«سلام لبيروت»... عندما تسهم الموسيقى في بناء الأوطان

قدمها التينور بشارة مفرج بالتعاون مع «الثقافة» الألمانية

«سلام لبيروت»... عندما تسهم الموسيقى في بناء الأوطان
TT

«سلام لبيروت»... عندما تسهم الموسيقى في بناء الأوطان

«سلام لبيروت»... عندما تسهم الموسيقى في بناء الأوطان

عندما حصل انفجار بيروت في 4 أغسطس (آب) الماضي، كان التينور اللبناني بشارة مفرج منشغلاً بإطلاق ألبومه الموسيقي «مشوار». وكان متحمساً لسماع ردود فعل محبيه؛ لا سيما أنه يتألف من مزيج للموسيقى الشرقية والغربية. وإثر حدوث الكارثة ومتابعته لتداعياتها في المناطق التي جرفها الانفجار، لم يستطع التينور اللبناني أن يقف متفرجاً، فقرر مساعدة المتضررين من الانفجار بمبادرة موسيقية، فوُلدت أغنية «سلام لبيروت».
ومع كلمات كتبها الأب يوحنا جحا، ولحنها فادي قسيس، اكتمل العمل الذي هو ثمرة تعاون بين ميونيخ وبيروت.
يوضح بشارة مفرج في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «جاء هذا التعاون من خلال أصدقاء موسيقيين لي لديهم علاقات وطيدة مع دار الأوبرا في ميونيخ. ومن هناك حصل اتصال مع وزارة الثقافة الألمانية التي رحبت بفكرة رعايتها لأغنية تكرم بيروت بعد انفجار 4 أغسطس».
وعن طبيعة الأغنية وكلماتها يقول: «بداية، قدم لي اللحن صديقي فادي قسيس، وقال لي يمكنك التصرف فيه وتقديمه ضمن أغنية تختار شخصياً كلماتها. وعندما حصلت كارثة بيروت فكرت مباشرة في هذا اللحن، وقررت تحويله إلى أغنية للعاصمة المنكوبة. وبُعيد اتصالاتي مع عدد من الشعراء في لبنان وقع اختياري على الأب يوحنا جحا. فهو تلقف الفكرة التي أرغب في ترجمتها بأغنية لمدينتي، فجاءت بمثابة صلاة. وهكذا وُلد العمل الذي صورته في دار الأوبرا في لبنان المعروفة بـ(التياترو الكبير) تحت اسم (ألف ليلة وليلة)».
وشارك في هذا العمل أوركسترا «دار الأوبرا البافارية» والسوبرانو الألمانية فيليسيتاس فوكش- فيتيكيندت؛ ومن لبنان جوقة «الجامعة الأنطونية»، والمايسترو توفيق معتوق.
ويعلق التينور اللبناني: «لقد كانت السوبرانو الألمانية فيليسيتاس متحمسة جداً للغناء بالعربية ضمن عمل مهدى لعاصمة تعرفها عن كثب؛ إذ سبق أن زارتها ولديها أصدقاء فيها. فتعلمت العربية وغنتها بأسلوبها الرائع، فطبعت الأغنية بصوتها الراقي». ويشير بشارة مفرج إلى أن الأغنية سُجلت في ميونيخ، وأن مشاركة الأوركسترا الألماني فيها كان لافتاً وقيماً في آن: «العمل في ميونيخ ومع إحدى أهم فرق الموسيقى الأوركسترالية في أوروبا، كان بمثابة لفتة تكريمية لا تشبه غيرها. فعمل من هذا النوع تفوق كلفته النصف مليون يورو. ومع ذلك كانت وزارة الثقافة الألمانية كريمة مع لبنان من خلال قيامها بهذه المبادرة».
أنتجت الأغنية بين ميونيخ وبيروت بالتعاون مع جمعية «Shultershluss initiative» الألمانية. ويشرح بشارة مفرج: «إنها جمعية معروفة في لبنان وتهتم بمساعدة النازحين. وهي التي اقترحت تصوير العمل في دار أوبرا بيروت؛ لأنها على بينة من الدور الذي لعبته هذه الدار في أيام العز في بيروت».
وتهدف الأغنية إلى جمع تبرعات «أون لاين» للمتضررين من الانفجار ترعاها الجمعية المذكورة.
التينور بشارة مفرج معروف عالمياً، وقد تلقى دراسته الموسيقية بداية في لبنان ثم انتقل إلى إيطاليا؛ حيث نال شهادة الماجستير في الغناء الأوبرالي. شارك في مهرجانات أوبرالية كثيرة، في قطر ودبي وألمانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا. ويقول في معرض حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لقد كنت أرغب في إطلاق أغنية تحكي عن بيروت السلام والفرح، وأظهر من خلالها الدور الذي يمكن أن تلعبه الموسيقى في بناء الأوطان. فهذا العمل يعد الأول لي على صعيد الأغنية الوطنية، وبيروت اليوم هي بأمسّ الحاجة لمن يدعمها ثقافياً ومادياً».
حالياً يتابع اللبنانيون الأغنية عبر شاشات التلفزة المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي. وتستهل بكلمات: «سلام سلامي لبيروت، لشاطئ لا يموت، لميناء رحيب في موطني لبنان» بصوت التينور اللبناني. ولترد عليه السوبرانو الألمانية بالعربية: «وسط الأنواء يا حسناء، أيدينا تبني الميناء، والأعداء إلى الفناء، عد يا رب، جُد وارحمنا يا ملجأ الداعين». ولتصدح أصوات المغنين مع فريق الكورال: «ربي ألبس بيروت، حُلياً عقد الياقوت، والمجد امنحها قوت، يا وعد الموعودين».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.