«أسبوع أبوظبي للاستدامة» يناقش «التعافي الأخضر» بعد الجائحة

عبر 3 محاور تشمل تعزيز المسؤولية وممارسة الأعمال والاستثمار

يشارك في المناسبة السنوية بأبوظبي أكثر من 70 متحدثاً (الشرق الأوسط)
يشارك في المناسبة السنوية بأبوظبي أكثر من 70 متحدثاً (الشرق الأوسط)
TT

«أسبوع أبوظبي للاستدامة» يناقش «التعافي الأخضر» بعد الجائحة

يشارك في المناسبة السنوية بأبوظبي أكثر من 70 متحدثاً (الشرق الأوسط)
يشارك في المناسبة السنوية بأبوظبي أكثر من 70 متحدثاً (الشرق الأوسط)

أعلن «أسبوع أبوظبي للاستدامة» عن تنظيم دورة عام 2021 في الفترة من 18 إلى 21 يناير (كانون الثاني) الحالي بشكل افتراضي باستخدام تقنيات ومنصات التواصل المرئي، حيث سيشهد سلسلة من الفعاليات الافتراضية؛ تشمل «قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة»، و«الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)»، و«ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام»، و«منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي»، والمنتديات الافتراضية لمنصة «شباب من أجل الاستدامة»، بالإضافة إلى «منتديات القمة العالمية لطاقة المستقبل».
وقال الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص لدولة الإمارات لـ«التغير المناخي»، رئيس مجلس إدارة شركة «مصدر»: «ينعقد (أسبوع أبوظبي للاستدامة) ضمن جهود الإمارات والتزامها الثابت بمواجهة تداعيات تغير المناخ، وتكريساً لدورها الفاعل والمسؤول في دعم مساعي المجتمع الدولي بهذا الشأن، من خلال تحفيز الحوار العالمي حول الاستدامة وتحويل الأفكار إلى خطط وحلول ومشاريع عملية ومجدية».
وأكد على أن بدء الانتعاش الاقتصادي من آثار الجائحة يشكل فرصة ممتازة لوضع مجموعة من الأهداف الطموحة والاستثمار في التقنيات الجديدة وتحديد السياسات اللازمة التي ستسهم في تحقيق التعافي المستدام. ويلقي الدكتور الجابر كلمة رئيسية في افتتاح «قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة» التي يشارك فيها أكثر من 70 متحدثاً من قطاعات الاستدامة والأعمال والتكنولوجيا، من ضمنهم ألبرت الثاني، أمير موناكو، حيث سيلقي كلمة رئيسية خلال القمة حول تحقيق المرونة على مستوى الدول خلال انتشار جائحة «كوفيد19».
وتضم قائمة المتحدثين خلال القمة؛ التي تقام افتراضياً لمدة يوم واحد، الأمير خالد بن الوليد بن طلال آل سعود، رئيس مجلس إدارة «كي بي دبليو» للاستثمار؛ وخلدون المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، الرئيس التنفيذي للمجموعة، والعضو المنتدب في «مبادلة» للاستثمار. بالإضافة إلى مشاركة غريس فو، وزيرة الاستدامة والبيئة في حكومة سنغافورة؛ والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة «هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)»، ولورانس فينك، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «بلاك روك»؛ وآخرين.
وتتضمن «قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة»، التي تستضيفها «مصدر» في 19 يناير الحالي، 3 جلسات؛ مدة كل واحدة منها ساعتان، وتركز على 3 محاور؛ هي: إعادة عجلة الحياة للدوران، وتعزيز المسؤولية والتفاعل، وممارسة الأعمال والاستثمار. وسيجري التطرق من خلال كل محور إلى القضايا والموضوعات الرئيسية التي من شأنها إفساح المجال أمام كثير من الفرص الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية لتحقيق «التعافي الأخضر» بعد جائحة «كوفيد19».
من جهته؛ قال أحمد الصايغ، وزير الدولة رئيس مجلس إدارة «سوق أبوظبي العالمي»: «يعدّ (أسبوع أبوظبي للاستدامة) امتداداً لالتزام (سوق أبوظبي العالمي) المستمر بتعزيز رؤية قيادة الدولة وأبوظبي، المتمثلة في إيجاد اقتصاد مبتكر ومستدام، قائم على المعرفة. وبينما يسعى العالم جاهداً نحو التعافي، يمكننا جميعاً القيام بدورنا في تشجيع مزيد من الممارسات المستدامة وحماية التغير المناخي لضمان مستقبل مجتمعنا والأجيال المقبلة».
وسيقام «أسبوع أبوظبي للاستدامة 2021» بجميع مؤتمراته وفعالياته بشكل افتراضي، وذلك من أجل ضمان سلامة جميع المشاركين؛ على أن ينظَّم «أسبوع أبوظبي للاستدامة» بصيغته الاعتيادية في عام 2022.



وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 
TT

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة)، قبل أن تصبح اليوم أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم، وحاصلة على 9 شهادات قياسية من «غينيس».

وسميت «الكنداسة» اشتقاقاً من اسمها اللاتيني (Condenser) والتي تعني المكثف، هذه الآلة كانت تعمل بالفحم الحجري لتكثيف وتقطير مياه البحر لتنتج المياه العذبة.

وفي عام 1926، وبسبب معاناة الحجاج والمعتمرين من قلة المياه العذبة عند وصولهم إلى جدة، إذ كانت بالكاد تكفي السكان، أمر الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود باستيراد آلتين كبيرتين لتقطير مياه البحر لتأمين احتياجهم من الماء.

أما نقطة التحول فكانت في 1974، العام الذي أنشئت فيه المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في السعودية (الهيئة السعودية للمياه حالياً). وتدير حالياً 33 محطة تحلية، من بينها 8 محطات على ساحل الخليج العربي و25 محطة على ساحل البحر الأحمر.

وتنتج هذه المحطات 5.6 مليون متر مكعب من المياه العذبة يومياً، ما يعادل نحو 70 في المائة من إنتاج المياه المحلاة في المملكة، ما يجعلها أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم.

وقد سجّلت في فبراير (شباط) الماضي المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة تسعة أرقام قياسية سعودية جديدة في موسوعة «غينيس» العالمية، وذلك لإنتاجها ما يزيد على 11.5 مليون متر مكعب يومياً.

استثمارات ضخمة

أصبحت السعودية من كبرى الدول في العالم من حيث حجم الاستثمارات في تحلية المياه، إذ ضخت استثمارات كبيرة في بناء محطات التحلية، بحسب وكيل الرئيس للشراكات الاستراتيجية والمحتوى المحلي في الهيئة السعودية للمياه المهندس محمد آل الشيخ، خلال حديثه في مؤتمر الأطراف (كوب 16) المقام حالياً في الرياض.

وأوضح آل الشيخ أن العاصمة الرياض على سبيل المثال تحصل على المياه المحلاة من بحر الخليج العربي عبر خط أنابيب يمتد لمسافة 500 كيلومتر، وهو نظام نقل مياه متطور لنقل المياه المحلاة، مضيفاً أن هناك استثمارات في البنية التحتية قد تمت على مدار أكثر من أربعة عقود.

ووفقاً لآخر الأرقام المعلنة، فقد رصدت البلاد ميزانية تجاوزت 80 مليار دولار لتنفيذ مئات المشاريع المائية خلال السنوات المقبلة.

تعميم التجربة

ولم تدخر السعودية الخبرات التي جمعتها منذ أن تحولت تحلية المياه من «الكنداسة» إلى أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم.

فقد وقّعت في يوليو (تموز) 2024 اتفاقية مع البنك الدولي تهدف في أحد بنودها إلى تعميم تجربة المملكة الناجحة في قطاع المياه إلى الدول الأقل نمواً.

وتشمل أيضاً نقل المعرفة وتبادل الخبرات في إدارة الموارد المائية وتقليل التكاليف التشغيلية للمرافق.

وتسعى البلاد إلى مساعدة الدول الأخرى في تحسين كفاءة قطاع المياه وتطوير حلول مستدامة، ما يحقق الهدف السادس لهيئة الأمم المتحدة: «المياه النظيفة والنظافة الصحية»، وفق البيان.

تقنيات الطاقة

وفيما يخص التقنيات المتطورة في تحلية المياه، تحدث آل الشيخ عن التوجهات المستقبلية لتحسين تقنيات التحلية، إذ انتقلت المملكة من استخدام تقنيات التحلية الحرارية إلى تقنيات أكثر كفاءة وأقل استهلاكاً للطاقة بنسب تصل في توفير الطاقة لأكثر من 80 في المائة، وتهدف إلى أن تصبح 83 في المائة من مياه البحر المحلاة، وتعتمد على تقنية التناضح العكسي، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة.

وتُستخدم تقنية التناضح العكسي بشكل واسع في تحلية مياه البحر للحصول على مياه صالحة للشرب، وفي معالجة مياه الصرف الصحي، وكذلك في العديد من التطبيقات الصناعية التي تحتاج إلى مياه نقية وخالية من الشوائب.

آل الشيخ متحدثاً للحضور خلال إحدى الجلسات على هامش مؤتمر (كوب 16) بالرياض (الشرق الأوسط)

وأشار آل الشيخ إلى أن المملكة قامت بتنفيذ تجارب مبتكرة، مثل المشروع التجريبي في مدينة حقل (شمال غربي السعودية)، من خلال إنشاء محطة هجينة تعتمد على الطاقة الشمسية والرياح والطاقة التقليدية.

و«قد أثبت المشروع أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تساهم في تقليل استهلاك الطاقة في تشغيل محطات التحلية، حيث يمكن للطاقة المتجددة أن تساهم في تشغيل المحطات بنسبة تصل إلى 60 في المائة في بعض الفصول».

انخفاض تكلفة الإنتاج

وفيما يتعلق بتكاليف الإنتاج، أكد آل الشيخ أن تكلفة تحلية المياه قد انخفضت بشكل ملحوظ، إذ كانت تكاليف إنتاج متر مكعب واحد من الماء تتجاوز 4 ريالات (1.06 دولار) في الماضي، بينما الآن لا تتجاوز التكلفة 2.5 ريال (نحو 0.67 دولار)، مع توقعات بتحقيق انخفاض أكبر في المستقبل.

وخلال الجلسة الحوارية على هامش «كوب 16»، قال المدير العالمي لقطاع الممارسات العالمية للمياه بمجموعة البنك الدولي ساروج كومار جاه إن الدول التي تعاني من ندرة المياه يجب أن تسعى إلى إعادة استخدام كل قطرة مياه في البلاد عدة مرات.

وأشار إلى أن سنغافورة تعد نموذجاً في هذا المجال، حيث تعيد استخدام كل قطرة مياه 2.7 مرة. وفيما يتعلق بالسعودية، ذكر أن المملكة تستخدم المياه مرتين تقريباً، مع إمكانية تحسين هذه النسبة بشكل أكبر في المستقبل.

المدير العالمي لقطاع الممارسات العالمية للمياه بمجموعة البنك الدولي ساروج كومار خلال الجلسة الحوارية (الشرق الأوسط)

وفيما يخص تكلفة تحلية المياه، قال إنها انخفضت بنسبة 80 في المائة تقريباً عالمياً، بفضل استخدام الطاقة الشمسية وتطور التقنيات المستخدمة في التحلية، مما يجعل هذه الطريقة أكثر جدوى في البلدان مثل السعودية التي تقل فيها معدلات هطول الأمطار.

ولفت كومار جاه إلى زيارته الأخيرة منطقة أنتوفاغاستا في تشيلي، وهي الأشد جفافاً في العالم، إذ لا تسقط فيها الأمطار على الإطلاق.

ورغم ذلك، تُعد هذه المنطقة من أكثر المناطق الاقتصادية ازدهاراً في العالم، بفضل تبني تقنيات تحلية المياه وإعادة استخدامها، مما يعكس إمكانية بناء المرونة المائية في المناطق الجافة مثل السعودية، بحسب كومار جاه.