الأول في العالم... اختبار للدم يكشف إصابات الدماغ الرضية

للمرة الأولى في العالم، سيسمح الجهاز المحمول المعتمد حديثًا للأطباء باكتشاف إصابات الدماغ الرضية في أقل من 15 دقيقة، مما قد ينقذ الأرواح عن طريق تقليل الوقت الذي يستغرقه تشخيص المشكلة بشكل صحيح، وفقاً لشبكة «إيه بي سي نيوز».
والجهاز من صنع «أبوت»، وهي شركة أجهزة طبية مقرها الولايات المتحدة. وقالت الدكتورة بيث ماكويستون، المديرة الطبية لأعمال التشخيص في شركة «أبوت»: «هذا إنجاز ضخم لم يتحقق من قبل - فحص دم للدماغ». وتابعت: «حتى الآن، يحتاج مقدمو الرعاية الصحية إلى الاعتماد على القياسات الذاتية لمرض الإصابات الدماغية الرضية، ولكن صار لدينا أخيرا أداة أكثر موضوعية للمساعدة في تقييم المرضى».
واتفق الخبراء المستقلون الذين قابلتهم «إيه بي سي نيوز» على أن «هذا الاختبار للدماغ قد يرسم حقبة جديدة في الرعاية الطبية لمرضى إصابات الدماغ الرضية».
وقال الدكتور فريدريك كورلي، الأستاذ المشارك لطب الطوارئ في كلية الطب بجامعة ميشيغان: «تعتبر هذه المرة الأولى التي نتمكن فيها من تقييم صحة الدماغ باستخدام اختبار الدم».
وإصابات الدماغ الرضية هي اختلال في وظائف المخ الطبيعية بسبب ضربة أو صدمة في الرأس. والارتجاج هو أخف أشكال إصابات الدماغ الرضية، ولكن قد يعاني المرضى من مجموعة من الأعراض الجسدية والمعرفية والعاطفية وأعراض النوم. وتشمل بعض العلامات الأكثر شيوعاً الارتباك، والصداع، والرؤية الضبابية أو المزدوجة، والدوخة، والتعب، وفقدان الذاكرة، وصعوبة التركيز والأرق.
وتعد إصابات الدماغ الرضية سببا رئيسيا للوفاة والعجز في الولايات المتحدة. كان هناك 2.87 مليون زيارة لقسم الطوارئ، ودخول مستشفيات ووفيات متعلقة بإصابات الدماغ الرضية عام 2014، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
والرياضيون وكبار السن هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض. ولسوء الحظ، يعاني العديد من المرضى الذين لديهم إصابات خفيفة من مشاكل في الحصول على تشخيص دقيق وفي الوقت المناسب، حتى وهم يحاربون الأعراض المستمرة. ويؤدي ذلك في النهاية إلى تأخير العلاج. غالبًا ما يستخدم الأطباء سلسلة من الاستبيانات والفحوصات البدنية والأشعة المقطعية لالتقاط صور للدماغ من أجل تقييم إصابات الدماغ الرضية. ومع ذلك، يتفق الخبراء على أن هذه الأساليب ليست مثالية ولا توجد طريقة موضوعية لتقييم إصابات الدماغ الرضية بشكل موثوق.
وقال الدكتور فارنغ يانغ فو، طبيب الأعصاب في مكرز جامعة نيويورك لانغون هيلث: «أحد أكثر الجوانب صعوبة في تشخيص الارتجاج اليوم هو عدم وجود اختبارات موضوعية». وأضاف: «في الوقت الحالي، يتم التشخيص عن طريق التقرير الذاتي للمريض، أي ما يخبرنا به بنفسه. هذا يجعل من الصعب إجراء التشخيص السليم».
قد يكون اختبار الدم الجديد الذي طورته شركة «أبوت» بمثابة أداة موضوعية لمساعدة الأطباء في فرز مرضى إصابات الدماغ الرضية، لأنه يعتمد على التوقيعات الجزيئية في الدم بدلاً من أدلة أكثر ضبابية.
ويتطلب الاختبار عينة دم صغيرة يتم سحبها من الذراع، والتي يتم استخراج البلازما منها وإدخالها في الجهاز المحمول باليد.
وقال الدكتور ستيفن فلاناغان، رئيس طب إعادة التأهيل والمدير المشارك لمركز نيويورك لانغون هيلث: «القيمة الحقيقية هي المساعدة في توجيه غرفة الطوارئ ومقدمي الرعاية الطبية العاجلة... إن الاختبار سيساعدهم على تحديد من يحتاج إلى إجراء التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي ومن لا يحتاج إلى ذلك».