماعات إلى محطة للشحن، وهو ما يعني إمكانية شحن بطاريات الهاتف أو الكومبيوتر اللوحي دون الحاجة إلى كابلات أو محول خارجي».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».