أكدت تركيا دعمها للعملية السياسية، التي تقودها الأمم المتحدة في ليبيا، في الوقت الذي أعلن فيه «الجيش الوطني» الليبي أن قواتها سيطرت تماما على قاعدة الوطية، واستمرار الجسر الجوي إلى مصراتة لدعم ميليشيات حكومة الوفاق الوطني في غرب البلاد، برئاسة فائز السراج.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن بلاده «عازمة على الاستمرار في إبقاء نافذة الفرص مفتوحة من أجل حل سياسي، قابل للتطبيق وشامل ودائم وسلمي في ليبيا»، مؤكدا دعمها للعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة.
وقيم جاويش أوغلو، في مقابلة صحافية أمس النتائج الأولية لمنتدى الحوار السياسي الليبي بـ«الإيجابية»، وأكد ترحيب بلاده بقرار الأطراف المعنية في ليبيا إجراء انتخابات تشريعية في 24 من ديسمبر (كانون الأول) القادم. لافتا إلى أن نجاح المنتدى «يعتمد على مستوى التوافق بين أعضائه ومواءمة مواقف جميع الشركاء».
كما نوه الوزير التركي بالجهود «الصادقة المبذولة من أجل تسلم الليبيين مقاليد الأمور لتحقيق الحل السياسي»، لكنه نبه في الوقت ذاته إلى ضرورة عدم تجاهل الصلة القوية بين التقدم السياسي والوضع العسكري الميداني، وضرورة حماية وقف إطلاق النار، لافتا في هذا السياق إلى أن بلاده رفضت منذ البداية مساعي فرض الحل العسكري للصراع القائم في ليبيا.
في سياق ذلك، شدد جاويش أوغلو على أنه «لا حل عسكريا للأزمة في ليبيا، ولولا ضمان تركيا للتوازن لكانت ليبيا قد انجرت إلى الفوضى من خلال عرقلة العملية السياسية لفترة طويلة».
وجاءت تصريحات جاويش أوغلو عقب إعلان الجيش الوطني الليبي، أول من أمس، سيطرة القوات التركية على قاعدة الوطية بالكامل، حيث صرح المتحدث باسم الجيش، اللواء أحمد المسماري، بأن تركيا «تواصل عملية الحشد، ولديها جسر جوي مع الوطية ومصراتة»، لافتا إلى أن فرقاطة تركية رست في ميناء الخمس ليوم واحد.
ويشهد ميناء الخمس في شرق طرابلس عمليات تدريب للقوات البحرية، التابعة للوفاق تحت إشراف عسكريين أتراك.
في غضون ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عودة عدد من المرتزقة السوريين، الذين أرسلتهم أنقرة إلى ليبيا للقتال إلى جانب الوفاق لأسباب صحية، في ظل توقف عودتهم لحوالي ثلاثة أشهر.
ونقل المرصد عن مصادره أن الدفعة الجديدة بلغت 40 مقاتلا، وأن عودتهم لم تكن طبيعية في ظل توقف عمليات العودة، حيث عمدوا إلى دفع رشوة لأطباء في ليبيا، مقابل كتابة تقارير تفيد بأن وضعهم الصحي سيئ ويستوجب عودتهم، وبلغت قيمة الرشوة التي دفعت نحو 500 دولار عن المقاتل الواحد، ثم قاموا بعد ذلك بتقديم هذه التقارير الطبية لقاداتهم ليوافقوا على عودتهم، وهو ما حدث بالفعل، إذ جرى نقلهم إلى تركيا في بداية الأمر، ومن ثم إلى سوريا.
وكشفت المصادر أن المرتزقة العائدين لم يحصلوا إلا على ربع مستحقاتهم الشهرية المتفق عليها، حيث تقاضوا فقط 500 دولار في الشهر، بدلا من 2000 دولار. كما أنهم لم يتقاضوا رواتب منذ أكثر من 5 أشهر.
وسبق أن كشف المرصد عن استياء شديد في أوساط المرتزقة من الفصائل الموالية لأنقرة، بسبب استمرار قادة الفصائل في الاحتيال عليهم، عبر المتاجرة برواتبهم الشهرية، واقتطاع قسم كبير منها. فضلاً عن التأخير بتسليمهم إياها، ولا يستثنى من ذلك إلا المقاتلين التركمان الذين يعاملون معاملة جيدة نسبيا.
أنقرة تؤكد دعمها العملية السياسية في ليبيا
فيما تواصل نقل الأسلحة إلى قوات «الوفاق»
أنقرة تؤكد دعمها العملية السياسية في ليبيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة